لماذا يذهب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد بمفرده إلى الانتخابات؟

حزب الشعوب الديمقراطي اليساري يعلن عن مرشح رئاسي بعد أن اشتكى من تجاهل أحزاب المعارضة الأخرى

أعلن حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد في تركيا يوم السبت أنه سيرشح مرشحه الرئاسي للانتخابات المقبلة، مما يقضي على احتمال إلقاء ثقله وراء مرشح المعارضة المشترك.

وقالت برفين بولدان، الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي، خلال حدث حزبي في مدينة كارس بشرق البلاد: “سنسمي مرشحنا قريبًا ونذهب إلى الانتخابات”.

إعلان بولدان ليس قرارًا بسيطًا لأن حزب الشعوب الديمقراطي، بحصوله على 10-13 في المائة من الأصوات، يُنظر إليه بشكل أساسي على أنه صانع الملوك بين كتلتين سياسيتين متنافستين بقيادة حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي( CHP).

تشير العديد من استطلاعات الرأي الخاصة واسعة النطاق التي أجريت في كانون الأول وشاهدتها ميدل إيست آي إلى أن تحالف التابع لحزب العدالة والتنمية يحظى بدعم حوالي 40 في المائة من الناخبين، بينما يتمتع تحالف التابع لحزب الشعب الجمهوري مع خمسة أحزاب معارضة أخرى بمستوى مماثل من الدعم.

بدون تصويت حزب الشعوب الديمقراطي، من المرجح أن تجري الانتخابات الرئاسية على جولتين، مع اعتقاد قلة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو أي من خصومه يمكنه الفوز بأصوات كافية لتجاوز عتبة 50 في المائة في الجولة الأولى.

جاء إعلان حزب الشعوب الديمقراطي مفاجأة، حيث اعتقد الكثيرون أن الحزب سيدعم ضمنيًا مرشح حزب الشعب الجمهوري، كما فعل في الانتخابات المحلية لعام 2019، عندما استولت المعارضة على مدن كبيرة مثل اسطنبول وأنقرة.

ما الذي يفسر قرار HDP؟

قال حزب الشعوب الديمقراطي إنه أعلن عن مبادئه بشأن كيفية اختيار المرشح الرئاسي في تشرين الأول.

وقالت ميرال دانيس بيستاس، نائبة رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، للموقع: “أخبرنا الجميع أننا مستعدون للتفاوض مع كل طرف يؤمن بهذه المبادئ، لكن لم يحاول أحد مقابلتنا أو التوصل إلى اقتراح”، مضيفةً “يجب أن يتوقف الناس عن التصرف وكأننا لسنا طرفًا”.

وأضافت “أولئك الذين لن يستضيفوا حتى سياسيي حزب الشعوب الديمقراطي في برامجهم الحوارية التلفزيونية أو وسائل الإعلام يلوموننا الآن على القيام بما يفترض أن يفعله حزب سياسي”.

قال روج جيراسون، المدير العام لمعهد Rawest للأبحاث المتخصص في المدن ذات الأغلبية الكردية، إن حزب الشعوب الديمقراطي أرسل تحذيرًا إلى الأحزاب الستة – في الإشارة إلى التحالف الرئيسي لقادة المعارضة – بشأن مفاوضاتهم لتسمية مرشح مشترك.

وقال إن حزب الشعوب الديمقراطي انزعج من تجاهل المعارضة لوجهة نظر حزب الشعوب الديمقراطي حول هذا الموضوع، بينما ركز بدلاً من ذلك على ما قاله الحزب الصالح، وهو حزب قومي يمين الوسط.

لقد قال حزب Iyi مرارًا وتكرارًا على مر السنين إنه لن يشارك في جدول الستة إذا شمل حزب الشعوب الديمقراطي بسبب صلاته المزعومة بحزب العمال الكردستاني المحظور (PKK)، والذي تصنفه تركيا على أنه جماعة إرهابية.

نفى حزب الشعوب الديمقراطي أي صلات رسمية بحزب العمال الكردستاني، لكنه متورط حاليًا في محاكمة أمام المحكمة الدستورية بشأن محاولات المدعي العام للدولة إغلاق الحزب. ومن المتوقع صدور حكم قبل الانتخابات في الأشهر المقبلة.

في الأسبوع الماضي، منعت المحكمة الدستورية مؤقتًا الحسابات المصرفية لحزب الشعوب الديمقراطي، الأمر الذي أثار القليل من ردود الفعل من أحزاب المعارضة الأخرى.

‘أنهم خائفون’

وقالت إن الحكومة تستهدف حزبها منذ سنوات بحملة تضمنت تكتيكات مثل اعتقال أعضائه وطرد رؤساء البلديات من مناصبهم. وقالت بيستاس إن هذا تم دون أي مؤشر على التضامن من زعماء المعارضة الآخرين، الذين واجهت أحزابهم أيضًا ضغوطًا من الحكومة.

 

وقالت: “الحكومة شيطنتنا. لكن ماذا عن أحزاب المعارضة التي تقول إنها ستحقق الديمقراطية في هذا البلد؟ أنهم خائفون”.

أعلن الأحزاب الستة حتى الآن عزمها على إعادة تركيا إلى نظام الحكم البرلماني – التخلص من النظام الرئاسي المعمول به منذ عام 2018 – وهو الآن يرسم خارطة طريق سياسية بالإضافة إلى خطط لتوزيع الوزارات بين أحزاب المعارضة.

يعتقد أجاويد كيليتش، الكاتب المختص بالقضايا الكردية، أن حزب الشعوب الديمقراطي لم يتخذ قراره النهائي بشأن موضوع الترشيح للرئاسة.

وقال “إن حزب الشعوب الديمقراطي قد يعكس هذه الخطوة إذا تم تضمينها في المفاوضات التي أجراها الأحزاب الستة”.

من ناحية أخرى، تقول بيستاس إن حزبها واضح في قراره الترشح بمفرده ضد أردوغان، مضيفة أن حزب الشعوب الديمقراطي سيواصل إعادة حساب تحركاته بناءً على الديناميكيات السياسية.

يشك البعض في أن حزب الشعوب الديمقراطي سيدعم مرشح المعارضة المشترك في الجولة الثانية، وقالت بيستاس: “نريد التخلص من نظام الرجل الواحد ومنفتحون لإجراء محادثات مع أي شخص يتعاطف مع مبادئنا”، مضيفةً “لا أحد يستطيع أن يخبرنا ماذا سنفعل”.

المصدر: موقع ميدل ايست آي البريطاني

ترجمة: أوغاريت بوست