دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قلق كبير بعد احتفالات للمعارضة السورية “بنصر طالبان”.. والموالون لإيران خائفون على عوائلهم

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وصلت صدى الأحداث الأخيرة في أفغانستان إلى سوريا، بعد سيطرة حركة “طالبان” على العاصمة كابل وانهيار الدولة أمامها، حيث كانت الاحتفالات “بنصر طالبان” في الشمال، بينما كان الاستياء طاغياً على المشهد في الشرق بسبب سقوط كابل.

احتفالات بشمال سوريا “بنصر طالبان”

وسيطرت حركة “طالبان” بالقوة العسكرية على الحكم في أفغانستان، بعد التقدم الكبير للحركة على حساب القوات الحكومية، بعد انسحاب القوات الأجنبية، حيث سقطت المدن واحدة تلو الأخرى بيد المسلحين، حتى دخلوا العاصمة دون أن يطلقوا طلقة واحدة، الأمر الذي أدى فيما بعد لفرار الرئيس أشرف غني وأعلن بدوره “انتصار طالبان”.

صدى “انتصار طالبان” في أفغانستان واستعادتهم للحكم مرة أخرى بعد سقوطه قبل 20 عاماً، وصل إلى سوريا، حيث انقسمت المناطق السورية بين محتفل “بنصر طالبان” و آخرون مستاؤون من ذلك.

ففي الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة، أظهرت العديد من الصور في مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة، أشخاص يوزعون الحلوى ابتهاجاً بسيطرة “طالبان” على العاصمة كابول.

كما تضمنت الصور العديد من الأشخاص الذين يرتدون الزي العسكري باعتبارهم عناصر في فصائل المعارضة يتبادلون التبريكات بالتزامن مع توزيع الحلوى. الأمر الذي أثار موجة قلق واستنكار وتساؤلات كبيرة لدى السوريين، حول السبب الذي جعل من فصائل المعارضة يحتفلون “بنصر طالبان”.

تحرير الشام “ذراع القاعدة في سوريا” من احتفل “بنصر طالبان”

تقارير إعلامية سلطت الضوء على هذا الحدث الذي وصفه الكثيرون “بالغريب”، حيث قالوا أن عناصر من “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” شوهدوا وهم يحتفلون بسيطرة طالبان على كابل، وأشارت تلك التقارير إلى ان “تحرير الشام” هي من الفصائل السورية “الموالية للقاعدة”. كما تعتبرها الكثير من الدول “امتداد لتنظيم القاعدة في سوريا”.

ولفتت التقارير إلى أن “تحرير الشام” هي من أشد الفصائل السورية “الجهادية” المعروفة “بولائها للقاعدة”، مشيرين إلى أن الفصيل ذاته سبق وأن اعترف “بولائه لقادة القاعدة خلال السنوات السابقة ووصفهم لأسامة بن لادن بالشيخ الشهيد”.

وتمت تصفية بن لادن من قبل قوة أمريكية قبل سنوات، حيث كان السبب بالهجوم الأمريكي على أفغانستان كونه كان المسؤول عن هجمات الـ11 سبتمبر (أيلول) 2001، وحينها كان متواجداً بأفغانستان ورفضت طالبان تسليمه لواشنطن لمحاكمته إضافة لمحاكمته بأفغانستان.

وتفيد التقارير أيضاً أن “تحرير الشام” سبق وأن أدرجت على قوائم الإرهاب العالمية بسبب ارتباطها بالكيانات والشخصيات في تنظيم القاعدة. ويصنف مجلس الأمن الدولي “تحرير الشام” على أنها من “الجماعات الإرهابية”.

فصائل موالية لإيران تنفذ عصيان مدني خشية على حياة عوائلهم بأفغانستان

أما فيما يخص بالجهات المستاءة من سيطرة طالبان على كابل، كانت الفصائل المسلحة الموالية لإيران والتي تعتبر العناصر الأفغانية الأغلبية فيها، وخاصة فصيل “فاطميون”.

ونشرت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن مصادر محلية من ريف دير الزور تحدثت عن حالة من الفوضى تسود أوساط المجموعات المسلحة الموالية لإيران وهم من أصول أفغانية بعد سقوط كابل.

وأوضحت المصادر أن عناصر من فصيل لواء “فاطميون” الأفغاني الموالي لإيران، أعلنوا حالة عِصيان ورفض للأوامر في مدينة دير الزور، بسبب الأحداث الأخيرة التي تشهدها أفغانستان، كما انسحب عدد كبير من عناصر “فاطميون” من النِقاط العسكرية في البادية السورية، وتوقف آخرون عن تنفيذ المهام الإدارية واللوجستية، وتجمعوا بالقرب من معسكر الطلائع بأطراف مدينة دير الزور، تنفيذاً لحالة العصيان المعلنة من قبلهم.

عناصر “فاطميون” يطالبون إيران بتأمين عائلاتهم بأفغانستان

وقال المصادر إن حالة العصيان جاءت بعدما سيطرت حركة طالبان على معظم المناطق الأفغانية، ويخشى عناصر فاطميون على عائلاتهم المتواجدين في أفغانستان. كما ذكرت مصادر إعلامية معارضة أن عناصر فاطميون طالبوا الجانب الإيراني بتأمين عائلاتهم في أفغانستان ونقلهم إلى إيران، وذلك خشية من بطش حركة “طالبان” بهم، التي استولت على الحكم في البلاد.

وسبق أن عبرت العديد من الدول عن قلقها من سيطرة طالبان على أفغانستان، حيث من الممكن أن تتحول البلاد مجدداً لملاذ آمن للفصائل الجهادية والمتطرفة من بينها القاعدة وتنظيم داعش، حيث وقبل سيطرة طالبان على كابل، أطلقت الحركة سراح الآلاف من السجناء من أحد السجون وهم إرهابيون من داعش والقاعدة ومعتقلون سابقون في سجن غوانتانامو.

إعداد: ربى نجار