أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع بداية العد التنازلي للقمة المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، في سوتشي الروسية، جددت أنقرة يوم الأربعاء، تهديداتها بشن عمليات عسكرية جديدة على الأراضي السورية في أي وقت ودون أن تأخذ إذناً من أحد، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية، مع مطالب بدعم روسي إيراني “لإخراج الإرهابيين من شمال سوريا”.
“العملية تبدأ بأي وقت”.. تشاويش أوغلو يصدم المعارضة السورية !
وبعد قمة طهران ورفض روسيا وإيران القاطع لأي عملية عسكرية في شمال سوريا، جددت الرئاسة التركية تهديداتها للشمال السوري لأول مرة، وقال ابراهيم كالن المتحدث باسم الرئاسة، أن العملية العسكرية التركية في سوريا “قد تبدأ في أي لحظة”، وأشار إلى أن الرئيس التركي أكد أن هذه العملية قد تبدأ بأي لحظة، وشدد على أن تركيا ليست بحاجة للحصول على إذن من أحد لتنفيذ هذه العملية وهي ليست مجبرة أيضاً لتحديد موعد معين لها.
تلا تصريحات الرئاسة التركية، حديث وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو الذي أصدم المعارضة السورية، عن استعداد أنقرة للتعاون “مع النظام السوري” بهدف “إخراج الإرهابيين من شمال سوريا”، ونقلت “الأناضول” عن الوزير التركي، مساء الأربعاء، إن أنقرة ستقدم كل أنواع الدعم لعمل النظام السوري في ما يتعلق بإخراج “الإرهابيين”. في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية.
وذكر تشاويش أوغلو إن بلاده تباحثت في وقت سابق، مع إيران في هذا الخصوص، وأشار إلى أنه من حق “النظام السوري أن يزيل التنظيمات الإرهابية، لكن ليس من الصواب إن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”.
لا ضوء أخضر.. وأنقرة تبدأ بأولى خطوات التطبيع مع دمشق
وانتقد الوزير التركي موقف موسكو وواشنطن ورفضهم للعملية العسكرية التركية شمال سوريا، مشيراً إلى إن البلدين لم يفيا بوعودهما بإخراج “الإرهابيين” من المنطقة، مع انتقاد تعزية القيادة المركزية للقوات الأمريكية لقوات سوريا الديمقراطية، باستهداف مسيرة تركية سيارة كانت تقل ثلاث قياديات في “قسد”، وقال إن واشنطن تنافق في حربها ضد الإرهاب، حسب ما يرى الوزير التركي.
وتشدد أوساط سياسية أن موقف أنقرة الجديد حيال “تقديم الدعم لدمشق لإخراج قسد من الشمال” هي أولى خطوات إعادة تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، مرجحين أن ذلك تم الاتفاق عليه في “قمة طهران”، خاصة بعد حديث الرسمي الإيراني عن “اتفاق سلام بين دمشق وأنقرة”.
وأشاروا إلى أن حديث الوزير التركي حيال “حق النظام أن يزيل التنظيمات الإرهابية لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”، يعني احتمال أن أنقرة باعت قسماً من فصائل المعارضة التي تراها إيران وروسيا إرهابية، وهنا يمكن الإشارة إلى “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” أو فصائل المعارضة في “الجيش الوطني”.
تريث تركي بعد التحركات العسكرية السورية
وباتت تدرك تركيا أنها لن تستطيع الدخول في أي عملية عسكرية مع موقف روسيا والحكومة السورية الحالي، حيث التعزيزات العسكرية والانتشار على الحدود وتثبيت النقاط وجلب العتاد النوعي لخطوط التماس مع أنظمة الدفاع الجوي التي يمكن أن تحيد سلاح الجو التركي عن المعركة؛ وبالتالي فإن أنقرة ستخسر كثيراً في حال دخولها برياً دون دعم جوي.
وما حصل في منطقة عين عيسى على مدار أشهر من عمليات عسكرية ومحاولة السيطرة على الناحية برياً التي باءت بالفشل بسبب عدم فتح روسيا للمجال الجوي، وبقيت خطوط التماس على حالها.
وكانت قوات الحكومة السورية أبدت استعدادها للتصدي لأي هجوم تركي على الشمال السوري، وأشار بيان صدر عن القيادة العامة أن “الاستفزازات التركية زادت بشكل كبير خلال اليومين الماضيين”، ووصل الحد بأن تقوم قوات الحكومة بقصف قاعدة تركية بريف حلب، أسفرت عن قتلى وإصابات بالجيش التركي.
وسيسعى الرئيس التركي خلال قمة سوتشي القادمة مع نظيره الروسي، لأخذ الموافقة الروسية والسورية لشن عمل عسكري أو المساعدة بالتخلص من قوات سوريا الديمقراطية، حيث أن التخلص من قسد وإضعافها هو هدف روسي تركي إيراني وللحكومة السورية أيضاً، ومن الممكن أن يقدم أردوغان أي ثمن في سبيل تحقيق ذلك.
إعداد: ربى نجار