أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحت شعار “لا للائتلاف الخائن” خرجت مظاهرة شعبية من مهجرين المحافظات الداخلية السورية ضمت المئات منهم في مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” ترفض المخطط التركي في شمال سوريا المسماة “بالمنطقة الآمنة” إضافة لمطالب أخرى تمثلت “بإسقاط الائتلاف السوري” المعارض والعودة للديار.
رفض “مشروع التوطين”.. ومطالب بالعودة للديار
وخلال يوم الأحد الماضي الـ15 من أيار/مايو الجاري، خرج المئات من المهجرين ممن يسكنون في مدينة عفرين من أبناء المحافظات الداخلية السورية رفضاً لمشروع “المنطقة الآمنة” والذي تهدف تركيا من خلاله لإعادة مليون لاجئ سوري وتوطينهم في الشمال.
وطالب المتظاهرون خلال الاحتجاجات بإسقاط “الائتلاف السوري المعارض” مع وصفه “بالخائن” إضافة للمطالبة بعودتهم لديارهم، وفتح الجبهات مع القوات الحكومية السورية لاستعادة منازلهم التي هجروا منها، كما رفض المتظاهرون المخيمات المصطنعة والقرى التي تعمل تركيا على بنائها قرب الشريط الحدودي السوري-التركي.
“لا للائتلاف الخائن .. فليسقط الائتلاف”
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوراً للمظاهرة التي خرجت في مدينة عفرين، حيث رفض المحتجون استبدال مناطقهم في الداخل السوري التي هجروا منها بمناطق في الشمال، مطالبين بالعودة إلى بيوتهم، مشددين رفضهم للتوطين واستبدال أرضهم في الشمال ضمن المخيمات البدائية والبيوت التي تبنيها تركيا، وسط ترديد شعار “لا للائتلاف الخائن .. فليسقط الائتلاف.”
وقالت أوساط سياسية، أن المهجرين من أبناء المحافظات الداخلية السورية، يبدو أنهم يحلمون بالعودة إلى ديارهم، وإذا ما تم توطينهم في المناطق الشمالية السورية فهذا يعني أن حلم العودة سينتهي.
ترحيل دفعة جديدة من السوريين من تركيا
وفي السياق، أفادت تقارير إعلامية بأن السلطات التركية رحلت الدفعة الثانية من اللاجئين السوريين من أراضيها عبر معبري “إدلب وعفرين”، حيث كان عدد اللاجئين يشمل أكثر من 800 لاجئ، من بينهم من يحمل بطاقة الحماية المؤقتة (الكملك)، إضافة لطلاب في الجامعات التركية، وحاصلون على أذونات عمل.
وقامت السلطات التركية بإرسال الدفعة الثانية من المعبرين بعد احتجازهم لنحو أسبوعين في مركز الترحيل بمدينة إسطنبول.
هل حقاً فشلت تركيا بإقناع أوروبا ؟
وكانت تركيا أعلنت عن مشروعها لإعادة توطين مليون لاجئ سوري في 13 منطقة في محافظات الحسكة والرقة وحلب، وحاولت الحصول على دعم أوروبي خلال مؤتمر المانحين لسوريا السابق الذي دعت إليه بروكسل، لكنها فشلت بحسب مصادر إعلامية ودبلوماسية غربية.
وأكدت تلك المصادر أن تركيا حاولت إقناع أوروبا بدعمها مالياً وقانونياً لإنشاء “المنطقة الآمنة” (التي تتحدث عنها تركيا منذ عام 2012 وتطالب بإنشائها في سوريا)، لكن دول الاتحاد الأوروبي رفضت مشاركة تركيا بذلك، كون سوريا ليست آمنة والهدوء النسبي فيها هش، كما أن الشمال السوري يشهد تصاعداً في العنف منذ أشهر.
لكنهم أشاروا في الوقت ذاته أن تركيا تملك الكثير من أوراق الضغط التي من الممكن أن تستعملها ضد أوروبا وتبتزها بها وأحد هذه الأوراق، تهديد أوروبا مثلاً بإغراقها باللاجئين، حينها فإن الموقف الأوروبي قد يتغير من المشروع التركي في شمال سوريا.
وتتهم أوساط سياسية سورية تركيا، بابتزاز المجتمع الدولي حول قضية اللاجئين السوريين، إضافة إلى السعي وراء التغيير الديمغرافي في المناطق التي تسيطر عليها في الشمال وهي 7 مدن رئيسية والعشرات من النواحي والقرى، وتكرار سيناريو لواء اسكندرون وسلخ تلك المناطق عن سوريا، إضافة لما يجري من حيث بناء مستوطنات تحت رعاية وتمويل منظمات خليجية خاصة الكويتية منها وأخرى فلسطينية موالية لتنظيم الإخوان المسلمين.
إعداد: ربى نجار