دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مخاوف إقليمية من زيارة أردوغان لتونس.. والأخير يسعى لجرها للمحور التركي القطري

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – تحدثت وسائل إعلامية عن “مخاوف إقليمية” من تحول تونس إلى “منصة للمشروع التركي في ليبيا”، مشيرين إلى ان الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس الاربعاء، محاولة التفاف عميق على تحركات اليونان للتصدي لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة السراج.

أردوغان: سنتدخل عسكرياً في ليبيا إذا مرر البرلمان ذلك

ومن تونس، قال الرئيس التركي، أنهم سيتدخلون عسكرياً في ليبيا، إلى جانب حكومة السراج إذا مرر البرلمان التركي مشروع قانون بخصوص ذلك، الأمر الذي أثار قلقاً دولياً وإقليمياً من تبعات التدخل التركي المحتمل في البلاد، والأزمات التي سيخلقها وتداعياتها على الدول المجاورة.

وألقت الزيارة التي قام بها الرئيس التركي بسلسلة من التساؤلات حول أهدافها لاسيما مع التدخل العسكري التركي المباشر في الصراع الليبي (عبر إرسال الأسلحة إلى قوات السراج رغم الحظر الأممي)، والذي يندفع نحو التحول إلى نزاع إقليمي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

اصطفاف تونسي رسمي في محور تركيا – قطر

وقالت حركة “مشروع تونس” برئاسة محسن مرزوق إن “الزيارة غير المعلنة التي يؤديها الرئيس التركي لتونس توحي باصطفاف رسمي تونسيّ لصالح محور تركيا – حكومة الوفاق الليبيّة الذي أنتج اتفاقية هي محل رفض أغلب العواصم العربية والأوروبية”.

ووصل أردوغان الأربعاء إلى تونس، يُرافقه عدد من كبار مسؤولي بلاده، من بينهم وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو ووزير الدفاع خلوصي أكار ومدير الاستخبارات هاكان فيدان، إلى جانب عدد من قادة الجيش الكبار.

واعتبر مراقبون الزيارة بأنها محاولة التفاف تركية عميقة لمواجهة التحرك اليوناني للتصدي لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة السراج المثيرة للجدل.

قمة رباعية.. والسعي لتحشيد عربي غربي لمواجهة تركيا

وأعلن وزير الخارجية اليوناني “نيكوس دندياس” أن قمة رباعية بين قبرص ومصر واليونان وفرنسا من المتوقع عقدها في الـ4 من كانون الثاني/يناير المقبل في العاصمة المصرية القاهرة، لبحث الأزمة الليبية.

وكان وزير الخارجية اليوناني أجرى خلال الفترة الماضية جولة شملت السعودية والإمارات والأردن إضافة إلى مصر وشرق ليبيا، وذلك على مايبدو أنه في إطار السعي للتصدي “للمشروع التركي في ليبيا، وتشكيل حلف مضاد له”

واعتبر محللون أن توقيت زيارة أردوغان إلى تونس تحمل اعتبارات عدة، منها التي تخص المتغيرات في المشهد الميداني الليبي، خصوصاً مع اقتراب “الوطني الليبي” من قلب العاصمة طرابلس، والتي إذا ما فقد السراج وقواته السيطرة عليها يعني “نهاية سريعة لاتفاق تركيا والسراج”، مشيرين إلى أن تركيا تسعى من خلال هذه الزيارة إلى جر تونس للمحور القطري – التركي.

الوضع في ليبيا خطير جداً

واعتبر الخبير التونسي في الشأن الليبي “رافع الطبيب” أن “الوضع المُتفجر في ليبيا يُعطي هذه الزيارة أبعادا جيوسياسية خطيرة جدا، لأنها مُرشحة لأن تتحول في الأيام القادمة إلى ملف جيوسياسي استراتيجي، شائك ومُعقد، قد يؤثر بشكل مباشر على تونس التي يبدو أنها اصطفت نهائياً إلى جانب المحور التركي القطري الإخواني”. حسب وصفه.

ويشير مراقبون ليبيون، إلى أن تونس بدأت تخرج عن الحياد حيال الأزمات التي تشهدها المنطقة، بوقوفها في المحور التركي القطري، وتحولها لمنصة أو منطقة انطلاق للعمليات التركية في ليبيا سيجر عليها أزمات سياسية وعسكرية لا يحمد عقباها، ومن المتوقع ان تشهد انقطاعاً عربياً وأوروبياً بسبب وقوفها إلى جانب التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق.

 

إعداد: ربى نجار