مسؤول استخباراتي سابق ومحلل لشؤون الشرق الأوسط (آفي ميلاميد) يتحدث عن دوافع السعودية الخفية لمساعدة سوريا.
تعد المساعدات الإنسانية السعودية لسوريا بعد الزلزال الذي وقع في شباط جزءًا من أجندة أكبر للدولة الخليجية لجعل نظام الأسد ينأى بنفسه عن فلك إيران مقابل المزيد من الأموال وإعادة العلاقات مع المجتمع الدولي.
بدأت الحرب الأهلية في سوريا منذ 12 عامًا، وتكبدت خسائر فادحة تكلف مليارات – إن لم تكن تريليونات – من الدولارات، وقتل وجرح أكثر من نصف مليون شخص، وأزمة لاجئين في جميع أنحاء العالم وخسارة فادحة للرئيس الأسد وحكومته على الصعيد الدبلوماسي.
في أيلول 2011، شهدت سوريا تجميد عضويتها في جامعة الدول العربية، وفي أوائل عام 2012، استدعت معظم دول الخليج سفرائها. منذ ذلك الحين، ظلت سوريا معزولة دبلوماسياً بشكل أساسي، وعلى الرغم من تحرك بعض الدول نحو العفو عن الأسد فيما بعد، إلا أن المملكة العربية السعودية، كلاعب رئيسي في العالم العربي، رفضت حتى الآن تحسين علاقتها مع سوريا.
السعوديون يمتلكون قدرًا لا يُصدق من القوة عندما يتعلق الأمر بالأسد والمسألة السورية. إن بروز النظام الملكي السعودي في دبلوماسية العالم العربي، والقوة المالية التي يمارسها من خلال استثماراته في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا، وقدرته على تمويل أجزاء من الجهد السوري لإعادة البناء، تجعله شريكًا أساسيًا للأسد وهو يعمل من أجل يخرج نفسه من الصراع المستمر منذ 12 عامًا”.
لكن الدعم السعودي يأتي بتكلفة كبيرة، وتحديداً حاجة سوريا إلى انتزاع نفسها من دائرة النفوذ الإيراني، وإزالة جميع قوات الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي الميليشيات المرتبطة بها من الأراضي الخاضعة للسيادة السورية.
تشير المساعدات الإنسانية السعودية الإضافية الأخيرة إلى سوريا إلى أن التسامح السعودي ممكن، وإذا حدث ذلك، فإن أي إيماءات سعودية تجاه سوريا ستشير إلى تطور مثير للاهتمام ومهم، ويجب أن نكون قادرين على اكتشاف كيف يمكن أن يحدث ذلك في المستقبل.
المصدر: israelnationalnews
ترجمة: أوغاريت بوست