أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد بات يعتمد على إنقاذ اقتصاد البلاد من الانهيار والسقوط على دول حليفة ساندته خلال سنوات الحرب وفي المحافل الدولية، كروسيا والصين وإيران، أكثر من اعتماده على العرب، في حل الأزمة والصراع على السلطة في سوريا، وإعادة الإعمار وإنعاش الاقتصاد المنهار، يأتي ذلك وسط تساؤلات عن مدى انكماش التقارب العربي مع سوريا في ظل ما تقوم به دمشق.
الاتصالات بين دمشق واللجنة العربية تتجه نحو “التعليق”
وقبل نحو أسبوع، كشفت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر وصفتها “بالدبلوماسية العربية”، بأن “لجنة الاتصال العربية” علقت الاتصال والاجتماعات مع دمشق، وذلك كون الأخيرة لم تنفذ أي من المطالب والشروط العربية الخاصة بالتطبيع العربي، وهي النقاط التي وافقت عليها دمشق وعلى تنفيذها وهو ما أدى لعودتها إلى الجامعة العربية.
حديثاً، كشفت تقارير إعلامية عن أن “اللجنة العربية” تتجه نحو “تعليق” التواصل مع الحكومة السورية، وذلك للأسباب نفسها التي تم ذكرها مسبقاً.
ونشرت تقارير إعلامية معلومات حول “تعليق لجنة الاتصال العربية أعمالها مع الحكومة السورية”، وأشارت إلى أن ذلك يعود لعدم تلبية دمشق أي من المطالب العربية ودون تحقيق أي استحقاقات التي طلبها العرب للتطبيع، وسط التلميح إلى أن الأسد قد يدفع العرب إلى الانكماش للانفتاح على سوريا.
“التعليق” يأتي مع فتح السفارة السورية في الرياض وزيارة الأسد للصين
وفي وقت يتم الحديث عن “إعادة فتح مقر السفارة السورية في الرياض”، جاءت الأنباء الجديدة بخصوص “تعليق أعمال لجنة الاتصال العربية”، كما تتزامن هذه المعلومات مع الزيارة التي قام بها الرئيس السوري إلى الصين لأول مرة منذ 20 عاماً، والإعلان من بكين عن “اتفاقات شراكة استراتيجية بين دمشق وبكين” والتي قيل أنها قد تمكن الاقتصاد السوري من استعادة بعضاً من تعافيه.
وفي أيار/مايو الماضي، وفي أعقاب عودة دمشق للجامعة العربية، قرر وزراء خارجية العرب تشكيل لجنة تضم كل من “السعودية والأردن والعراق ومصر” إضافة لأمين الجامعة العربية لمتابعة تنفيذ دمشق لبيان عمان حول حل الأزمة السورية.
“الاستحقاقات ونتائج التطبيع لم تكن ذي قيمة ونتيجة”
ونقلت “وكالة الأناضول التركية” عن “نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض” عبد المجيد بركات، أن موقف دمشق “ربما دفع الدول إلى إيجاد أساليب وطرق تستطيع من خلالها حلحلة الأمور وإيجاد تفاهمات جديدة حول الملف السوري”، وأضاف، أن العرب كانوا يريدون ضمانات سياسية وعسكرية وأمنية من الأسد للتطبيع معه، إلا أن كل هذه الاستحقاقات لم تكن ذي قيمة ونتيجة، معتبراً أن الحكومة السورية لا تملك أساساً “القدرة على صناعة القرار”، وأنه “رهن السياسة الإيرانية والروسية”.
وخلال حديثه قال أن هناك أنباء تفيد “بإيقاف لجنة التواصل اتصالاتها مع النظام”، كونه لم يقدم أي خطوة ولم يحقق أي طلب من المطالب العربية، لافتاً إلى أن عمليات تهريب المخدرات زادت بعد التطبيع والاستعصاء السياسي زاد أيضاً في العملية السياسية.
استياء عربي.. والأردن تطالب دمشق بالتزام “خطوة مقابل خطوة”
وسبق أن قال وزير الخارجية الأردني في تصريحات له، أن عمليات تهريب المخدرات والأسلحة من سوريا إلى الأردن زادت بعد محادثات التطبيع العربي التي حدثت في جدة، وأضاف أنه على الحكومة السورية التحرك وفقا لنهج خطوة بخطوة لمعالجة جميع العواقب المترتبة على 12 عاما من الحرب.
وأكدت أوساط سياسية سورية أخرى، بأن هناك استياء عربي كبير حيال دمشق، إلا أن العرب لن يقطعوا العلاقات بشكل كامل في الوقت الحالي، وذلك لإعطاء دمشق فرصة جديدة قد لن تتكرر مرة أخرى، محذرين من اعتماد دمشق على موسكو وبكين وطهران في استعادة التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار وإنهاء الصراع على السلطة على حساب العرب، كون ذلك سيجعل دمشق “الخاسر الأكبر”.
زيارة الصين.. ماذا فهم منها العرب ؟
لافتين في الوقت نفسه، إلى أن العرب فهموا زيارة الأسد إلى الصين قبل أيام، أنها تأتي في مساعي “البحث في مسارات جديدة بعيدة عن العرب لحل الأزمة السورية ومشاكلها”، وأن الأسد أساساً لن يستطيع الخروج عن قوقعة الحلفاء الذين ساندوه في السنوات الماضية، خاصة وأن العرب كانوا ضده طيلة العقد الماضي في الأزمة التي حصلت في سوريا.
إعداد: ربى نجار