أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تحاول تركيا فرض اتفاق جديد على روسيا حول إدلب وفتح الطريق الدولي m-4، قبل انتهاء المدة المتفق عليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان بتطبيق بنود الاتفاق حول المنطقة، وضرورة فتح الاتستراد الدولي.
تهديدات تركية للشمال السوري .. الغايات والأهداف ؟
عدم نجاح تركيا أو عدم رغبتها في تطبيق بنود الاتفاق مع روسيا، دفعت أنقرة بتصعيد لهجتها مجدداً ضد قوات سوريا الديمقراطية، لعلها تحصل على اتفاق جديد أو تعديل بنوده السابقة، أو تغاضي روسي عن فتح الطريق الدولي و شن عمل عسكري جنوب إدلب، حيث عادت خلال الأيام الماضية أنقرة مجدداً لتهديد المناطق الشمالية السورية وأنها ستنهي ما تصفه “بالتهديد” القادم إليها من تلك المناطق.
المناطق الشمالية الشرقية وبعد العملية العسكرية المسماة “نبع السلام” في 2019، أصبحت مناطق مقسمة لقسمين، تحت سيطرة القوات الأمريكية والتحالف، والقسم الآخر تحت سيطرة القوات الروسية وقوات الحكومة السورية بالاشتراك مع التشكيلات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية.
تصعيد روسي تركي متبادل في الشمال السوري
وشهدت مناطق نفوذ القوات الروسية في الشمال الشرقي تصعيداً تركياً غير مسبوق في الفترة الماضية، وذلك بالتزامن مع تكثيف القصف والعمليات العسكرية في “خفض التصعيد”. فيما بقيت المناطق التي تتواجد فيها القوات الأمريكية والتحالف هادئة. ما يشير إلى أن الأوضاع في الشمال الشرقي والشمال الغربي مرتبط ببعضها البعض.
التهديدات التركية بدأت بعد اتهام أنقرة لقوات سوريا الديمقراطية بقصف مدينة مارع وانفجار عفرين و استهداف طال عربة عسكرية تركية في ريف حلب، حينها توعد الرئيس التركي بإزالة “التهديد” جنوب بلاده، معتبراً أن الولايات المتحدة و روسيا لم تفيا بوعودهما هناك.
ماذا تريد تركيا من أمريكا و روسيا ؟
الغاية التركية من هذا الموقف بحسب محللين، من الناحية الروسية، الضغط على موسكو للعودة إلى طاولة الحوار وتعديل بنود اتفاق موسكو 2020، والإبقاء على الأوضاع في إدلب على ما هو عليه، ووقف أي عملية عسكرية قد تصبح موسعة و بالتالي وضع التواجد العسكري التركي في إدلب تحت الخطر.
الغاية الثانية، من الطرف الأمريكي، الضغط على واشنطن لإيقاف تسليح قوات سوريا الديمقراطية التي تحارب تنظيم داعش وخلاياه النائمة في الشمال الشرقي ضمن التحالف الدولي، إضافة إلى إمكانية أن تحصل على دعم من قبل حلف شمال الأطلسي لمساندتها بوجه روسيا وقوات الحكومة في سوريا، من خلال أوراق ضغط فعالة على رأسها “اللاجئين وفتح الأبواب لهم”.
أنقرة ترفض “التنديد” الأمريكي بالهجوم على قواتها في سوريا
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد نددت “بالاعتداءات العابرة للحدود على حليفتها تركيا”، وذلك عبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، وأشارت إلى أن المحادثات مستمرة مع أنقرة لإيجاد حل سياسي في سوريا وإنهاء الصراع.
بدورها اعتبرت أنقرة التصريحات الأميركية “غير صادقة”، وتشكل نوعا من “الخداع”، وأكدت أنها ستفعل ما يلزم “لتطهير مناطق في شمال سوريا من الوحدات الكردية”. حسب قولها.
قسد تنفي علاقتها بأي هجوم في مناطق سيطرة تركيا
بدورها نفت قوات سوريا الديمقراطية، قيامها بهجمات على القوات التركية أو المناطق الخاضعة لسيطرتها، واعتبرت أن تركيا “تلجأ إلى اختلاق ونشر الأخبار الكاذبة، بهدف تبرير اعتداءاتها”. وذلك في إشارة منها إلى القصف البري على قرى وبلدات الممتدة ما بين الحسكة ومنبج.
وشددت على أن لا وجود للقوات العسكرية التابعة لها في تلك المناطق وأن “تلك الإدعاءات كاذبة وتأتي في سياق تبرير الهجمات التركية”، وأشارت إلى أن تركيا “خرقت اتفاق وقف إطلاق النار” 194 مرة.
“ضوء أخضر روسي” لاغتيال قيادات من قسد
أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد تحدث عن “ضوء أخضر روسي” لتركيا لتنفيذ هجمات تستهدف قيادات عسكرية في قوات سوريا الديمقراطية ليس عبر تدخل بري، وإنما عبر فتح المجال الجوي للطائرات المسيرة، وذلك كرد على “الهجمات” ضد تركيا في سوريا.
إعداد: علي إبراهيم