دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مساعي واشنطن تثمر عن اتفاق أولي بين كرد سوريا.. وتركيا تبتز المجلس الكردي بـ “رابطة المستقلين”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رغم المعلومات الشحيحة عن نتائج المحادثات الجارية بين الأحزاب والقوى الكردية السورية، التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، إلا أن المعطيات تشير إلى تقارب بين القطبين الكرديين، المتمثل بـ “المجلس الوطني الكردي” و “حزب الاتحاد الديمقراطي”. ويبدو أن واشنطن عازمة على استكمال مشروع توحيد الصف الكردي، لتقوية الجبهة المعارضة للحكومة السورية، خاصة مع الحديث عن قرب نضوج مشروع الحل السياسي في سوريا، بالتوافق بين القوى الخارجية التي تدير الأزمة السورية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا.

بدأت المحادثات بين الأحزاب الكردية بمبادرة من مظلوم عبدي عقب الاجتياح التركي الأخير لشمال سوريا

وبعد لقاءات ماراثونية أجرتها الإدارة الأمريكية مع الأحزاب الكردية، سواءً المشاركة في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، أو ضمن المجلس الوطني الكردي، نجحت الجهود الأمريكية والفرنسية على ما يبدو بالتقريب بين القوى الكردية السورية في شمال شرقي البلاد، في التوصل إلى رؤية سياسية مشتركة، مع تعليق ملفات خلافية إلى جولات محادثات أخرى.

وبدأ الحديث عن مباحثات سرية مباشرة بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، عقب مبادرة مظلوم عبدي، القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، في 28 تشرين الأول 2019، إبان الاجتياح التركي الأخير لمناطق في شرقي الفرات، بهدف توحيد صفوف القوى الكردية، مما يمهد الطريق للإدارة الذاتية للانضمام إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.

المونيتور: واشنطن عبر ويليام روباك ترعى المحادثات الكردية ـ الكردية في سوريا

ووفق تقريرٍ للمونيتور، عن مصدر رسمي مطلع؛ لم تسميه، أن الجولة الأولى من المفاوضات عقدت أوائل نيسان الماضي في قاعدة عسكرية أمريكية على أطراف مدينة الحسكة، بحضور كبير مستشاري المبعوث الخاص للتحالف الدولي، ويليام روباك، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي. وبحسب المونيتور فإن محاولة تقريب وجهات النظر تجري تحت إشراف الولايات المتحدة، حيث عقد روباك عدة اجتماعات مع المجلس الوطني الكري في الأشهر الثلاثة الماضية لمناقشة التطورات في الساحة السورية، ودعم مبادرة توحيد الصف الكردي في سوريا، تلاها 3 جولات محادثات ضمت الأحزاب الأخرى ضمن الإدارة الذاتية وحزب التقدمي الكردي.

مشاركة “المجلس الكردي” في الإدارة الذاتية يبعد “الفيتو” التركي على مشاركة ممثليها في محادثات جنيف

ويرى محللون بأن هناك اتفاق روسي أمريكي وبدعم أوروبي على جعل الكرد لاعباً سياسياً في المعادلة السورية، وبالتالي ومن خلال مشاركة “المجلس الكردي” المشارك في “الائتلاف السوري المعارض” تبعد الفيتو التركي باستبعاد ممثلي الإدارة الذاتية عن محادثات جنيف، عندها تكون الإدارة مقادة من كل الكرد وليس طرف تعاديه تركيا، ومن جهة أخرى فإن الاتفاق يخلص الكرد من حالة التشتت الحزبي ويوحد قواهم السياسية والعسكرية ضمن المعادلة السورية وبالتالي يصبحون طرفاً قوياً يعتمد عليه مستقبلاً لجعلهم قوة توازن في سوريا.

واشنطن تسعى لتوحيد الشمال السوري لبناء موقف معارضة قوي لإرضاخ الحكومة للعملية السياسية

أما أمريكياً  فإن جهود توحيد الصف الكردي في شمال شرق سوريا هي جزء من مشروع أوسع نطاقا يهدف إلى توحيد الشمال السوري بأكمله؛ الشمال الغربي الذي تسيطر عليه المعارضة المدعومة من تركيا، وشمال وشرقي سوريا الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، بهدف بناء موقف قوي ضد الحكومة السورية وحرمانه من ثروة المناطق التي يمكن استخدامها لإحياء قوتها، لدفعه إلى الرضوخ للعملية السياسية.

كما أن الإصرار والجدية الأمريكية الواضحة في هذا المسار، مرده عزم واشنطن قطع الطرق أمام أي تقارب بين الأكراد بمختلف تياراتهم والحكومة السورية، إضافة إلى تضييق الخناق على روسيا التي باتت حاضرة في “شرقي الفرات” وأصبحت على تواصل مباشر مع قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت عن مسؤول كردي أنه تم الاتفاق خلال المحادثات على عدة نقاط من بينها أن “سوريا دولة ذات سيادة، يكون نظام حكمها اتحادي فيديرالي يضمن حقوق جميع المكونات و”الإقرار الدستوري بالحقوق القومية المشروعة للكرد، وفق العهود والمواثيق الدولية” و”تشكيل مرجعية كردية تمثل جميع الأحزاب والتيارات السياسية وممثلي المجتمع الكردي بسوريا”. على أن تناقش باقي القضايا الخلافية في جولات ثانية، وتفضي إلى تشكيل وفد كردي موحد للمشاركة في المحافل الدولية الخاصة بالأزمة السورية، واتخاذ موقف واحد من الحكومة والمعارضة.

تركيا منزعجة من المحادثات وتهدد المجلس الكردي برابطة المستقلين الكرد كبديل له في الائتلاف المعارض

وكما هو متوقع فإن الخطوة الأمريكية ـ الفرنسية أزعجت تركيا، وسارعت إلى اتهام الولايات المتحدة وروسيا بالسعي لدمج الإدارة الذاتية في مسار الحل السياسي للأزمة السورية، وفي إشارة إلى امكانية تخليها عن “المجلس الوطني الكردي” في حال مضيه في المحادثات مع الإدارة الذاتية، أبرزت تركيا ورقة “رابطة المستقلين الكرد” والتي تضم مجموعة من الكرد السوريين، وأسستها أنقرة في مدينة “أورفا” بتركيا في حزيران عام 2016، حيث أدخلت تركيا هذه الرابطة ضمن جسم “الائتلاف السوري” لتحل محل المجلس الوطني الكردي” في تمثيل الكرد ضمن صفوف المعارضة الموالية لتركيا.

ويبدو أن أنقرة كانت تتوقع أن تتعثر المفاوضات بين الجانبين الكرديين، على غرار ما حصل خلال العامين الماضيين، حيث توصل المجلس الوطني الكردي المقرب من كل من تركيا وإقليم كردستان العراق، إلى ثلاث اتفاقيات مع الاتحاد الديمقراطي، الذي شكال الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، إلا أن هذه الاتفاقيات لم تجد طريقها للتنفيذ.

إلا أن التحرك التركي الأخير باقحام “رابطة المستقلين الكرد” ضمن الائتلاف السوري المعارض؛ رغم اكتفائها بالصمت خلال الأسابيع الأولى من المحادثات، تعكس تقدماً في المفاوضات على نحو لا يتفق والتصور التركي لمستقبل الكرد في سوريا، وفقاً لمراقبين.

إعداد: رزان أيوبي