مجلس سوريا الديمقراطية “مسد” هو الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ما يقرب من 25% من الأراضي السورية، وأنشأت إدارة ذاتية في شمال شرق سوريا. وتتعرض المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية حاليًا لهجوم من قبل تركيا. بالإضافة إلى ذلك، تخوض قوات سوريا الديمقراطية أيضًا اشتباكات متفرقة مع قوات الحكومة السورية. في مقابلة حصرية، ناقشت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية أمينة عمر المشهد السياسي الحالي في شمال سوريا.
نموذج حكم مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا: هل يمكن تنفيذه بفعالية في جميع أنحاء سوريا؟
السيدة عمر: رؤية مجلس سوريا الديمقراطية للحل في سوريا هي أن يكون مستقبل سوريا نظاماً لامركزياً. ويرى مجلس سوريا الديمقراطية أن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا يمكن أن يكون نموذجاً للحكم اللامركزي الذي يمكن تطبيقه في مناطق أخرى من سوريا مع مراعاة خصوصية كل منطقة.
فما يصلح لشمال شرق سوريا قد لا يصلح لجنوب سوريا، وما يناسب جنوب سوريا قد لا يصلح للمناطق الساحلية في سوريا وهكذا.
مع إشارة الرئيس أردوغان إلى توسيع العمليات العسكرية التركية في سوريا، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟
السيدة عمر: هذه الخطوة تعتبر غير شرعية وستدخل المنطقة في منعطف خطير. إنه ينتهك اتفاقيات وقف إطلاق النار واتفاقات خفض التصعيد وسيخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، مما يسمح للجماعات الإرهابية بالنمو وتوسيع عملياتها بشكل أكبر.
في شمال شرق سوريا أيهما يشكل تهديدا أكبر: الجماعات المتمردة المدعومة من تركيا أم داعش؟
السيدة عمر: تشكل الجماعات الإرهابية المتمردة وداعش تهديدًا كبيرًا للمنطقة وتدعمها تركيا. الفرق هو أن هناك تحالفًا عالميًا يقاتل ضد داعش. أما الجماعات الإرهابية، فهي تتحرك بحرية في المناطق التي تحتلها تركيا.
هل هناك حوارات مرتقبة مع نظام الرئيس بشار الأسد في المستقبل المنظور؟
السيدة عمر: لا أتوقع أي حوارات قريبة المدى مع الحكومة السورية.
شهدت الحملات العسكرية التركية الأخيرة في سوريا استهدافًا كبيرًا للمنشآت المدنية. ما الذي يمكن أن يقود هذه الاستراتيجية؟
السيدة عمر: الإستراتيجية وراء ذلك هي جزء من السياسة الممنهجة للدولة التركية، والتي تهدف إلى تقويض مشروع الإدارة الذاتية. ويبدأ ذلك بتقويض الجوانب الاقتصادية وتدمير البنية التحتية الحيوية ومراكز الخدمات. ثم يمتد الأمر إلى الجوانب الاجتماعية، من خلال تهجير الأكراد من مناطقهم وطمس هويتهم الثقافية. وأخيراً تسعى إلى القضاء على مشروع الإدارة الذاتية سياسياً.
أبدى رجال العشائر العربية في دير الزور معارضتهم لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مشيرين إلى السيطرة المهيمنة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) باعتبارها مصدر قلق رئيسي. كيف تم التعامل مع هذه التظلمات؟
السيدة عمر – الوضع في دير الزور معقد للغاية. وتؤيد معظم المجتمعات العشائرية في دير الزور الإدارة الذاتية وتعتبر نفسها ممثلة لها. وعدد قليل منهم ممثلون لجهات خارجية تعمل على تأجيج التوترات الطائفية وتمزيق النسيج الاجتماعي والعلاقات التاريخية بين مكونات المنطقة. هناك مطالب مشروعة لأهالي دير الزور ويجب معالجتها. ومؤخراً عقدت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا مؤتمراً مع عشائر دير الزور، حضره مختلف شرائح المجتمع، وكانت هناك مخرجات إيجابية سيتم تنفيذها خلال ستة أشهر من تاريخ المؤتمر، منها إعادة الهيكلة المدنية والمجالس التشريعية والتنفيذية والبلديات، والسماح للأحزاب السياسية بالعمل لحين صدور قانون ترخيص الأحزاب السياسية، وتعديل القوانين المتعلقة بالوافدين الجدد، وغيرها من النتائج المهمة التي تساعد على معالجة المشاكل في دير الزور.
تؤكد السلطات التركية في كثير من الأحيان وجود صلة بين الفصائل الكردية في شمال شرق سوريا وحزب العمال الكردستاني المحظور. كيف تعلقون على هذا الادعاء التركي؟
السيدة عمر: حزب العمال الكردستاني حزب يدافع عن حقوق الشعب الكردي والحل العادل للقضية الكردية.
المصدر: ekurd
ترجمة: أوغاريت بوست