دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قبيل قمة الناتو في مدريد.. الرئيس التركي يجدد تهديداته للشمال السوري، فماذا يريد أردوغان من أوروبا ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مجدداً ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليطلق تهديدات جديدة ضد الأراضي السورية الشمالية، ويبدي استعداد بلاده لشن عمليات عسكرية لاستكمال ما أسماها “بالمنطقة الآمنة”، وذلك لأول مرة بعد نحو شهر من إعلانه عن نيته باستكمال عملياته العسكرية على طول الحدود مع سوريا وبعمق 30 كيلومتراً.

تهديدات جديدة عشية انعقاد قمة الناتو

وقال الرئيس التركي، مساء الاثنين، سنبدأ عملياتنا الجديدة بمجرد الانتهاء من التحضيرات بشأن استكمال الحزام الأمني على حدودنا مع سوريا.

سبق ذلك بنحو 24 ساعة، تأكيد الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن أن أنقرة مستعدة للعملية العسكرية الجديدة في شمال سوريا ويمكن أن تبدأ في أي لحظة.

التهديدات التركية الجديدة تأتي قبيل انعقاد اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث سيسعى الرئيس التركي بحسب محللين سياسيين، للحصول على دعم أوروبي أو موافقة على الأقل؛ لشن عمليته العسكرية الجديدة في شمال سوريا، ضد قوات سوريا الديمقراطية التي هي شريك أساسي في التحالف الدولي ضد داعش، وهذا التحالف معلوم أن فيه أغلب الدول الأوروبية.

أردوغان: سنواجه نفاق نظرائنا في الحلف

ومع إطلاق تهديداته للشمال السوري، قال الرئيس التركي أنه سيتوجه إلى إسبانيا للمشاركة في قمة الناتو، مؤكدا أنه “سيواجه نفاق نظرائه في الحلف عبر الوثائق والمعلومات والتسجيلات”، وتابع “سنواجه نظراءنا في قمة الناتو بشأن النفاق في موضوع التنظيمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب” وغولن عبر الوثائق والمعلومات والتسجيلات”. بحسب ما نقلت عنه وكالة “الأناضول”.

هل سترفض أوروبا مساعي أردوغان مجدداً ؟

وسعى أردوغان للحصول على دعم أوروبي وأممي خلال مؤتمر المانحين لسوريا قبل نحو شهرين، لاستكمال ما يسميها “بالمنطقة الآمنة” ومشروع “إعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري إلى شمال البلاد” بعد توسيع رقعة سيطرته من خلال عمليات عسكرية جديدة، لكن الموقف الأوروبي حينها لم يكن كما يرغب أردوغان ورفضت دول الاتحاد المشاركة بالمشاريع التركية في الأراضي السورية.

وأكدت الدول الأوروبية حينها، أن أي عملية عسكرية تركية في سوريا يمكن أن تفاقم الأوضاع الإنسانية؛ المتفاقمة أصلاً في البلاد، وأن تخلق أزمة لجوء جديدة في أوروبا، وشددت دول التكتل على أن سوريا ليست مكاناً آمناً للعيش فيها بعد، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري في الشمال، وعودة نشاط الإرهاب وما يمكن أن يتعرض له اللاجئ من اعتقال واختفاء قسري وغيرها.

وتقول أوساط سياسية، أن الرئيس التركي سيحاول مجدداً الحصول على دعم أوروبي في تشكيل “منطقة آمنة” أو على الأقل عدم الاعتراض على عمليته العسكرية في شمال سوريا، وخاصة من قبل الحليف الأمريكي الذي يعتبر قائداً لهذا الحلف، حيث فشل أردوغان في المرة الأولى خلال مؤتمر المانحين لسوريا بالعاصمة البلجيكية بروكسل بإقناع الغرب.

ويريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من الدول الغربية، مساندته في تشكيل “منطقة آمنة” لإعادة مليون لاجئ سوري، وإضفاء الصفة الشرعية والقانونية عليها، ووقف الإمدادات العسكرية واللوجستية المقدمة من قبل معظم دول الناتو (الشركاء في التحالف الدولي)، لقوات سوريا الديمقراطية التي تحارب تنظيم داعش على الأرض، إضافة للكف عن الدعم السياسي للإدارة الذاتية، مع اعطاء الضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة للدخول عسكرياً في سوريا.

هل سيستمر الرفض الدولي للعملية العسكرية التركية في سوريا ؟

وكانت الولايات المتحدة الامريكية عارضت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا منذ بداية إعلانها من قبل الرئيس التركي قبل نحو شهر، وأشارت واشنطن إلى أن أي عملية عسكرية ستضر بالجهود الدولية في محاربة الإرهاب، إضافة لأنه سيعرض حياة المدنيين للخطر، وسيفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا وتكون عائقاً أمام الجهود السياسية لحل الأزمة.

كما كان الرفض هو الموقف الروسي والإيراني وحتى الأممي من العملية العسكرية التركية المحتملة في سوريا، وشددت تلك الأطراف أن “المخاوف الأمنية” لتركيا لن تحل بالعمل العسكري، ويمكن نشر وحدات عسكرية سورية على الحدود بين البلدين لمعالجة هذه المخاوف، إضافة إلى أن سوريا بحاجة لحلول سياسية ومساعدات إنسانية وليس عمليات عسكرية، كما تم الحديث أنه في حال إقدام أنقرة على هذه العملية فذلك يعني نسف جميع تفاهمات آستانا وسوتشي.

إعداد: ربى نجار