أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – احترقت آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في النواحي الشرقية لمدينة القامشلي شمال شرق سوريا، كانت مزروعة بمحصولي القمح والشعير، وأدت الحرائق غير المسبوقة في المنطقة إلى إتلاف مئات الآلاف من الهكتارات في المحافظة بشكل عام، ما يضع الأمن الغذائي لها على المحك.
ومع اتساع نطاق الحرائق التي تلتهم حقول القمح في الحسكة ومدنها الرئيسية واريافها، طلبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا المساعدة من التحالف الدولي للسيطرة على النيران، التي لاتزال تشتعل بشكل يومي تقريباً.
احتراق مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية
واندلعت خلال اليومين الماضيين، حرائق جديدة في عدة مناطق مثل مدن عين عيسى وتل ابيض شمال محافظة الرقة، والدرباسية بمحافظة الحسكة، إضافة إلى مناطق على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي، فيما شهدت قرى بمنطقة جبل كوكب في ريف الحسكة الشرقي حرائق أيضاً، تسببت بإتلاف مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية.
وكانت حرائق ناحية القحطانية المعروفة محلياً باسم “تربه سبيه” الاثنين الماضي، الأكبر منذ اندلاع الحرائق في المنطقة، حيث كشفت إحصائيات غير رسمية بحرق أكثر من 50 كم من الأراضي المزروعة في المنطقة المذكورة، وصولاً إلى مدينة المالكية “ديريك”، كما حذرت حينها الإدارة من وصول الحرائق إلى الآبار والمنشآت النفطية، مما كان سيتسبب بكارثة أكبر لو اندلعت النيران فيها، لكن المجهود الذي بذله الأهالي بالتعاون مع الجهات المعنية حال دون ذلك.
وتجدر الإشارة إلى أن موسم الزراعة كان جيداً جداً في هذه المناطق، التي شهدت هطول كميات كبيرة من الأمطار خلال فصل الشتاء. لكن الحرائق التي اندلعت في المنطقة، ذهبت ببهجة الأهالي الذين كانوا ينتظرون موسم الحصاد بفارغ الصبر.
سلة سوريا الغذائية باتت في خطر
محصول القمح والشعير في هذه المناطق يعتبر استراتيجياً وأحد دعائم الامن الغذائي فيها، وباحتراق مساحات واسعة من الاراضي الزراعية، فإن ناقوس الخطر بات يدق في هذه المناطق من قلة محصول القمح فيها.
الأمم المتحدة بدورها حذرت من كارثة في تلك المناطق، إذا تواصل حرق الأراضي الزراعية فيها، وقالت إنه أمر غير مقبول أبداً أن يصل موت السوريين بفعل فاعل إلى أطواره الأبطأ، ليتحول إلى “الموت جوعاً”، وأن تصبح إمدادات غذائهم سلاح حرب، يجبر مئات الآلاف من المدنيين على النزوح إلى مناطق أخرى.
وقال بيان صدر عن منظمة برنامج الأغذية العالمي، حذرت من أن يكون هناك 6.5 ملايين شخص في سوريا، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وخلال تصريحات خاصة لأوغاريت بوست قال المسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلمان بارودو الذي يشغل منصب الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة، أن “الحرائق التي حصلت في مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا سيكون له تأثير سلبي على الانتاج العام”.
الزراعة من دعائم الأمن الغذائي
وأضاف سلمان بارودو، “معروف أن الزراعة في سوريا تعد من الموارد الاستراتيجية، وأحد دعائم الأمن الغذائي”.
وأشار بارودو، إلى أن “هذه المساحات الكبيرة التي احترقت، سوف تكون لها انعكاسات سلبية على الانتاجية، وعلى المنتوج الزراعي بشكل عام”.
موضحاً، أن “الحرائق التي حصلت في شمال وشرق خلال اليومين الماضيين سيكون له تأثير سلبيٌ كبير”.
تقرير: علي ابراهيم