دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قمة عربية جديدة وتوافق على “إدانة التدخلات التركية الإيرانية”.. فهل سينجح العرب بكبح جماح التدخلات الخارجية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل حروب وصراعات مسلحة ونزاعات على السلطة في أكثر من دولة عربية، تأزمت نتيجة التجاهل العربي كسبب رئيسي والتدخلات الخارجية كسبب ثانوي، يعقد رؤساء وزعماء العرب قمتهم الأولى منذ 3 سنوات في الجزائر، وسط خلافات بين وفود عربية قبل بدء القمة حتى، بينما ينتظر “إدانة التدخلات التركية والإيرانية” في الشؤون العربية.

تجاهل العرب أدى للتدخلات الخارجية وتفاقم الأزمات

ومنذ بداية 2011، وتشهد بعض الدول العربية كـَ “سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان” أزمات سياسية ونزاعات مسلحة على السلطة، فاقمتها التدخلات الخارجية سواءً من قبل تركيا وإيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وسط تجاهل وعدم وجود أي دور عربي لحل هذه المشاكل التي بدأت فعلياً بحسب متابعين بالتأثير على الأمن القومي العربي.

الحرب في سوريا في ظل التدخلات الخارجية وتجاهل العرب

وتعيش سوريا مزيداً من العنف واستمرار العمليات العسكرية، واحتمال أن تمتد هذه المعارك لمناطق أخرى كانت بعيدة عن الصراعات في السنوات الماضية، وهذا ما حذرت منه الأمم المتحدة أيضاً. حيث أن التدخلات الخارجية في الملف السوري أدى لتفاقم الصراع على السلطة وغياب الحلول السياسية بل وإغلاق الباب أمامها، كون لا اتفاق بعد بين الجهات الرئيسية والمشغلة للأطراف على الأرض.

بينما يدفع الشعب السوري الثمن الأكبر، من حيث الفقر والأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة للغاية، مع انهيار كبير لليرة، وغياب الأمن والامان في مناطق سيطرة الحكومة، مع عودة الإرهاب إلى الواجهة من جديد وتهديده بمزيد من التصعيد، إضافة لما تشهده المناطق الشمالية السورية من عنف في شقيه الشرقي والغربي، وسط تهديد تركي بشن عمليات عسكرية جديدة. مع تطور الصراع الإيراني الإسرائيلي واتخاذ الأراضي السورية كساحة لتصفية الحسابات فيما بينهم.

لماذا لا يهاجر السوريون لدول أشقائهم العرب ؟

هذه النقاط المذكورة وغيرها أدت بدورها لموجة هجرة جديدة للسوريين إلى الخارج، ولا يوجد مكان استقبل السوريين وأمن لهم الأمن والأمان سوى الدول الغربية، في وقت أغلق العرب أبوابهم في وجه هذا الشعب الذي يعاني الأمرين في رحلة الهجرة بل وتصل به الحال للموت، وهناك دول اليوم تقوم بترحيل السوريين “قسراً تحت مسمى “الطوعية” على الرغم من أن البلاد ليست آمنة باعتراف دولي أممي.

وتتواجد الآن على الأراضي السورية جيوش عدة، لكل منها أجنداتها وسياساتها وأطماعها في الأراضي السورية، كما تؤثر تواجدها على أي فرصة للسوريين في الاتفاق على حل سياسي تنهي معاناتهم والأزمة التي دمرت بلادهم.

ملفات عدة على طاولة القادة العرب.. وإدانة التدخلات الخارجية

وستناقش القمة العربية خلال يومي الأول والثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، الملف السوري إضافة لملفات أخرى كـ ليبيا ولبنان والعراق واليمن، والتدخلات التركية والإيرانية فيها، ومن المفترض أن تقوم الدول العربية هذه المرة “بإدانة هذه التدخلات” بحسب ما كشفته الجامعة العربية، والتي شددت أن موقفها من رفض هذه التدخلات ثابت ولم يتغير.

جاء موقف الجامعة العربية خلال الجولات التحضيرية التي يقوم بها وزراء خارجية الدول العربية تمهيداً للقمة العربية المرتقبة، في ظل خلافات ظهرت قبل عقد القمة بين الوفدين المغربي والجزائري، لكن سرعان ما تم احتواء التوتر.

وقال الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيظ، أن أزمات الدول العربية وغيرها من الملفات السياسية والاقتصادية والتحديات ومنها مواجهة الإرهاب ستكون على طاولة القادة العرب.

ماذا يمكن أن تقدم القمة العربية للعرب ؟

ولا تعول الأوساط السياسية العربية كثيراً على هذه القمة العربية الجديدة، من حيث إيقاف التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، مشددين أن المواقف ستكون عبارة عن “بيانات كما عهدناها”، مشيرين إلى أن العرب لو كانوا تدخلوا في أزمات المنطقة العربية ومنعوا التدخلات الخارجية لما وصل الحال بهذه المنطقة إلى ما تعيشه اليوم.

بينما رأت أطراف أخرى، أن القمة العربية ستكون موجهة بشكل أكبر نحو إيران وتدخلاتها في الدول العربية، أكثر من تركيا نفسها، التي لا يقل تدخلها في تفاقم الأزمات بالدول العربية، بل يمكن أن تكون التدخلات التركية أثرت في هذه الأزمات بشكل أكبر من إيران حتى.

لافتين إلى أن هناك بعض الدول التي استعادت علاقاتها مع تركيا وإيران قد يكونون عثرة أمام اتخاذ أي مواقف جدية من تدخل هاتان الدولتان في الشؤون العربية.

إعداد: علي إبراهيم