أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – انتهت قبل أيام المُهلة التي منحتها روسيا لتركيا لحلّ هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة وحكومة الإنقاذ التابعة لها في محافظة إدلب، دون نجاح “الضامن التركي” بتحقيق مطالبات موسكو لاستمرار وقف إطلاق النار الأخير في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
انتهاء وقف إطلاق النار .. وتركيا ستقدم تنازلات لروسيا
وعادت الغارات الجوية للطائرات الروسية والحكومية منذ 4 أيام لتستهدف مناطق خفض التصعيد مجدداً، الأمر الذي يراه مراقبون أنه “دليل على انتهاء فترة وقف إطلاق النار من الجانب الروسي، وعدم قدرة أنقرة الوفاء بالشروط الروسية للحل وإرساء الاستقرار في إدلب”.
وبعد فشل المحادثات الثنائية الروسية التركية حول وقف إطلاق النار في إدلب، يبدو أن الملف سيترك حتى القمة الثلاثية القادمة في تركيا بين “ضامني آستانا”، الاثنين القادم، للمناقشة حول وقف التصعيد هناك، والخطوات التي تلبي طموحات الأطراف الثلاث في المنطقة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، إن “إدلب ستكون من أولوياتنا خلال القمة القادمة، والمناقشات سينصب على التطورات في إدلب بما فيها نقاط المراقبة التركية ومحاربة التنظيمات الإرهابية هناك”.
وبحسب مصادر سياسية تركية، فإن أنقرة “مجبرة على تقديم تنازلات كبيرة” لروسيا في الملف الإدلبي، قد تشمل “تسليم مناطق مقابل الحفاظ على أخرى، وضمان سلامة الجنود الأتراك في نقاط المراقبة التركية”.
يأتي هذا في وقتٍ تقوم القوات الحكومية والروسية بتحشيدات عسكرية كبيرة على تخوم مدينة معرة النعمان، وعلى ما يبدو فإن ساعة الصفر التي تنتظرها القوات ستحدد بعد القمة الثلاثية، التي ستشاهد تركيا نفسها وحيدة أمام حلفاء الحكومة السورية (روسيا وإيران) ومجبرة على قبول بعض الشروط الروسية.
مصير ومستقبل نقاط المراقبة التركية
لكن مصادر تركية أخرى قالت، أن الرئيس التركي لا يهمه الآن سوى نقاط المراقبة التركية التي تهددها القوات الحكومية، وسيبحث بالدرجة الأولى مصيرها ومستقبلها في إدلب وشمال حماة واحتمال إنشاء نقاط أخرى في أماكن جديدة.
وأشارت المصادر إلى أن أردوغان سيسعى إلى إيقاف الهجوم على إدلب، بسبب تجنب موجات نزوح من قبل سكان تلك المناطق نحو تركيا في حال تقدمت القوات الحكومية أكثر باتجاه المدن الكبرى كمعرة النعمان.
وكان الرئيس التركي قد لوح مجدداً بورقة اللاجئين السوريين في تركيا، وفتح الأبواب أمامهم للهجرة إلى أوروبا إذا لم تساعدها في احتواء “الأعباء” التي يشكلونها، في سعياً تركي لتضغط أوروبا على روسيا لإيقاف الحملة العسكرية على “خفض التصعيد”.
ملف شرق الفرات أيضاً على طاولة “ضامني آستانا”
وفي السياق كشفت موسكو عن أن ملف شمال وشرق سوريا سيكون حاضراً خلال القمة الخامسة بين زعماء الدول الثلاث، الاثنين القادم، حيث أعلن المتحدث الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الزعماء الثلاث سيبحثون إلى جانب الملف الإدلبي الأوضاع في مناطق شمال وشرق سوريا.
وتقول أوساط سياسية تابعة للمعارضة السورية “أن بذريعة محاربة الإرهابيين، تقوم روسيا بالتعاون مع قوات النظام وإيران بقصف المنطقة، وتعمل بصورة مستمرة على قضمها تدريجيا. أما الهدف الحقيقي فهو إسكات صوت الثورة هناك، ودمج المنطقة مع غيرها من تلك الخاضعة لسيطرة النظام، أو بتعبير أدق لسيطرة الروس والإيرانيين”.
“الفصائل المتشددة سترحل لتنفيذ أدوار أخرى”
أما بالنسبة إلى “الفصائل المسلحة المتشددة”، فترى تلك الاوساط، إنها “ستشدّ الرحال على الأغلب إلى مناطق أخرى من العالم، تؤدي أدوارا جديدة بناء على توجيهات وأوامر الأجهزة الدولية المشرفة عليها، أو سينتهي بها المطاف إلى السجن أو القتل، إذا كان دورها قد انتهى، وذلك بعد أن أفرغت الثورة السورية من مضمونها، ومكّنت النظام من تطبيق استراتيجيته”.
إعداد: علي إبراهيم