دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قيادات “أفريكوم” يجتمعون بالسراج.. ومخاوف من الموقف الأمريكي الحقيقي حيال التدخل التركي ووقف إطلاق النار في ليبيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يخشى الليبيون كثيراً من تذبذب الموقف الأمريكي حيال الأزمة والصراع في ليبيا، حيث رأت أوساط سياسية ليبية زيارة قيادة أفريكوم (القوات الأمريكية في أفريقيا) لرئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على أنه امكانية إعطاء دهم سري للوفاق في سبيل عدم حصول روسيا على أي مكتسبات في ليبيا، من خلال دعمه للجيش الليبي.

وجمع لقاء وفداً أميركيا يقوده السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند وقائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا “أفريكوم” الجنرال ستيفين تاونسند برئيس حكومة الوفاق فايز السراج ووزير الداخلية فتحي باشاغا وعدد من القيادات العسكرية في مدينة زوارة.

بعد الخطاب المصري.. اجتماع بين الأمريكيين والسراج

وقالت مصادر إعلامية بأن زيارة القيادات الأمريكية، هي لرسم خطاً لوقف إطلاق النار يتجاوز سرت والموانئ النفطية وصولاً إلى منطقة الجفرة، وأشارت المصادر إلى أن الاجتماع ركز على الفرص الحالية لوقف استراتيجي للعمليات العسكرية من قبل جميع أطراف النزاع.

وتخشى الولايات المتحدة من دعم روسي ومصري (بعد الخطاب الناري الأخير للرئيس السيسي) من دعم كبير للجيش الليبي، التي تقول أمريكا أنه مدعوم من روسيا وبعض الدول العربية الأخرى، يتم من خلاله استعادة زمام الأمور في المناطق الغربية التي سيطرت عليها الوفاق بمساندة تركية مؤخراً، ووقف الحرب عند الحدود المرسومة حالياً.

وكانت السفارة الأميركية في ليبيا نشرت بياناً، قالت فيه، إن الجنرال تاونسند قدم وجهة نظره العسكرية حول خطر التصعيد، والأخطار التي يشكلها دعم روسيا لعمليات فاغنر، والأهمية الاستراتيجية لضمان حرية الملاحة في البحر المتوسط.

وقال الجنرال الأمريكي، أن على جميع الأطراف وقف العمليات العسكرية، وهم بحاجة إلى العودة لوقف إطلاق النار والمفاوضات السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لأنّ هذا الصراع المأساوي يحرم جميع الليبيين من مستقبلهم”.

ويشدد سياسيون على أن الموقف الأمريكي لا يهتم بالدور التركي في ليبيا الذي وصفته فرنسا، بالخطير، مؤخراً، إنما الأهم هو عدم إنشاء روسيا لقواعد عسكرية على السواحل الغربية من ليبيا، والسيطرة على النفط، وترجيح الكفة العسكرية مجدداً لصالح الجيش الليبي، والتقدم من جديد نحو العاصمة.

إلى ماذا يشير الاجتماع ؟

وقالت أوساط متابعة للشأن الليبي، إن فحوى الاجتماع الأمريكي بالمسؤولين في حكومة الوفاق، تدل على أمرين، أولهما أن ما تصفه الولايات المتحدة وقفاً استراتيجياً ضرورياً لإطلاق النار، ليس بالضرورة عند الخطوط الراهنة بين الطرفين، أي عند حدود مصراته، مما يعني أن واشنطن غير ملزمة بخطوط التماس الراهنة، ولعل خارطة جديدة تم تحديدها حول ما تستطيع قوات الوفاق المدعومة تركياً من السيطرة على مدن جديدة قبل الضغط لفرض الهدنة.

أما الإشارة الثانية فهي بحضور “المسؤول عن غرفة عمليات سرت – الجفرة، العميد إبراهيم بيت المال، اللقاء”، الأمر الذي وصفه ليبيون أنه مؤشر على القيادات الأمريكية تحاول فهم قدرة السراج وتركيا حول الوصول لنقاط استراتيجية والسيطرة عليها قبل التدخل الروسي المصري، الذي ترى أوساط سياسية أنه بات قريباً.

وأثار الصمت الأمريكي حول التدخل التركي، ريبة حلفائها من جهة دعم واشنطن لأنقرة بدورها في ليبيا ولكن بشكل سري، في سياق مواجهة النفوذ الفرنسي في أفريقيا والتمدد الروسي في المتوسط.

إعداد: رشا إسماعيل