أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال الأكاديمي والخبير في الشؤون التركية، الدكتور محمد نور الدين، في تصريح خاص لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، “ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يستطيع إلغاء صفقة الصواريخ الروسية إس-400، بسبب المكاسب التي حصل عليها في سوريا سياسياً وميدانياً، خلال اتفاقاته مع روسيا، بالرغم من اعتراض الولايات المتحدة وحلفائها في حلف الناتو على ذلك”.
وتعليقاً على إعلان أردوغان بمواصلة بلاده التمسك بصفقة الصواريخ الروسية، قبيل لقاءه بالرئيس الأمريكي ترامب، نهاية هذا الشهر في اليابان، قال الخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نور الدين، “يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ان بلاده هي عضو في حلف الناتو، وهذا الحلف هو الذي يحمي أمن تركيا ووحدة أراضيها، منذ انضمامها عام 1952، لذلك هو لا يمكن مهما اختلفت المواقف بينه وبين الإدارة الأمريكية، سواءً في عهد أوباما أو ترامب، أن يذهب بعيداً في هذا الخلاف”.
وتابع، ولكن في حال وجود مثل هذا الخلاف، يحاول أردوغان، أن يضغط على الولايات المتحدة ويبتزها، بما تيسر من أوراق الضغط، ومن هذه الأوراق، التعاون مع روسيا، أو إيران، أو أي دولة معارضة ومعادية لسياسات واشنطن.
وأردف، لذلك هو يؤكد على امتلاك واتمام صفقة الصواريخ إس-400، وفي الوقت نفسه يعرض تشكيل لجنة عمل مشتركة مع ترامب، بحيث لا يريد قطيعة مع الولايات المتحدة، ويسعى بما أوتيَ من قوة، لكي تعود العلاقات إلى طبيعتها مع واشنطن، بحيث أن مثل هذه العلاقات، واستمرارها، أمر حيوي جداً لترامب.
موضحاً، أن الأولوية عند تركيا “أن تستعيد علاقات طبيعية مع الولايات المتحدة، أما أساليب ذلك فهي تتعدد بين إغراءات وبين عوامل ضغط”.
وحول إصرار تركيا على اقتناء المنظومة الروسية، رغم اعتراض واشنطن وحلفائها في الناتو، قال الدكتور محمد نور الدين، “تركيا فعلاً تصر على اقتناء إس-400، وهذا لا يشكل خرقا للمنظومة العسكرية الأطلسية، فهذه الصواريخ موجودة في اليونان، وهي عضو في الحلف، واشترتها من روسيا، ولم يذكر أحد حينها أن هذا يشكل خطر على المنظومة العسكرية لحلف الناتو”، وتسائل نور الدين، لماذا لا يصح لتركيا، ما صح سابقاً لليونان؟.
وأضاف، تأكيد أردوغان أنه ماضٍ في صفقة شراء الصواريخ الروسية، ومركزتها على الأراضي التركية، هو جزء من صفقة مصالح مع روسيا.
لأن أردوغان منح روسيا امتياز بيع تركيا الأطلسية صواريخها، وهذا خرق روسي لحلف الناتو، وأردوغان منح تشييد المفاعل النووي في مرسين لروسيا، وهذا انجاز روسي، وأيضا وافق على مد خط النفط تحت البحر الأسود، وصولاً إلى أوروبا وهذا مكسب روسي، حيث من شأن خط النفط والغاز الطبيعي، أن يمكن لروسيا ان تتحرر من ارتهانها للخط الذي يمر في أوكرانيا، وصولاً إلى أوروبا في ظل الخلاف مع الأخيرة، وبالتالي هذه امتيازات روسيّة لم تكن تتحقق لولا أردوغان وتجاوبه.
وتابع، لكن في الوقت نفسه اردوغان لم يقدم هذه الامتيازات لروسيا، إلا بعد ان حصّل من روسيا مكاسب في أماكن أخرى، وفي أولوية هذه المكاسب، “إطلاق يد تركيا داخل سوريا، في الجيب الممتد من جرابلس إلى عفرين وصولاً إلى إدلب، لذلك لم تعترض روسيا على عملية درع الفرات وغصن الزيتون ولا على التقاعس التركي في إدلب، من أجل ضرب الجماعات المسلحة هناك.
وأكد، أن هذه المكاسب ساعدت تركيا على ان تعود من جديد لاعباً له حضوره في الساحة السورية، سواءً ضمن مسار آستانا أو ضمن ان تكون جهة مقررة للجنة الدستورية السورية، حيث لتركيا جزء من هؤلاء الأعضاء، وبالتالي بعدما خسرت تركيا مراكز نفوذ قوية في المنطقة مثل مصر، وفشلها في إسقاط النظام في سوريا، وبعد ان تراجع نفوذها بشكل عام، عادت لتعوض جزء من هذا الدور من خلال التسهيلات الروسية لها في سوريا ميدانياً وسياسياً.
وأضاف محمد نورالدين، لذلك اردوغان لا يستطيع إلغاء صفقة صواريخ إس-400، لأنها جزء من صفقة المصالح بين روسيا وتركيا.
علي إبراهيم