دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

كاتب سوري لأوغاريت بوست: واشنطن لن تسمح لتركيا بالتوغل في شمال سوريا، ولو كان الأمر عائداً لأردوغان لاقتطع 5 محافظات سوريّة

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – لم يتوقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تهديد مناطق شرق الفرات وقوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة، خصوصاً، قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة للمشاركة لحضور اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك، وإشارته إلى أنه سيتباحث موضوع تشكيل “المنطقة الآمنة” شرقي الفرات مع نظيره الامريكي دونالد ترامب، لكن الكاتب السوري عماد نجار قال لأوغاريت بوست، إن واشنطن لن تسمح لتركيا بالتوغل في شمال سوريا، وأن التهديدات التركية هي إبر مخدرة تعطيها تركيا لأنصارها من السوريين ريثما تتم التسوية في سوريا.

هل ستتخلى تركيا عن تفاهماتها مع الولايات المنطقة في شرقي الفرات ؟

وكان الرئيس التركي قد هدد سابقاً بأن بلاده ستلجأ إلى تنفيذ خططها “الخاصة” لإقامة “المنطقة الآمنة” بمفردها، مطالباً إقامتها وفق الشروط التركية، وإلّا فأنّ تركيا ستقوم بعمليةٍ عسكريةٍ في شرقي الفرات، ما يشير حسب مراقبين ان تركيا قد تتخلى عن تفاهماتها مع الولايات المتحدة بشأن “الآلية الأمنية” المتبعة لإنشاء تلك المنطقة.

وأعلن أردوغان، إكمال التحضير لعملية عسكرية شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، ولمح إلى أن تركيا لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، لكنها لن تتجاهل دعمها لقسد.

وأضاف، “سنطهر أراضي شرق الفرات من التنظيمات الإرهابية التي تتحرش بنا وتخلق المشاكل في منطقتنا، وكلنا ثقة بذلك”، بحسب قوله.

شرق الفرات “ورقة ضغط” تركية على واشنطن

أوساط سياسية تركية معارضة للرئيس التركي، أشارت إلى أنه “كلما أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها للمنظومة الروسية إس-400، فإن أردوغان يهدد بورقة شرق الفرات، التي لا تريد الولايات المتحدة إحداث أي خلل أمني فيها خصوصاً وأن الحرب ضد داعش لم تنتهي بعد”، وأكدوا أن أردوغان “سيحاول الحصول على ضمانات من ترامب بعدم فرض عقوبات على اقتصاده مقابل الكف عن عملية شرق الفرات”، وبينوا أن ذلك “لا يلغي أبداً المساعي التركية بالسيطرة على تلك المناطق وإخراج قوات قسد ووحدات حماية الشعب منها”.

قسد تواصل الالتزام بالاتفاق الأمريكي التركي .. وإعلان انسحاب آخر مجموعة لها من تل أبيض

وبالرغم من التهديد والوعيد التركي لقوات قسد، تواصل الأخيرة ردم انفاق لها في مناطق بتل أبيض شمال الرقة ورأس العين (المعروفة محلياً باسم سري كانيه) شمال الحسكة تحت إشراف التحالف الدولي، وأعلنت قسد السبت، أن آخر مجموعة من “وحدات حماية الشعب” انسحبت من الحدود التركية، ليحل محلها قوات محلية “مجلس تل أبيض العسكري” من أبناء تلك المناطق، وذلك وفق التفاهمات الأمريكية التركية الأخيرة.

بدوره قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إن ” الخطوات التي تنفذ في المنطقة الحدودية تأتي في إطار التزام قواتهم بما تم التفاهم عليه بخصوصية آلية أمن الحدود”، مؤكداً إن “ما تم التوصل إليه من توافقات بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية برعاية أمريكية حول منطقة أمن الحدود, هي في سياق تلك الخطوات الهادفة للمحافظة على المكتسبات المتحققة, وفي سياق ضرورة التوصل إلى تفاهمات لحل الأزمة السورية وإبعاد شبح الحرب عن المنطقة”، مشيراً إلى ان “منطقة أمن الحدود” هي “لمصلحة الشعب السوري”.

أوساط سياسية سورية معارضة ترى أن تركيا تريد بالفعل “دخول هذه الأجزاء من سوريا واقتطاعها، لكن التوازنات الدولية التي تشكلت خلال السنوات السابقة تحول دون ذلك”.

اقتطاع 5 محافظات سورية

وفي تصريحات خاصة لشبكة اوغاريت بوست الإخبارية، قال الكاتب والمخرج السوري عماد نجار، “لو كان الأمر عائد لما تريده تركيا وأردوغان لتم اقتطاع مساحة من الأراضي السورية تضم على الأقل 5 محافظات سوريّة هي الحسكة والرقة وحلب وإدلب وحماة، بالإضافة إلى أجزاء من محافظة دير الزور”.

ويرى نجار أن “هذا ما كانت تسعى إليه تركيا منذ بدأت الاضطرابات في سوريا عام 2011 عبر تجنيد مجموعة من النخب السورية تقود وراءها (شعبوياً) نسبة كبيرة من أبناء هذه المناطق”.

وأكد نجار إن “التوازنات الدولية من جهة والتفاف جزء كبير من السوريين حول قوتين هما السلطة السورية المركزية في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكلت بقرار دولي حال دون تلك الأطماع”.

إبر مخدرة .. واشنطن ستعطل أي محاولة تركية للدخول عسكرياً في شمال سوريا

وبخصوص التهديدات التركية الأخيرة، قال الكاتب السوري لأوغاريت بوست، “التهديدات التي تطلقها تركيا باقتحام الشمال السوري هي مجرد إبر مخدرة يعطيها الأتراك لمن صدقهم وآمن بهم من السوريين ريثما تتم التسوية في سوريا، والتي لن تتم قبل أن تبلور أميركا – التي ما تزال تكتفي بدور المتفرج – موقفها من الشأن السوري بعد أن تصل الصراعات الداخلية السورية إلى منتهاها واقعياً”.

وأضاف، “ريثما تحسم أميركا موقفها النهائي ستكتفي بإضعاف السلطة السورية اقتصادياً وبحماية الحليف الذي قبل بخوض الحرب التي قررتها ضد داعش، ذاك الحليف الذي ما يزال يشكل الضامن لمصالحها في الشمال السوري، وأعني قوات سوريا الديمقراطية مما سيعطل أية محاولات تركية للدخول عسكرياً في مناطق الشمال”.

إعداد: ربى نجار