أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تختلف الآراء حول إشكالية الدور التركي في سوريا منذ بدء الأزمة قبل ثمانية أعوام، ففي حين دأب الإعلام الرسمي التركي على وصف الدور التركي بالإنساني، خاصة فيما يتعلق باستقبال وإيواء اللاجئين، إلا أن المتابعين للشأن السوري يرون أن تركيا تستخدم هذا الملف كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، وتهدد الغرب بإغراقهم باللاجئين والإرهابيين.
وكشفت معركة إدلب أن تركيا لم تعد ترغب في إيواء للاجئين السوريين، حيث تخشى تركيا من موجة كبيرة، وكون هذا الملف لم يعد يشكل ضغطاً على أوروبا بحسب المراقبين.
ولمنع الأهالي من النزوح إلى الداخل التركي، وبعد الكثير من المقايضات بينها وبين الحكومتين الروسية والسورية، بدءَ من حلب ووصولاً إلى درعا، تقيم تركيا السواتر الترابية وأصدرت الأوامر العسكرية لجنودها على الحدود بقتل كل من يقترب من حدودها، وذلك بعد صفقة جديدة بينها وبين الروس في إدلب من جديد.
وبحسب المراقبين فإن تركيا دعمت تركيا الكثير من فصائل المعارضة منذ بدء الأزمة السورية، كما إنها تدخلت في سوريا بشكل مباشر من خلال جرابلس وصولاً إلى إدلب وعفرين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف في وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي، أن الجندرما التركية قتلت امرأة سورية أثناء محاولتها عبور الحدود التركية بالقرب من لواء الإسكندرون شمال غرب سوريا.
وفي حصيلة للمرصد السوري، فإن عدد الذين قتلوا على الحدود السورية التركية برصاص الجندرمة التركية، أثناء محاولتهم الدخول إلى الجانب التركي، بلغ 424 شخصاُ، بينهم 39 مواطنة، و76 طفلاً دون سن الـ18.
فيما حذّر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، من احتمال نزوح مليوني سوري من إدلب، بالتزامن مع انخفاض المساعدات الإغاثية الدولية.
وفي هذا السياق أوضح عبد الساتر الفيصل، معارض سوري مستقل، وعضو الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي سابقاً، أن تركيا ومنذ بداية الأزمة تتاجر بالدم السوري “وتحتل الأراضي السورية”، وأضاف “تحرير كافة الأراضي ومن ضمنها عفرين مطلوب من كافة الشعب السوري، لأن تركيا احتلت عفرين ليست لأنها كردية”.
وبيّن الفيصل، أن إغلاق الحدود ليس بشيء جديد، وهدف تركيا هو “ابتزاز الغرب عن طريق اللاجئين السوريين، حيث أن تركيا استفادت منذ بداية الأزمة من اللاجئين وحصلت على مساعدات من أوروبا من أجل إيقاف حملة النزوح باتجاه الدول الأوربية، كما أنها فككت المصانع من حلب وبعض المناطق الأخرى”.
ونوه الفيصل، أنه حالياً وبسبب صراعها مع أمريكا وحلف الناتو حول (أف 35) ومنظومات الصواريخ البتريوت (وأس 400)، عمدت تركيا إلى إغلاق الحدود كونها “حققت مبتغاها من الأموال عن طريق اللاجئين”، ودعا المعارضة في الخارج “التي وضعت كافة آمالها بأردوغان” إلى الابتعاد عنه كون “أردوغان يسعى إلى بيعهم”.
ورجح الفيصل، في ختام تصريح لأوغاريت بوست تراجع شعبية الرئيس التركي أردوغان وأن “أيامه باتت معدودة داخل تركيا.
فيما رأى محمد هويدي، عضو مكتب الإعلام لمجلس سوريا الديمقراطية ومنسق في دول الخليج، أن تركيا استقبلت اللاجئين لاستخدام هذا الملف كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي، وأضاف “لطالما أردوغان هدد الغرب بإغراقهم باللاجئين والإرهابيين، فهذا الملف هو ابتزازي وليس إنساني وأخلاقي أضف على ذلك الابتزاز الاقتصادي وسرقة المساعدات الإنسانية التي قدمها الاتحاد الأوروبي كمساعدة لسوريين، لكن كانت هذه الأموال تذهب لحزب العدالة والتنمية، ودليل على ذلك قبل عام أعلن مفتشون أوروبيون أن السلطات التركية رفضت تقديم معلومات حول كيفية إنفاق مبلغ الـ 1.1مليار يورو التي كانت مقدمة من الاتحاد الأوربي”.ونوه هويدي، إلى أن إغلاق المعابر في إدلب دليل على سقوط ورقة اللاجئين من أيدي الأتراك “ولم تعد تجدي، لذلك تراهن على أن الضغط على الأوربيين والأمم المتحدة عبر مشاهدة أكبر عدد من جثث السوريين المدنيين جراء قيام روسيا والنظام بعملية عسكرية لاستعادة مدينة إدلب من أيدي جبهة النصرة، فما يحدث هي محاولة تركية لانتزاع قرار دولي والهيمنة على إدلب إذا ما تم قتل عدد كبير من السوريين”.
تقرير: فادي حسن