أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أعلنت المملكة الأردنية عن مبادرة جديدة من أجل الشروع في عملية سياسية تهدف إلى حلّ الأزمة السورية استناداً لقرار مجلس الأمن الدولي “2254”، حيث عبرت المملكة عن قلقها من عدم الاستقرار الحاصل في جنوب سوريا.
وقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في مقابلة خاصة مع صحيفة “ناشيونال” إن بلاده تحشد من أجل دعم دولي وإقليمي لعملية سياسية يقودها العرب لإنهاء الحرب المستمرة منذ 11 عاماً في سوريا، موضحاً أن العملية ستشمل السعودية ودولاً عربية أخرى.
وأضاف “الصفدي”، إن المبادرة ستستند إلى قراري مجلس الأمن الدولي 2254 و2642، اللذين يضعان خريطة طريق لتسوية تفاوضية في سوريا، وتسليم المساعدات الإنسانية إلى السوريين، مؤكدا أن الأردن يدعو إلى دور عربي لإنهاء تلك الأزمة بالتنسيق مع الأصدقاء والشركاء، مضيفاً أن على العرب اتباع نهج تدريجي يفضي إلى قيادة الحل للصراع السوري.
وخلال حوار خاص مع مدير المنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان، كاظم هنداوي، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول أهمية المبادرة التي طرحتها المملكة الأردنية مؤخراً لحل الأزمة السورية، وما يميزها عن المبادرات السابقة.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ كاظم هنداوي:
– ما أهمية المبادرة الجديدة التي طرحتها المملكة الأردنية مؤخراً لحل الأزمة السورية؟
مبادرة المملكة الأردنية مهمة جداً لعدة أسباب أولها تمتع عمان بعلاقات جيدة مع الشعب السوري، وكما نعلم جميعاً من خلال تجربة اللاجئين المتواجدين في الأردن الذين يشعرون بالارتياح. ومن الواضح أن الحكومة الأردنية ماضية بمساعدة اللاجئين منذ بداية الأزمة السورية، لذلك أهمية المبادرة تنطلق من موقف الأردن تجاه تطلعات الشعب السوري وهو ما يولد شعور كبير بالارتياح.
– هل تسعى الأردن إلى تفعيل الدور العربي على حساب الوجود الإيراني في سوريا؟
الوجود الإيراني في المنطقة لا يؤثر على سوريا فقط بل على كافة دول المنطقة كون هذا التواجد هو حضور عسكري، حيث كان لإيران دور كبير في تشريد وتهجير الشعب السوري وكذلك في عدة ملفات شائكة بالعراق كما ساهمت بشكل كبير في هيمنة حزب الله على لبنان، فمن الطبيعي جداً أن يشعر الأردن بالقلق من التواجد الإيراني في سوريا كونه دولة مجاورة كما أن النفوذ الإيراني يعتبر مقلق أيضاً لكافة الشعوب العربية، إذ تعتبر طهران الراعي الرئيسي لكافة الميليشيات التي تحمل فكراً متطرفاً في المنطقة.
– ماهي فرص نجاح المبادرة الأردنية حول سوريا، وما الذي يميزها عن المبادرات السابقة؟
الحقيقة إن فرص نجاح المبادرة الأردنية مرتبط بوحدة الموقف العربي بداية ثم الإجماع الدولي وأن تكون قابلة للتطبيق بمعنى إنها حاصلة على موافقة الشعب السوري ضمن عدة طلبات منها إزالة النظام أو إجراء إصلاحات تؤدي لتغيير النظام، وإذا حدث ذلك لن يستطيع النظام السوري وأي طرف أخر رفض هذه المبادرة خاصة أنها تلقى إجماعاً دولياً، ومن المؤكد أن هذه المهمة لن تكون بالأمر السهل إطلاقاً كون قرار سوريا ليس بيد النظام أو المعارضة أو الشعب السوري وإنما هناك تدخلات إقليمية كبيرة وصراعات دولية قد تقف ضد نجاح هذه المبادرة.
بالتأكيد المبادرة الأردنية الأخيرة ستكون مختلفة، من خلال وجود الثقة بأصحاب المبادرة وكذلك سعيها لإزالة كافة أسباب المشكلة نهائياً في سوريا بناء على توصيات مجلس الأمن.
– هل تعتقد أن المبادرة الأردنية حول سوريا تلقى دعماً من قبل الولايات المتحدة وروسيا ؟
دعم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لأي مبادرة لن يكون سهلاً كون هذه الدول لا تفكر خارج نطاق مصالحها، حيث ليس من مصلحة واشنطن وموسكو نجاح هذه المبادرة، إلا في حالة واحدة بالطبع تقاطع مصالحهما مع المبادرة الأردنية، وكما نعلم بأن السياسة بعيدة عن الحقوق بالنسبة لهذه الدول التي تبحث عن وسائل لتقوية نفوذها فقط.
– كيف يمكن أن يكون موقف تركيا وإيران من المبادرة الأردنية؟
تركيا وإيران منخرطتان بشكل كبير في الأزمة السورية، حيث ليس هناك فرق بين الدولتين فكلاهما يدعمان مجموعات إرهابية أو متورطة بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، ولانستطيع أن نقول بأن إرضاء أنقرة وطهران بالأمر السهل حيث أن مصلحة تركيا مع إيران أكبر من مصلحة إيران مع روسيا مثلا ويعود ذلك لموقع تركيا الجغرافي على الحدود مع إيران كما تتشارك الدولتان بملفات عدة وخاصة في سوريا إذ تتفقان على نهج محدد، لذلك فإن المبادرة الأردنية ستكون مقبولة لدى هاتين الدولتين إذا لم تتعارض مع مصالحهما والعكس صحيح، كما أعتقد أن للدول العربية دور كبير في نجاح المبادرة عبر الضغط على الدول الإقليمية والدولية الفاعلة داخل سوريا فمن المهم جداً وجود إرادة عربية لذلك.
حاوره: يعقوب سليمان