أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تنجح الهدنة التي أعلنت من قبل روسيا وبالتوافق مع تركيا، في مناطق إدلب ومحيطها، فخلال أيامها الثلاث، وبدل أن تهدأ الأوضاع وتركن العمليات العسكرية بين طرفي الصراع على الأرض. ازدادت ضراوة أكثر.
حيث كانت حصيلة الهدنة المعلنة في أيامها الثلاث في إدلب ومحيطها، أكثر من 5000 قذيفة صاروخية ومدفعية وغارة جوية وبرميل متفجر، طالت مناطق متفرقة من مناطق خفض التصعيد، إضافة لاستهداف قوات المعارضة مقراً للجيش كان يضم اجتماعاً فيه ضباط كبار بالجيش، والجيش أيضاً بمشاركة مع الروس قصف نقطة للمعارضة بناءً على معلومات قالوا عنها “استخباراتية”، حيث قتل وجرح العشرات من الطرفين في العمليتين المنفصلتين.
ويذكر أن هذه هي الهدنة الثانية التي تفشل في إدلب، بعد إعلانها من قبل الروس والأتراك، بسبب عدم ألتزام أطراف الصراع على الأرض بوقف إطلاق النار.
مصادر معارضة طلبت عدم الكشف عن أسمها قالت لأوغاريت بوست، أن الفصائل لم تقبل بالهدنة مع الجيش، لأنهم وبصراحة، “لا يثقون بالداعم التركي”، ويخشون أن تكون هذه الهدنة صفقة، يتم من خلالها وقف العمليات العسكرية لقوات المعارضة مع الجيش، وبالتالي تقوم القوات الحكومية بالانقضاض عن المناطق المحررة، بهجوم مباغت وسريع.
وأشارت المصادر، إلى أن بعض الفصائل قبلت بالهدنة بناءً على طلب الداعم التركي، بينما لم تقبل أخرى تحسباً لأي طارئ. وبقيت تواصل عملياتها العسكرية على الأرض، ونوه المصدر، إلى أن نوايا النظام والروس كانت ظاهرة للكل، فمنذ الساعات الأولى التي دخلت فيها الهدنة حيز التنفيذ. لم تهدأ عملياتهم العسكرية وقصفهم المكثف على نقاط ومراكز الفصائل المقاتلة.
وفي تصريحات خاصة لأوغاريت بوست أوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، عن سبب فشل الهدنة المعلنة في إدلب بين الجيش والمعارضة المسلحة، وقال، “الهدنة الروسية – التركية فاشلة منذ اتفاق أردوغان – بوتين في العام الفائت 2018، ولم يجري تطبيق بنود الاتفاق من انسحاب الجهاديين وسحب السلاح ضمن المنطقة منزوعة السلاح التي جرى التحدث عنها.
وأوضح رامي عبدالرحمن، أن اجتماع الرؤساء “بوتين – أردوغان – روحاني” جاء منتصف شهر شباط/فبراير الفائت، لتثبيت منطقة خفض التصعيد إعلامياً على عكس ما يجري على الأرض الواقع، حيث تصاعدت العمليات منذ ذلك الاجتماع.
وأشار مدير المرصد السوري إلى أنهم كانوا قد نشروا اليوم، تقريراً عن ذلك، وجاء بعدها التصعيد الأعنف في نهاية شهر نيسان/أبريل الفائت، الذي أدى إلى تهجير أكثر من 300 ألف مدني سوري بفعل عشرات الآلاف من الضربات الجوية والبرية من قبل روسيا والنظام والتي قتلت بدورها مئات المدنيين.
وأنهى مدير المرصد رامي عبدالرحمن حديثه لأوغاريت بوست وقال، “وأخيراً جاءت الهدنة المعلنة لترسخ قضية الكذب الروسي حول كلامها عن وقف عمليات عسكرية وهدنة وما إلى ذلك”.
تقرير: علي أبراهيم