دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

محافظة عراقية تطالب بالحكم الذاتي “هربا من فساد حكومة بغداد”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – نشرت صحيفة “العرب” تقريراً حمل عنوان “قوى سياسية في البصرة تطالب بالحكم الذاتي هربا من فساد حكومة بغداد”، حول دعوات لإعلان حكم ذاتي على غرار إقليم كردستان العراق.
وقالت الصحيفة إن كتل سياسية في محافظة البصرة العراقية أعلنت عن تشكيل تحالف باسم “تجمع الفيحاء الفيدرالي” يهدف إلى تطبيق الحق الدستوري الذي يُجيز لأيّ محافظة أو مجموعة محافظات في العراق أن تشكل إقليما يتمتع بالحكم الذاتي، وذلك لمعالجة المشكلات التنموية والاقتصادية التي تعانيها أغنى محافظات العراق بسبب تفشي الفساد في بغداد.
وأضافت أنه على الرغم من المخاوف من أن يكون الهدف من تشكيل التحالف مؤقتا في إطار الاستعدادات للانتخابات المحلية مع نهاية العام الجاري، إلا أن قضايا الفقر والبطالة وانهيار البنية التحتية تشكل عاملا ضاغطا يتجاوز الغايات الانتخابية المؤقتة.
ونقلت الصحيفة عن كريم الشواك، أحد مؤسسي “تجمع الفيحاء” وعضو مجلس محافظة البصرة سابقا، إن كيانهم الجديد “يحظى بدعم أنصار الفيدرالية في جميع محافظات العراق، وإن ولادة التجمع جاءت لتكون غطاء ومرجعية سياسية للجماهير لإدارة متطلبات إقامة إقليم البصرة والتعاطي مع الأوضاع المتقلبة في العراق عموما وفي البصرة خصوصا.
وأضاف “الشواك”، “لم تكن الانتخابات بالنسبة إلى تجمعنا غاية وهدفا، بل كانت وسيلة لتلبية مطالبات جماهيرنا من أجل تحقيق الفيدرالية للمحافظات غير المنتظمة في إقليم شأنها شأن الأقاليم الأخرى في العراق المعلن منها وغير المعلن.
وأشار “الشواك” إلى أن المطالب بإقامة حكم ذاتي للبصرة جاء بعد فشل إدارة البلاد لمدة 20 سنة وتبديد وضياع ما يقارب 2 تريليون دولار كموازنات، دون أن يلمس المواطن منها خدمة تليق به.
والمطالب بمنح الحكم الذاتي للبصرة ليست جديدة، إذ كان مجلس محافظة البصرة قد أعلن عام 2019 عن إمهاله مجلس الوزراء العراقي مدة أسبوع واحد من أجل إحالة طلب استفتاء إقليم البصرة إلى مفوضية الانتخابات، إلا أن الطلب لم تتم إحالته إلى غاية اليوم وذلك لرفض الأحزاب الحاكمة في بغداد إعطاء البصرة حقها الدستوري بأن تكون إقليماً.
ومحافظة البصرة، وفقًا لتقديرات عام 2022، هي ثاني أكبر محافظة في العراق إذ يبلغ عدد سكانها 4.9 مليون نسمة، بعد العاصمة بغداد التي يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة.
ووفقًا لتقرير البنك الدولي لعام 2022 تبلغ نسبة الفقر في البصرة 18.7 في المئة وهو ما يعني أن نحو مليون من مواطنيها يعيشون على أقل من 1.90 دولار أميركي في اليوم.
وبناء على أحدث تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء في العراق تشمل البطالة في البصرة نحو 900 ألف مواطن بينما تساهم البصرة بأكثر من 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي وتتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية، وهي مصدر 70 في المئة من صادرات العراق النفطية، إلى جانب الغاز هناك موارد أخرى مثل الفوسفات، والكيماويات والحديد والصلب والنسيج والمواد الغذائية. كما أنها مركز للتجارة مع دول الخليج العربي ودول أخرى في العالم.
ويعد ميناء البصرة منفذ العراق الوحيد على البحر، وهو أحد أكبر الموانئ في الخليج العربي. ويلعب الميناء دورا مهما في التجارة الخارجية العراقية، حيث ينقل أكثر من 50 في المئة من صادرات العراق ووارداته.
وبحسب مراقبين فإن العديد من سكان البصرة يشعرون بأنهم يتعرضون للتهميش من قبل الحكومة المركزية في بغداد التي تسودها مستويات عالية من الفساد وسوء الإدارة.