من المحتمل أن تشن روسيا ضربة من سوريا تستهدف قاعدة عسكرية بريطانية في قبرص، حيث جاء هذا التأكيد على لسان أندريه كلينتسيفيتش في مقابلة مع صحيفة “تسارغراد”، كما أوردته صحيفة غازيتا الروسية. وشارك كلينتسيفيتش، الذي يرأس مركز دراسة الصراعات العسكرية والسياسية، أفكاره حول هذه المسألة.
وبحسب كلينتسيفيتش، فإن القاعدة الجوية البريطانية في قبرص تبعد حوالي 200 كيلومتر عن الأراضي السورية. وافترض أنه “إذا قامت مجموعة ما بضرب تلك القاعدة عن طريق الخطأ وتدمير عدة طائرات، فسيكون هناك احتجاج كبير. لكن الغرب يرد بالدرجة الأولى على القوة، وهو ما ظهر جلياً في الأحداث الأخيرة”.
وأشار كلينتسيفيتش كذلك إلى أن روسيا قد تبدأ قريبًا في محاكاة تصرفات الدول الغربية. وأشار إلى أنه من المحتمل أن تبدأ روسيا بتزويد خصوم الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى بأسلحة متقدمة كشكل من أشكال العمل المتبادل.
وفي نيسان الماضي، ألمحت صحيفة التلغراف إلى أن القاعدة يمكن أن تكون هدفًا لقوات الفضاء الروسية الموجودة في السماء السورية. وعلى الرغم من أن مثل هذا السيناريو قد يبدو بعيد المنال، إلا أن الوجود العسكري البريطاني في شرق البحر الأبيض المتوسط مهم، حيث يلعب سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري دورًا حاسمًا. ويعتقد بعض السكان المحليين أن القاعدة يمكن مهاجمتها إذا قررت روسيا الانتقام بعد أي عمل عسكري بقيادة الولايات المتحدة في سوريا.
يعتبر الأمن في قاعدة سلاح الجو الملكي في أكروتيري قويًا إلى حد ما، ويتميز بسياج محيطي مزدوج الأسلاك، وحراس مسلحين، ونقطة تفتيش محصنة للمركبات. ومع تزايد احتمال شن غارات جوية عقابية بعد الهجوم بالغاز السام في نيسان على بلدة بالقرب من دمشق، تحول الاهتمام نحو الدور الذي قد يلعبه سلاح الجو الملكي البريطاني في حالة نشوب صراع. وتضم القاعدة حاليًا ثماني طائرات مقاتلة من طراز تايفون وستة قاذفات مقاتلة من طراز تورنادو، جميعها جاهزة للعمل.
وفي وقت سابق، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقف حازم بشأن مسألة تزويد أوكرانيا بأسلحة بعيدة المدى، وقال: “إذا كان أي شخص يعتقد أنه من المقبول إدخال مثل هذه الأسلحة إلى منطقة الصراع لاستهداف أراضينا، فلماذا لا يكون لنا الحق في تسليم أسلحة مماثلة إلى المناطق التي تضم منشآت حساسة لأولئك الذين يعملون ضدنا؟ سنأخذ هذا بعين الاعتبار بالتأكيد”، وحذر من أن “تصرفات الغرب الأخيرة” يمكن أن “تزعزع استقرار الأمن العالمي” وتؤدي إلى “مشاكل خطيرة”.
وشدد بوتين على أن ” تزويد منطقة الصراع بالسلاح يعد دائمًا خطوة محفوفة بالمخاطر، خاصة عندما لا يقوم الموردون بتسليم الأسلحة فحسب، بل يشرفون أيضًا على استخدامها”، ملمحًا إلى أن المستشارين العسكريين الغربيين ينشطون بالفعل في أوكرانيا. وأضاف: “هذه خطوة خطيرة وخطيرة للغاية”.
تُعرف القاعدة العسكرية البريطانية في قبرص باسم RAF Akrotiri. وهي إحدى مناطق القواعد السيادية للمملكة المتحدة في الجزيرة، وقد تم الاحتفاظ بها تحت السيادة البريطانية بعد استقلال قبرص في عام 1960. ويتمتع سلاح الجو الملكي البريطاني هناك بموقع استراتيجي على الساحل الجنوبي لقبرص، بالقرب من مدينة ليماسول. إن موقعها في شرق البحر الأبيض المتوسط يجعلها رصيدًا بالغ الأهمية للعمليات العسكرية للمملكة المتحدة في المنطقة.
وتخدم القاعدة وظائف متعددة، بما في ذلك العمل كنقطة انطلاق للعمليات في الشرق الأوسط وتقديم الدعم للقوات البريطانية المنتشرة في المنطقة. كما أنها تلعب دورًا رئيسيًا في مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
يتم نشر طائرات مختلفة تابعة لسلاح الجو الملكي في قاعدة أكروتيري التابعة لسلاح الجو الملكي، بما في ذلك الطائرات المقاتلة من طراز تايفون FGR4، والتي غالبًا ما تستخدم في مهام التنبيه للرد السريع ومهام الشرطة الجوية. بالإضافة إلى ذلك، تستضيف القاعدة ناقلات التزود بالوقود الجوي Voyager KC2/KC3، والتي تعمل على توسيع النطاق التشغيلي لطائرات سلاح الجو الملكي البريطاني. يستوعب سلاح الجو الملكي البريطاني في أكروتيري أيضًا طائرات النقل C-130J Hercules، الضرورية للدعم اللوجستي وتحركات القوات.
المصدر: bulgarianmilitary
ترجمة: أوغاريت بوست