أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسعى بعض الأطراف السياسية في سوريا إلى إنهاء حالة “الاستفراد” لبعض الجهات الإقليمية والدولية في ملف الحل في سوريا، من خلال تمكين صوت الشعب السوري المغيب في مسارات الحل خارجياً وداخلياً، وإخراج الملف السوري من أيدي تلك الجهات التي تعمل على استغلال الحرب الدائرة منذ عقد من الزمن في البلاد لتنفيذ سياساتها وأجنداتها الاستعمارية على حساب سوريا أرضاً وشعباً.
وخلال شهر آذار/مارس الماضي، أعلن طرف سياسي سوري يطلق على نفسه اسم الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” والذي يضم أحزاب داخلية معارضة وشخصيات سياسية مستقلة سورية، عن عزمه لعقد مؤتمر تأسيسي في العاصمة السورية دمشق، ودعا إليه كل الدول التي تتواجد في سوريا باستثناء إيران، وذلك لكي يكون منصة لقوى سياسية وأحزاب وطنية تعمل على الحفاظ على مستقبل سوريا، لكن “جود” جوبهت بالرفض من قبل السلطات السورية التي أعلنت عن رفضها لعقد المؤتمر في دمشق تحت حجج وذرائع وصفت “بالواهية”.
شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، تواصلت مع عضو اللجنة التحضيرية في مكتب إعلام “جود” السيد محسن حزام، والذي تحدث عن أهداف “جود” والخطوات القادمة بعد منع السلطات السورية عقد المؤتمر الأول لهم، والرؤية السياسية التي يتبنونها.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع عضو اللجنة التحضيرية في مكتب إعلام “جود” السيد محسن حزام:
– ما هو الهدف من تشكيل جبهة معارضة ناشطة في الداخل السوري، وماذا يمكن أن تغير “جود” في الجمود الحاصل بالمشهد السوري ؟
الهدف الرئيسي من تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” هو خلق وحدة وطنية متكاملة داخل سوريا من خلال جمع أكبر طيف من المعارضة الوطنية السياسية والشخصيات العامة في الداخل السوري، هذا من حيث التشكيل.. إما من حيث المضمون فالرؤية السياسية التي نشرتها “جود” وضحت من خلالها أهداف تشكيل هذه الجبهة والهدف الأساسي التي تبغي من خلالها رسم رؤية سوريا المستقبل بتوافق سوري سوري في الداخل بما يخص المسار السياسي في جنيف 1 والقرار 2254، ومضمونه ومفرداته وبالتالي هي مؤمنة بأن الحل لن يكون إلا من الداخل السوري تحت مظلة أممية كاملة.
أما بالنسبة لتغيير أو تعديل الجمود الحاصل في المشهد السوري عندما تستطيع هذه الجبهة أن ترسي قواعدها في العمل بعد مأسستها سيكون مسارها مساعد للمسار السياسي الذي نعتبره اليوم في حالة جمود وعطالة نتيجة التوازنات الدولية والإقليمية وعدم حسم مصالحها في المسألة السورية، فأي نشاط وطني معارض عام في الداخل السوري رافض لهذا النظام الاستبدادي هو بالتالي سيعدل موازين القوى في توسعه ونشاطه العام وسيكون عامل مساعد في الدفع الرئيسي لإعادة تفعيل المسار السياسي، إن كان بالنسبة للحل بشكل عام أو كان على مستوى اللجنة الدستورية التي لم تفضي لشيء لهذا التاريخ.
– ماهي الخطوة القادمة لـ “جود” بعد فشلها بعقد مؤتمر للمعارضة داخل سوريا ؟
الخطوة القادمة “لجود” أعلنتها في رؤيتها السياسية عندما تتمأسس الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” وتعلن عن مؤسساتها المركزية والتنفيذية وتباشر عملها في الداخل السوري لتحقيق برامجها ورؤيتها ستسعى خلال الفترة القريبة القادمة للدعوة إلى مؤتمر وطني عام، تستطيع من خلاله أن تجمع أكبر طيف وطني من القوى السياسية في الداخل والخارج بالإضافة لقوى الثورة والمعارضة وتكون هي حامل المشروع الوطني خلال المرحلة القادمة من داخل سوريا، وهنا نؤكد على اختيار دمشق، عندما اختارت “جود” دمشق لهذا المشروع تهدف منه أنها تعمل بدون أي مؤثرات خارجية وغير مرتبطة بأي جهة خارجية، وليست لديها الضمانة الدبلوماسية لا من سفارة ولا من دولة كانت في داخل سوريا.
– هل تعتبر مطالب الجبهة الوطنية الديمقراطية بإسقاط النظام و استبداله “ممكنة” حالياً ؟
بالنسبة للمطالب المحقة التي أتت في الرؤية السياسية للجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” في إسقاط النظام واستبداله واعتباره فاقد للشرعية، إلى هذا التاريخ صحيح أنه غير ممكن حالياً نتيجة توازنات حاصلة في القوى المتدخلة في الحالة السورية، ولكن هو مطلب مشروع للشعب السوري عانى منه لسنوات طويلة قبل الثورة وامتدت هذه المعاناة لعشر سنوات لاحقة من القتل والتهجير والتدمير للبنة التحتية داخل سوريا من قبل نظام مستبد وفاشل بكل القيم الإنسانية التي لا يتمتع بها هذا النظام على الإطلاق، فاليوم الإسقاط بات مسألة ليست هي في مقدمة العمل ولكن المسألة الأساسية هي العمل على تحقيق مسار سياسي متوازن يستطيع أن يخرج سوريا من الحالة التي هي فيها، و ينتقل بالتالي إلى مضمون القرار الأممي 2254، الذي يقول بأهمية الانتقال السياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، وبدورها ممكن لهذه الحكومة الانتقالية أن تسير باتجاه خطوات أخرى وهي الانتخابات والإعلان عن دستور عصري جديد يتلاءم مع الوجه الحضاري لسوريا المستقبل في دولة مدنية ديمقراطية وطنية يتساوى فيها الجميع أمام الحق والقانون.
وأريد أن أؤكد أن “جود” لم تفشل في عقد المؤتمر، إنما هي عقدت مؤتمرا ليس فيزيائياً ولكن عقدته شعبياً بما حصلت من نتائج إيجابية على مستوى الإعلام وعلى مستوى الشارع الشعبي في مسألة المنع الذي أقدمت عليها القوات الأمنية السورية لمنع عقد هذا المؤتمر، من هنا نقول، أن هذا المؤتمر لم يفشل على الإطلاق ولكن حصل نتائج إيجابية كبيرة ونعتبره نحن في اللجنة التحضيرية “لجود” حتى هذا هو رأي الشارع الشعبي العام ورأي بعض القوى السياسية التي كانت لها ملاحظات أو مترددة في التعامل مع “جود” لأن “جود” أحرزت تقدماً كبيراً في الدعوى للمؤتمر وفي حصد نتائج المنع الذي مارسه النظام بهذه الخطوة.
– هل تعمل “جود” على كسب تأييد دولي واقليمي للاعتراف بها ودعمها سياسياً كبديل محتمل ؟
الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” اليوم ليست هي منصة أو عمل يلغي المسارات الأخرى التي تعمل عليها المعارضة، مثلاً هيئة التفاوض أو أي مسار آخر، إنما هو عمل وطني بامتياز تتحرك فيه قوى وطنية معارضة في الداخل السوري تريد أن تظهر صوت الشعب السوري المغيب في كل المسارات السياسية والمغيب حتى على مستوى الداخل السوري بشكل كامل، عندما تتمأسس هذه الجبهة وتباشر عملها في الداخل السوري لابد من أن تتحرك في كسب تأييد دولي وإقليمي في اعتراف بها داخلياً، ليس كأمر واقع ولكن كحاضنة لكل القوى السياسية، وممكن أن تكون في وقت ما ليست هي البديل، ولكن البديل هي حكومة انتقالية وما تحدثت عنه في تشكيل القرار 2254 بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية.
– تحدثت العديد من وسائل الإعلام عن تواصل “جود” مع بعض الدول الفاعلة في سوريا، ماهي الوعود المقدمة للجبهة ؟
لسان وسائل الإعلام عن تواصل “جود” مع بعض الدول الفاعلة في سوريا، حقيقة مغلوط جداً، إنما الذي أقدمت عليه اللجنة التحضيرية “لجود” عندما أعلنت عن عقد مؤتمرها في 27 و 28 آذار/مارس، أرسلت دعوات للسفارات الموجودة في سوريا باستثناء إيران، لكي تكون حاضرة في الجلسة الافتتاحية في المؤتمر، لذلك ليس هناك أي وعود مقدمة للجبهة من أي جهة من هذه الدول المتواجدة في الداخل السوري على الإطلاق.
– هل يمكن لجود الاتفاق أو الاندماج مع كيانات معارضة أخرى مستقبلاً ؟
بالنسبة لمسألة الاندماج مع كيانات معارضة أخرى مستقبلاً، هذا الحديث سابق لأوانه، لكن ضمن برنامج “جود” كما تحدثت في الإجابة على بعض الأسئلة أن هناك خطوة لاحقة في الدعوى لمؤتمر عام لتحاول فيه الجبهة الوطنية الديمقراطية “جود” دعوى أكبر طيف ممكن من المعارضة السياسية الوطنية في الداخل والخارج بما فيها قوى الثورة والمعارضة ومن خلالها ممكن أن تتشكل جسم سياسي جديد إذا ساعدت الظروف، لكن هذا الحديث سابق لأوانه وليس وقت تاريخه لا من حيث الزمن ولا من حيث الإمكانات المتاحة.
– ما هي الأطراف المعارضة التي تلتقي معها جود في بعض الثوابت الوطنية أو يمكن القول أن هناك تقارب في المبادئ بينهما ؟
أطراف المعارضة التي تلتقي مع “جود” أنتم على علم بمكونات “جود”، مكونات “جود” إذا أردنا أن نقول مما تتكون اللجنة التحضيرية “لجود” بمعنى من ما تتكون هذه الجبهة الوطنية الديمقراطية، القوى الوطنية التي دعت إلى تشكيلها هيئة التنسيق الوطنية، المبادرة الوطنية في السويداء وجبل العرب، وحزب التضامن – وهنا أضع بين هلاليين “ليس حزب التضامن العربي الديمقراطي” المرخص من قبل السلطة، إنما حزب التضامن فقط، وهذا الحزب أيضاً مرخص من قبل السلطة ولكن متوافق بشكل كبير جداً مع الرؤية السياسية “لجود” وتنتمي للجنة التحضيرية منذ بداية التحضير لهذه الجبهة، أيضاً الحركة التركمانية في سوريا، بالإضافة لحزبين كرديين، وأيضاً هناك شخصيات وطنية بصفة مستقلين بداخل مكونات اللجنة التحضيرية “لجود”، ما بعد منع المؤتمر حقيقة بدأت تتوجه الكثير من القوى في الساحة الوطنية وترسل رسائل تنديد بما فعل النظام وتشد على يد اللجنة التحضيرية “لجود” بالسعي إلى إنجاز تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية، حتى يتسنى لهم الدخول في هذا العمل الوطني الذي يرون من خلاله أنه ممكن أن يكون المعبر الحقيقي للساحة الوطنية السورية بشكل كامل، وهنا أقول بأن بالباب مفتوح لأي قوى ولأي شخصية سياسية للدخول إلى “جود” ولا نصد أنفسنا عن أي جهة على الإطلاق، ولكن أي جهة من المشككين والمترددين والذين يريدون تشويه الحالة الوطنية العامة في عدم الحفاظ على مستقبل سوريا لن يكونوا داخل “جود” فعلاً، ولكن كل من يتوافق مع الرؤية السياسية سيكون ضمن إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية “لجود”.
حوار: ربى نجار