تهدف جولة الأمير محمد بن سلمان إلى الخلافات الجيوسياسية السنوية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين ست دول خليجية عربية، لا سيما في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني.
توجه ولي العهد السعودي يوم الاثنين إلى عمان، المحطة الأولى في جولة لدول الخليج العربية حيث تراقب المملكة عن كثب المفاوضات بين أوروبا وايران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
تتزامن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع سلسلة من الاجتماعات الدبلوماسية الأخرى في المنطقة، بما في ذلك زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقطر وزيارة مسؤول أمني رفيع المستوى من الإمارات العربية المتحدة إلى إيران.
وأكدت وسائل إعلام سعودية وعمانية أن الجولة تأتي أيضا قبل الاجتماع السنوي المقبل لحكام مجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول هذا الشهر.
وفي سياق متصل قال أردوغان، الذي سارعت بلاده لدعم قطر خلال المواجهة الدبلوماسية التي انتهت في وقت سابق هذا العام مع دول عربية أخرى، إن تركيا ترحب بجهود المصالحة في منطقة الخليج. وتحاول تركيا إصلاح العلاقات المتوترة مع بعض الدول العربية، بما في ذلك زيارة أردوغان للإمارات في شباط.
وقال أردوغان قبل مغادرته إلى قطر حيث من المتوقع أن يوقع وفده عدة اتفاقيات تعاون جديدة “أرحب بالجهود الدبلوماسية لإعادة فتح أبواب الحوار وتجاوز سوء التفاهم في منطقة الخليج”.
وفي غضون ذلك، سيتوجه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذا الأسبوع إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث احتدم التنافس على الأعمال التجارية وسط سياسات خارجية متباينة بين الحلفاء التقليديين، وكذلك البحرين وقطر والكويت، وفقًا لدبلوماسيين تحدثوا إلى وكالة أسوشيتد برس.
وقال الدبلوماسيون إن الجولة تهدف إلى إزالة الخلافات الجيوسياسية وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول الخليج العربية الست، لا سيما في التعامل الفعال مع البرنامج النووي الإيراني والطموحات الإقليمية.
في حين أن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي تستند إلى الروابط الثقافية والدينية والقبلية، إلا أن مواقفهم السياسية الخارجية مختلفة إلى حد كبير بشأن إيران. حافظت عُمان والكويت وقطر جميعها على علاقاتها مع إيران، في حين شهدت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة تصاعد التوترات وتعمل بنشاط للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
ومع ذلك، أجرت السعودية والإمارات محادثات مباشرة مع إيران بهدف تخفيف التوترات. تشعر دول الخليج العربية بالقلق من تصور مفاده أن الولايات المتحدة تنفصل بشكل متزايد عن الشرق الأوسط للتركيز على التهديدات من الصين وروسيا. ويشيرون إلى انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان باعتباره أحدث مثال على ذلك.
وقال الدبلوماسيون لوكالة أسوشييتد برس إن اجتماعات الأمير محمد مع الحكام العرب ستؤكد على أهمية الاعتماد على الذات بين دول مجلس التعاون الخليجي. تستثمر المملكة والإمارات العربية المتحدة في الصناعات الدفاعية المحلية وتتطلعان بشكل متزايد إلى دول مثل فرنسا وروسيا والصين للحصول على المعدات العسكرية، على الرغم من أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر مورد للأسلحة والدفاع في المنطقة.
تعارض الإمارات والسعودية والبحرين وإسرائيل الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي ظل على أجهزة الإنعاش منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عهد الرئيس دونالد ترامب وفرضت عقوبات شاملة على طهران.
وقال الدبلوماسيون إن الأمير محمد سيسعى أيضا للحصول على دعم أكبر لحل للحرب المستمرة منذ سنوات في اليمن، حيث لم تتمكن القوات السعودية، على الرغم من الضربات الجوية المتسارعة على العاصمة اليمنية صنعاء وأماكن أخرى في الأسابيع الأخيرة، من صد الحوثيين المدعومين من إيران.
المصدر: وكالة الأسوشيتد برس
ترجمة: اوغاريت بوست