دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قسد تؤكد “وجود رفض جماعي” لأي حرب جديدة في الشمال.. وتحذر من الأهداف الحقيقية لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “لم تحصل تركيا على ضوء أخضر على عمليتها العسكرية في شمال سوريا”.. هذه كانت كلمات القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، في حديث له على آخر التطورات على الساحة السورية، وأبرز ما يحصل في الآونة الأخيرة من ترقب لشن أنقرة لعمليتها العسكرية والحديث عن عودة العلاقات بين الحكومة السورية وتركيا.

تركيا والرفض الدولي لعمليتها العسكرية في شمال سوريا

وأكد قائد قسد “وجود إجماع على رفض العملية العسكرية التركية شمال سوريا من قبل كافة الأطراف المعنية بالملف السوري وذلك لمنع أي صدام”، وأشار إلى أن هدف تركيا من أي هجوم “التغيير الديمغرافي” كما يحصل في “مناطق سيطرتها”، واعتبر أن الهدف التركي هو “العداء للقضية الكردية بشكل عام وتريد القضاء عليها في سوريا”، ورأى أن “الادعاءات التركية في إطار المسائل الإنسانية وإعادة اللاجئين غير صحيحة” وقال أن هدفها سياسي يستهدف كل سوريا والشعب الكردي.

ومنذ أيار/مايو الماضي، تهدد تركيا بشن عملية عسكرية في شمال سوريا لإكمال “المنطقة الآمنة” التي تحدثت عنها أنقرة لأول مرة في 2013، وقال الرئيس التركي حينها أن هدف بلاده السيطرة على كامل الشريط الحدودي مع سوريا بعمق 30 كيلومتراً وذلك بهدف إعادة اللاجئين السوريين، لكن مساعي الرئيس التركي اصطدمت برفض دولي قاطع لأسباب عدة منها “خلق موجة نزوح كبيرة واستفادة داعش وتأثير أي هجوم على الحرب ضد التنظيم الإرهابي”.

مستقبل اللاجئين السوريين.. والصمت حيال عمليات الاستهداف اليومية

واعتبر قائد قسد خلال حديثه، أن تركيا تهدف “لتوطين” اللاجئين السوريين في مكان السكان الأصليين، وهذا سيحدث موجة هجرة كبيرة وبالتالي خلق فتنة بين فئات المجتمع السوري.

وتقول تقارير إعلامية أنه حصل اتفاق بين روسيا وتركيا خلال قمتي طهران وسوتشي، بإعادة اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا إلى مناطق سيطرة القوات التركية في الشمال حيث بنت أنقرة بمساندة منظمات خيرية خليجية وفلسطينية “إخوانية” مجمعات سكنية في عفرين وإعزاز وجرابلس وغيرها، مقابل التعهد لأنقرة بعدم ملاحقتهم من قبل دمشق في المستقبل.

الموقف الدولي من العملية العسكرية التركية لا يعجب أنقرة على الإطلاق على الرغم من كل المساعي السياسية والدبلوماسية لإظهار أن أمن تركيا القومي يتعرض لخطر كبير من الشمال السوري، ولكن هناك صمت حيال الاستهدافات اليومية التي تحصل على مناطق شمال شرق سوريا، وسط تنديد من قبل قسد والإدارة الذاتية حيال ذلك، معتبرين أن أمريكا وروسيا شركاء في استهداف قادة قسد الأوائل واللذين شاركوا في الحرب ضد داعش.

وعن المواقف الدولية قال قائد قسد، أنها ايجابية، ولكنها غير كافية، وعن الموقف الأمريكي قال “المؤسسات الأمريكية أبدت رفضها للعملية العسكرية التركية، وأن بايدن أخبر أردوغان برفضه للعملية في شمال سوريا خلال قمة مدريد الماضية”.

العلاقات بين دمشق وأنقرة.. الأهداف والغايات

ومنذ فترة تتحدث تركيا عن احتمال عودة العلاقات مع الحكومة السورية، وذلك بمباركة روسية، لإضعاف قوات سوريا الديمقراطية أو القضاء عليها، وذلك بعد الرفض المحلي والإقليمي والدولي لعمليتها العسكرية، وتسعى أنقرة من خلال هذا التقارب لتشكيل حلف مشترك من “روسيا وتركيا ودمشق وإيران وفصائل المعارضة” للهجوم على قسد.

واعتبر قائد قسد أن أي هجوم لتركيا وفصائل المعارضة على المنطقة وتوسيع رقعة سيطرتها، ستضع سيادة سوريا في خطر، وبالتالي فإن سيطرة “تركيا والفصائل والائتلاف ستزداد على حساب روسيا ودمشق”، مشيراً إلى أن دمشق تحاول الاستفادة من التهديدات التركية للعودة إلى الشمال، وذكر أن مستوى التهديدات التركية دفعهم للسماح لقوات الحكومة بالانتشار على الشريط الحدودي.

داعش يجهز نفسه للظهور من جديد

وحذرت الولايات المتحدة مراراً من أن أي عملية عسكرية في شمال سوريا سيكون لها تأثير على محاربة داعش، وهذا ما أكده قائد قسد وشدد على أن قواته لن تتمكن من القتال على جبهتين في آن واحد، وأن جبهة الشمال والدفاع عنها هي الأولوية بالنسبة لهم، وقال أن داعش ينتظر أي فرصة لشن هجمات على مراكز الاحتجاز ومخيم الهول، وهو يجهز لهذه الهجمات ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية في سوريا التي قال أنها “تحولت لمناطق آمنة لقادة التنظيم”.

ولا تزال تنتظر تركيا الفرصة لشن عمليتها العسكرية في شمال سوريا، مهما كانت التداعيات، وتشدد أوساط سياسية أن أنقرة مستعدة لبيع المعارضة وتسليمها لروسيا وتكرار سيناريوهات “المصالحة” في الجنوب بمناطق الشمال وعودة العلاقات مع دمشق، بهدف إسقاط الإدارة الذاتية والقضاء على قسد، كون الحكومة التركية ترى في ذلك ورقة كبيرة في حملتها الانتخابية للرئاسة في حزيران القادم، خاصة بعد ترجيح كفة المعارضة على حساب التحالف الحاكم، وخسارة العدالة والتنمية بانتخابات البلديات؛ التي دقت ناقوس الخطر لديهم.

إعداد: ربى نجار