دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قلق أردني من الأوضاع بالجنوب السوري .. والمخاوف تتركز من سيطرة إيرانية وموجات نزوح للمدنيين

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع تزايد التصعيد العسكري في الجنوب السوري سواءً في درعا و السويداء، بدأت المملكة الأردنية تقلق على أمنها القومي، حيث تخشى عمان من سيطرة قوات إيرانية والمجموعات الموالية لها على المنطقة الجنوبية المحاذية لحدودها الشمالية، إضافة لإمكانية أن يؤدي العنف إلى موجات جديدة من النازحين.

وتشهد محافظة درعا تصعيداً عسكرياً من قبل قوات الحكومة السورية وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” ضمن “الشق السوري الموالي لإيران”، كما بدأت قوات الحكومة بتصعيد لهجتها ضد حركة عسكرية جديدة ظهرت مؤخراً في السويداء وهددت بقصف مقراتها جواً في حال عدم تسليم أسلحتها، ما قد يشعل المنطقة الجنوبية بشكل كامل.

لجان درعا ترفض المطالب الحكومية.. ومخاوف من التصعيد

ومع إعلان اللجنة المركزية في حوران، رفض مطالب الحكومة، لتجنب المنطقة عملاً عسكرياً شاملاً، بدأت المخاوف تكبر من تصاعد حدة العنف في محافظة درعا، حيث قالت اللجنة المركزية في مدينة درعا، إن أبناء درعا لن يتخلوا عن سلاحهم الفردي ولن يقبلوا بالشروط الجديدة للحكومة، كما يرفضون دخول قواته إلى مناطقهم.

وخلال تصريحات صحيفة، قال عدان مسالمة، المتحدث باسم لجنة المفاوضات المركزية بدرعا، أن السلاح الفردي الذي تطلب الحكومة تسليمه هو “سلاح شرعي”، مشيراً إلى أن هذا السلاح بقي بيد الفصائل المحلية بموجب اتفاق “التسوية” مع روسيا في عام 2018، حينما سيطرت قوات الحكومة على المحافظة بدعم من موسكو.

وأضاف، أن الحكومة تعمل بخلاف اتفاق “التسوية”، وتحاول السيطرة بشكل كامل على أحياء درعا البلد، من خلال نشر عناصرها وحواجزها بين المدنيين، مطالباً بالحرية والكرامة لأهالي درعا البلد، وإطلاق سراح المعتقلين و سحب قوات الحكومة، وحذر من أن اوضاع المدنيين في الأحياء المحاصرة تزداد سوءاً حيث لا مواد غذائية وإغاثية وطبية، وأشار إلى موجة نزوح كبيرة من الأهالي.

اشتباكات وقصف متجدد والمروحيات تحلق لأول مرة منذ 3 سنوات

بالتزامن مع ذلك اندلعت اشتباكات بين قوات الحكومة السورية وفصائل معارضة محلية في ريف درعا، مع قصف مدفعي للقوات الحكومية طال “حي المنشية وحي طريق السد”، وشارك في الاشتباكات “الفرقة الرابعة”، واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة ورشاشات. كما حلقت طائرة مروحية للمرة الأولى منذ 3 سنوات لم يعرف مصدرها في أجواء المحافظة.

التصعيد العسكري في درعا، بدأ يخلق قلق لدى السلطات الأردنية، من احتمال سيطرة قوات إيرانية على المنطقة الجنوبية، خاصة مع استقدام قوات إيرانية تعزيزات عسكرية جديدة لمحافظة درعا، في مؤشر على التمسك بالخيار العسكري ورفض الحلول السياسية التي تقودها روسيا.

الأردن قلقة من التواجد الإيراني وموجات نزوح جديدة

القلق الأردني جاء بعد حديث من أوساط شعبية وسياسية في درعا، من وجود قوات إيرانية ضمن قوات الحكومة التي تهاجم درعا، الأمر الذي أثار قلق عمان، خاصة بعد أن أعلن العاهل الأردني قبل فترة أن بلاده تعرضت لهجوم من قبل طائرة مسيرة إيرانية وتم التعامل معها.

وتخشى المملكة الأردنية من أن تؤدي سيطرة قوات الحكومة والمجموعات الإيرانية على محافظة درعا لزعزعة الأمن القومي للملكة، وأن تصبح المنطقة الجنوبية منطلقاً للمزيد من الهجمات على أراضيها. كما ترى السلطات المحلية أن ما يجري في درعا هو “تطهير عرقي وتهجير قسري” حيث أن مئات الآلاف سينزحون من مناطقهم في حال سيطرة قوات الحكومة على المنطقة .. متسائلين “إلى أين سيذهبون” ؟.

تهديد بمهاجمة فصيل مسلح في السويداء بالطائرات والبراميل المتفجرة

وما زاد مخاوف المملكة الأردنية، تصعيد اللهجة لقوات الحكومة السورية ضد محافظة السويداء، حيث هددت قوات الحكومة، قوة “مكافحة الإرهاب للجناح العسكري لحزب اللواء السوري” والمشكل حديثاً في السويداء، بقصف مقراتهم العسكرية بالطيران الحربي وبالبراميل المتفجرة.

وهذا بحد ذاته قد يخلق معارك جديدة في المحافظة الجنوبية القريبة من الحدود الأردنية، ما سيؤدي حتماً لموجة نزوح كبيرة من المدنيين في حال تنفيذ قوات الحكومة لتهديداتها، وسط تساؤلات حول الجهة التي سيقصدها هؤلاء النازحون أيضاً.

إعداد: علي إبراهيم