دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قبيل قمة بوتين وأردوغان في سوتشي.. تصعيد عسكري عنيف في شمال سوريا وانتهاك الهدنة بإقليم قره باغ

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد المناطق الشمالية السورية بشقيها الغربي والشرقي، تصعيداً عسكرياً عنيفاً من قبل الأطراف المتصارعة، حيث أصوات المدافع والصواريخ والقذائف وحتى الطيران المسير والحربي لم تنقطع من بعض المناطق سواءً في “خفض التصعيد” أو “شرق الفرات مع غربها”.

تصعيد عسكري طبيعي.. وقره باغ تدخل على الخط

“تصعيد عسكري طبيعي”.. بهذه الجملة علقت أوساط سياسية على ما يحدث في الشمال خلال يوم الخميس، وذلك مع اقتراب لقاء القمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في مدينة سوتشي على البحر الأسود، اليوم الجمعة، مشيرين إلى أنه في كل لقاء قمة سواءً بين ثلاثي آستانا أو عبر لقاءات ثنائية لدول هذا المسار، يتم التصعيد العسكري في الشمال نظراً لوجود خلافات كبيرة بين هذه الدول حول نظرتها للملف السوري، وهي رسائل متبادلة بثبات الموقف وعدم تقديم أي تنازلات للاخر.

وقبيل لقاءه بأردوغان، ناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، في اجتماع لمجلس الأمن الروسي، الوضع المتعلق بتفاقم النزاع الأرمني الأذربيجاني في منطقة قره باغ، التي تشهد تصعيداً عسكرياً مع الجانب الأذربيجاني، وسط مخاوف من عودة المعارك من جديد.

كذلك ناقش بوتين مع أعضاء مجلس الأمن الروسي لقاءه المرتقب مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حيث تبادل مع الحاضرين وجهات النظر.

وسبق أن كشف المتحدث باسم القصر الرئاسي الروسي “الكرملين” أن الملفين السوري والأوكراني سيكونان على طاولة النقاش بين الزعيمين، وذلك خلال القمة التي سنتعقد بينهما يوم الجمعة في سوتشي، وهي المدينة التي عقد فيها اتفاق وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا في تشرين الأول/أكتوبر 2019.

تركيا تشعل فتيل الحرب بين أرمينيا وأذربيجان

وقبيل لقاء الزعيمين، يبدو أن التصعيد العسكري لم يقتصر على شمال سوريا فقط، بل دخل إقليم قره باغ الأرميني على الخط، وسط عودة الاشتباكات ودخول القوات الأذربيجانية لمناطق جبلية جديدة، على الرغم من وجود اتفاقية وقف إطلاق النار بين الأطراف المتصارعة وقوات حفظ سلام روسية؛ كقوة فاصلة بين قوات أرمينيا وأذربيجان.

واعتبرت أوساط سياسية أن الرئيس التركي تعمد إشعال فتيل الملف الأرميني مرة أخرى في هذا التوقيت بالتحديد لتخفيف الضغوطات عليه من قبل الرئيس الروسي، الذي من الممكن أن يمارسها في قضية “خفض التصعيد” ومسألة استمرار تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي استولت عليها موسكو في الحرب المستمرة مع سلطات كييف منذ شباط/فبراير الماضي.

وكانت الدفاع الروسية أعلنت في بيان لها، مساء الخميس، أن قوات حفظ السلام في قره باغ سجلت 4 انتهاكات لوقف إطلاق النار من جانب القوات الأذربيجانية.

وخلال بيان للوزارة، أكدت تسجيل 4 انتهاكات من جانب أذربيجان في المنطقة التي تخضع لمسؤولية وحدة حفظ السلام الروسية في منطقتي ساريبابا وجبال بوزدوخ، وكذلك في منطقة ماردكيرت خلال الساعات الت 24 الماضية. وقتل اثنان وجرح أربعة عشر من ممثلي التشكيلات المسلحة في قره باغ .

وبحسب ما جاء ببيان الوزارة فإن قيادة قوات حفظ السلام الروسية وبالتعاون مع الجانبين الأذربيجاني والأرمني سوت الوضع بعد الحوادث. ولم تحدث انتهاكات لخط التماس بين الطرفين.

وكانت القوات الأذربيجانية أكدت سيطرتها على مناطق جديدة في قره باغ، وهي عبارة عن مرتفعات جبلية وصفتها “بالاستراتيجية”.

هل سيدفع الشمال السوري ثمن هدنة جديدة في قره باغ ؟

وقد يستغل الرئيس التركي ملف التصعيد الحاصل في تلك المناطق المتنازع عليها بين يريفان و باكو للحصول على تنازلات في الملف السوري، الذي سيكون حاضراً وعلى رأسه “العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال البلاد”.

وأشعلت روسيا بدورها فتيل الحرب في منطقة “خفض التصعيد”، حيث كثفت قوات الحكومة السورية من قصفها العنيف على مناطق تمركز فصائل المعارضة في أرياف إدلب وحلب واللاذقية وحماة، مع استهداف آلية عسكرية تركية على محور آفس شرق إدلب.

كذلك تركيا صعدت بشكل كبير من قصفها البري والجوي عبر الطائرات المسيرة على مناطق النفوذ الروسي في شمال سوريا، حيث استهدفت طائرة مسيرة انتحارية مركز بلدة تل رفعت ما أدى لإصابة 9 مدنيين، مع قصف بري على أرياف عفرين وعين العرب/كوباني وعين عيسى وتل تمر.

تصاعد التوترات العسكرية في الملفات التي يتحكم فيها الطرفان قبيل القمة المرتقبة، يشير لوجود خلافات عميقة، برزت ملامحها خلال قمة طهران، خاصة مع الرفض القطعي للعملية العسكرية التركية، وسط تساؤلات عن مدى إمكانية نجاح الرئيس التركي في أخذ موافقة نظيره الروسي لعملية عسكرية “محدودة جغرافياً وزمنياً” في شمال سوريا، للاستمرار بالتنسيق والتوافق بالملفات الأخرى.

إعداد: ربى نجار