أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعتقد الكثير من المحللين السياسيين والمتابعين أن الرئيس التركي نجح في الحصول على أذن روسي إيراني لشن عمليات عسكرية محدودة في شمال سوريا، لكن دون أي ضوء أخضر لشن اجتياح على شكل العملية العسكرية في عفرين 2018، و رأس العين و تل أبيض في 2019.
استهدافات برية وقصف بطائرات مسيرة
هذه العمليات العسكرية المحدودة في شمال سوريا، تتلخص بحسب آراء السياسيين والمتابعين، بشن غارات جوية عبر الطائرات المسيرة في مناطق نفوذ القوات الروسية والإيرانية في “غرب الفرات” وأخرى تقع “شرق الفرات” أيضاً، بينما في مناطق نفوذ القوات الأمريكية، فواشنطن أصلاً لا تعترض على العمليات العسكرية التركية المحدودة هناك، حيث شهدت بعض المناطق استهدافات متعددة عبر طائرات مسيرة منها تلك التي طالت سيارة كان فيها 3 مقاتلات من وحدات حماية المرأة YPJ، وأدت لمقتلهن في ريف مدينة القامشلي.
في المقابل هناك ترجيحات بأن تركيا وافقت بدورها على عمليات عسكرية محدودة أيضاً لروسيا وإيران والحكومة السورية في منطقة “خفض التصعيد”، حيث ومنذ انتهاء قمة طهران بين دول “آستانا”، تشهد جبهات القتال في “خفض التصعيد” قصفاً متبادلاً وعنيفاً مع اشتباكات يستخدم فيها كافة صنوف الأسلحة بين قوات الحكومة والمعارضة، إضافة للقصف الروسي غير المسبوق على ريف إدلب الغربي، وارتكابه “لمجزرة” في ريف جسر الشغور راح ضحيتها مدنيين بينهم أطفال وعدد آخر من الجرحى.
ليس “خفض التصعيد” فقط .. بل “نبع السلام أيضاً”
كما أنه من المحتمل أن تكون تركيا وافقت للروس على شن غارات جوية وعمليات استهداف انتقائية في مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في “الجيش الوطني”، ويمكن اعتبار ما حصل مساء السبت في ريف منطقة تل تمر، إحدى دلائل هذه الآراء، حيث قصفت سمع دوي انفجارات عدة في قرى تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني” في ريف تل تمر غرب محافظة الحسكة.
وحول ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء السبت، أن انفجارات عدة دوت في قرية المحمودية بريف بلدة تل تمر شمال غربي الحسكة، تزامنا مع تحليق طائرة حربية يرجح أنها روسية في أجواء المنطقة.
ونقل المرصد عن “مصادر محلية” بأن طائرة حربية روسية استهدفت مواقع للفصائل الموالية لتركيا، وشوهدت وميض القصف في المحمودية وخربة جمو والداؤودية وريف العالية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
موقف إيران كان أكثر حزماً من الموقف الروسي
ولا بد من الإشارة إلى أن تركيا لم تأخذ ضوءاً أخضر لعمليتها العسكرية التي وصفتها “بالأوسع في سوريا”، من روسيا وإيران، خلال قمة طهران الماضية، حيث كان الرئيس التركي يمني النفس في الحصول على هذه الموافقة للمضي قدماً بإنشاء ما يسمونها “بمنطقة آمنة” لإعادة مليون إلى مليون ونصف لاجئ سوري يقيمون على الأراضي التركية لتلك المناطق.
وكان الموقف الإيراني حازماً أكثر من الموقف الروسي، الذي تربطه بأنقرة مصالح عدة، حيث استقبل المرشد الأعلى علي خامنئي أردوغان وذكّره بأنّ توجيه ضربة عسكرية لسوريا من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة، وأنها ستفيد الإرهابيين، وأن أي هجوم عسكري سيضر بسوريا وتركيا أيضاً. خلاصة كلام خامنئي – بحسب محللين سياسيين – أن أمن تركيا مرتبط بالأمن الإيراني وأن أي هجوم تركي على سوريا سيجعل الأمن التركي يهتز.
على الأرض لاتزال الأرتال العسكرية لكل الأطراف المتصارعة تصل إلى مناطق وخطوط التماس، حيث استقدمت القوات التركية الرتل الـ12 لها خلال شهر تموز/يوليو إلى خطوط التماس مع التشكيلات العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية، والأمر ذاته للقوات الروسية والحكومية السورية وايران، التي أرسلت خلال الشهر الجاري أسلحة نوعية وثقيلة إلى خطوط التماس، في مشهد قد يفرض بقاء خطوط النار على حالها لفترات أطول، ويصعد من عمليات الاستهداف المتبادلة أيضاً.
إعداد: ربى نجار