أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت ناحية جنديرس بريف عفرين شمال حلب خلال الأيام الماضية احتجاجات شعبية غاضبة عقب مقتل 4 شبان كُرد وإصابة 3 آخرين من عائلة واحدة برصاص عناصر من فصيل “أحرار الشرقية” أثناء احتفالهم بعيد النوروز.
وطالب المئات من المتظاهرين في احتجاجات شعبية عمت الناحية بمحاسبة الجناة وخروج كافة فصائل المعارضة الموالية لتركيا من جنديرس، كما وثقت تسجيلات مصورة دعوات المحتجين خلال اعتصام أمام منزل ذوي الضحايا بالحماية الدولية لمناطق عفرين وتل أبيض ورأس العين.
وخلال حوار خاص مع مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، كاظم هنداوي، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول التظاهرات الشعبية في جنديرس، وهل بإمكان هذه الاحتجاجات تحقيق مطالبها في إخراج الفصائل ومحاسبة المتورطين.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ كاظم هنداوي:
ما تعليقك على حادثة مقتل 4 شبان كُرد في عفرين ليلة عيد نيروز؟
أنا أعتقد أن هذا العمل مُفتعل بمعنى أن الظروف من الناحية القانونية ترتقي إلى عمل مخطط له لأن الأعمال المشابهة لهذه الحادثة تكون كما حدث حيث الشخص المنفذ يشاهد هناك احتفاليات ويتوجه بسلاحه إذاً هذا الشخص أولاً يكون لديه مهمة رسمية لتنفيذها ثانياً هناك هدف وراء هذه العملية كإيصال رسائل ولكن ليس دائماً عند تنفيذ مثل هكذا مهام من الضروري تحقيق النجاح الكامل وربما تكون النتائج عكسية وهذا ما حصل في حادثة مقتل الشُبان الكرد بجنديرس.
هل التظاهرات الشعبية في جنديرس احتجاجاً على مقتل 4 شبان برصاص فصيل “أحرار الشرقية” ستحقق مطالبها في إخراج الفصائل ومحاسبة المتورطين؟
طبعاً ردود أفعال السكان عندما بدأت تعبر عن رأيها هذه هي طبيعة الشعب السوري والسوريون متماسكون ومتعاطفين مع بعضهم البعض لاوجود للخلافات التي يقوم بتصديرها بعض السياسيين والعسكريين أمام الرأي العام الشعب السوري بالأساس هو قابل لإصلاح نفسه بنفسه وهذا ما شاهدناه ويبدو أن هناك وعي كبير جداً وليس هناك انجرار للهالة الإعلامية من خلال “دس السم بالعسل” وتصدير الثورة السورية على أنها ثورة سنة فقط أو ثورة أقليات أو أغلبية أو عرب أو كرد لا أبداً الشعب السوري يملك المقدرة على الارتقاء ويعامل أي مكون من المكونات على أنه مكون على حق ولايختلف عن غيره.
المتظاهرون طالبوا في وقفة احتجاجية أمام منزل الضحايا بحماية دولية لمنطقة عفرين.. هل يمكن تحقيق ذلك؟
أؤكد أن هذه الفصائل خارجة عن القانون وكونها هكذا لن تستطيع بالتالي تلبية مطالب الشارع السوري ولن يكون ضمن اهتماماتها الشعارات التي يرفعها المتظاهرون وكل ذلك كان عن تجربة لا ننسى أنه لم يتم معرفة من قتل الناشطين أو الصحفيين قبل حادثة جنديرس.. ولو كان هناك محاسبة أو سلطة قضائية تحكم هذه المناطق لما رأينا هذه الجرائم بمعنى أنه “حاميها حراميها” حيث لن تستطيع تلك الفصائل تطبيق القانون بالتالي ستؤدي هذه الأفعال إلى زوالها كالنظام السوري فهما يتشابهان، هذه الفصائل تحتكم لحكم خارجي وإملاءات من النظام التركي وهي بالأساس موجودة لتنفيذ الأجندة التركية في سوريا وليس لديها أهداف وطنية تدفعها للانصياع إلى الشعب السوري.
هل بالإمكان جعل مدينة عفرين وريفها منطقة خالية من التواجد العسكري بالتالي عودة المهجرين إلى منازلهم؟
الحقيقة هناك وعي لدى الشارع السوري لكن هناك أيضاً تقييد لأصوات السوريين من خلال تسليط البندقية عليهم تحت مسمى “الثورة” أو “المعارضة” أو مسميات أخرى، وأؤكد أن الشعب السوري بكافة مكوناته في هذه المناطق منزعج من وجود هذه الفصائل ليس الأخوة الكرد فقط فالشعب السوري جميعه يتعرض للظلم والاهتمام بالكرد كان كبيراً جداً من قبل السوريين بسبب الوعي والكرد هم مكون أصيل من مكونات الشعب السوري وأي إساءة للكرد تعتبر إساءة لكافة المكونات.. السوريون أرادوا إيصال رسالتين الأولى أن الشعب السوري واحد بكافة مكوناته وقومياته ومذاهبه ثانياً لايقبل الاعتداء على أي مكون من مكونات الشعب السوري تحت أي مسمى والثورة السورية أو أي سوري ينطلق من فكر ديمقراطي هم بريئون من هذه الأفعال، دائماً وأبداً أؤكد أن من يمثل الثورة هو من يحمل أفكارها ويحمل نبل الثوار هؤلاء الفصائل هم من أطلقوا على أنفسهم فصائل ثورية أو معارضة لكنهم ليس لهم علاقة بالوطنية أو الثورة، وربما يعملون على تنفيذ أجندات النظام أيضاً.
هل الحراك الشعبي في جنديرس ضد الفصائل الموالية لتركيا قد يشكل نقطة تحول بالمنطقة؟
أنا متفائل جداً بوجود الوعي للشعب السوري وهذا ماشاهدناه جميعاً، وأي منعطف خطير يحصل أكيد سوف يكون هناك رد فعل من السوريين لكن أؤكد مرة أخرى أن الفصائل لن تستطيع إرغام السوريين وإخضاعهم قد تستخدم العنف مع أي مكون من مكونات الشعب السوري أو تعمل على تنفيذ أجندات مطلوبة منها بأسرع وقت ممكن لأنها مؤسسة قائمة على تنفيذ الأجندات وليست وطنية.
حاوره: يعقوب سليمان