دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

قادة عسكريون وسياسيون: ما حدث في دير الزور فتنة وجرى تضخيمه ووراءه أيادي خارجية سعت لخلق الفوضى

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قبل نحو أسبوعين من الآن، استنفرت قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي في مدينة الحسكة، حينها اعتقد الجميع أن ما يحصل هو استنفار لأجل عصيان في سجن الصناعة بمدينة الحسكة الذي يؤوي عناصر لتنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الحقيقة كانت اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري “أحمد الخبيل” الملقب بـ” أبو خولة”.

“اعتقال أبو خولة”.. وإطلاق “تعزيز الأمن” بريف دير الزور

وجاءت عملية الاعتقال هذه إضافة لعدد من القيادات الأخرى في المجلس، والتي سرعان ما انتشرت في المنطقة وخرجت دعوات لإطلاق سراحه ومن معه، وإلا فإن الأمور ستذهب إلى التصعيد العسكري.

بالتزامن مع اعتقال أبو خولة والقياديين الذين كانوا معه في الحسكة، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية عملية أمنية تحت مسمى “تعزيز الأمن” وقالت إنها تستهدف “خلايا تنظيم داعش الإرهابي والعناصر الإجرامية وتجار المخدرات والمروجين لها”، وذلك بعد دعوات عشائرية بضرورة التدخل لحل مشاكل المنطقة الأمنية.

وخرجت روايات عدة حول هذه العملية الأمنية، فمنها من قالت إنها “تدخل عسكري لحل مجلس دير الزور العسكري” ومنها من وصفها “بالحرب بين العشائر وقوات قسد” ومنهم من أشار إلى أنها “حرب لقسد على عناصر إجرامية دخلت من غرب الفرات وهي مدعومة من النظام وإيران”.

أطراف عدة عملت على تغذية الصراعات الطائفية وبث الفتن

ومع كل هذه الروايات بدأت الحملة الأمنية في ريف دير الزور، والتي خرج الكثير من شيوخ ووجهاء العشائر في دير الزور وأبدوا تأييدهم لها، كون هدفها تعزيز الأمن في المنطقة، بينما خرجت أصوات أخرى حرضت على القتال وذهبت كثيراً نحو طلب حرب طائفية عرقية بزعم أن قسد أو ما كانوا يروجون له “الأكراد” يشنون حرباً على العرب.

ولا شك في أن الكثير من الأطراف السياسية والإعلامية غذت بدورها هذه “الحرب الطائفية” وكان من هدفها أيضاً أن تشهد هذه المناطق حرباً كهذه، كون ذلك يساعدهم على الدخول إليها والسيطرة عليها، وكيف لا وهي المناطق الغنية في سوريا وهدفاً لكل أطراف الصراع على السلطة، كالحكومة السورية وحلفائها والمعارضة وحليفتها تركيا.

قسد: أيادي خارجية تدخلت وما جرى ضُخم إعلامياً وهناك عفو عام

قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وخلال حديثه لوسائل إعلامية، رفض اعتبار ما جرى “حرب بين الكرد والعرب” أو بين “قسد و العرب”، وأشار إلى أنه في حال كانت العشائر ضد قواتهم فإنهم ما كانوا يستطيعون البقاء في المنطقة، مشدداً على أن ما جرى قد “ضُخم إعلامياً” وأن أيادي خارجية – في إشارة إلى الحكومة السورية وإيران – كانت وراء ما حدث، ومحاولة بث الفتن والصراعات الطائفية.

كما أكد عبدي أنهم سيعملون على إعلان عفو عام عن كل من حمل السلاح في ريف دير الزور، وذلك بناءً على طلب من شيوخ ووجهاء العشائر في ريف دير الزور والرقة، الذين تم تكليفهم أيضاً للتواصل مع “الشيخ إبراهيم الهفل” الذي بات مطلوباً لقسد.

“العملية الأمنية كانت بناءاً على طلب العشائر”

وحول إطلاق العملية الأمنية قال عبدي، أنها جاءت بناءاً على طلب من وجهاء وشيوخ العشائر، كون منطقة دير الزور كانت تعاني من حالة فلتان أمني ونشاط متزايد لتنظيم داعش وخلاياه النائمة والعناصر الإجرامية وتجارة المخدرات، وكشف عن مخطط كان يستهدف المنطقة يشارك فيه “أبو خولة” بالتعاون مع إيران والحكومة السورية، والهدف منها السيطرة على ريف دير الزور وإخراج قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، لافتاً إلى أن ذلك فشل كونهم تلقوا معلومات استخباراتية تفيد بقرب تطبيق هذا المخطط.

وأضاف عبدي أن الكرد والعرب والسريان والأرمن وغيرهم من شعوب المنطقة، قاتلوا تنظيم داعش وانتصروا عليه، نافياً أن يكون ما حدث له أي علاقة بصراعات طائفية قوموية، وكشف عن مؤتمر سيعقد قريباً بمشاركة قيادات قسد وشيوخ العشائر ووجهاء مناطق دير الزور لحل المشاكل الأمنية والخدمية.

“بعد انكشاف المخططات تم إطلاق الحملة الأمنية”

الناطق الرسمي لقوات الشمال الديمقراطي، محمود حبيب، وهو فصيل من محافظة إدلب، منضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، أشار إلى أنه مع انكشاف المخطط التي كانت الحكومة وإيران تدبرانها لدير الزور تقدمت قسد وقامت بتمشيط المنطقة وعودة الأهالي إليها، مؤكداً هروب المتمردين باتجاه مناطق سيطرة قوات الحكومة وإيران غرب الفرات، لافتاً إلى أن العمليات ستتواصل حتى تمشيط كامل المناطق في الريف الشرقي وصولاً للباغوز. وهي المنطقة التي كانت في السابق آخر معاقل تنظيم داعش وبعد سيطرة قسد عليها تم إعلان الانتصار العسكري.

“تركيا استغلت أحداث دير الزور في محاولة توسيع رقعة سيطرتها”

وأضاف القيادي في “الشمال الديمقراطي”، في حديث له للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه بعد هروب المدعو “إبراهيم الهفل” فإن قبيلة العكيدات نصبت شيخاً جديداً وأن الأمور تعود لنصابها وسيكون هناك حوار لحل مشاكل المنطقة، وأضاف أن تركيا استغلت ما حدث وحاولت توسيع مناطق سيطرتها في الشمال. حيث تشهد مناطق منبج وعين عيسى وتل تمر اشتباكات ومحاولات تسلل من الفصائل تحت مسمى “العشائر” كما تشارك “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” بذلك، الذين تمركزوا في قرى مقابلة لسيطرة مجلس منبج العسكري.

“أبو خولة ارتكب الجرائم”.. و”هناك مساعي لضرب الأخوة العربية الكردية”

بدوره الكاتب والمخرج السوري دحام السطام، أشار إلى أن القيادي المعزول “أبو خولة” نكل وارتكب الانتهاكات بحق أبناء قبيلته والمنطقة، وكانت له تواصل مع دمشق وطهران، محملاً القيادة العامة لقسد مسؤولية ذلك أيضاً كونها كانت تتجاهل ما كان يفعله، واعتبر أنّ عدم وجود تنمية بالمنطقة وغياب وجود شراكة وتشاركية حقيقية أفقدها وجعلها ساحة وأرضية للصراع.

وندد بما جرى الترويج له من “حرب كردية عربية” وأن هذه الألفاظ لا أساس لها من الصحة، وأضاف أن القتال كان ضد من خرج عن القانون، فيما الإعلام تسبب في مفاقمة ما حدث، وأشار إلى أن كل المحاولات التي كانت تسعى لضرب المكونات ببعضها بعضاً في الشمال الشرقي باءت بالفشل كما باءت هذه المحاولة بالفشل.

 

إعداد: ربى نجار