دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في ظل موقف روسي رافض.. هل ستنجح التحركات الدولية في إيصال المساعدات لملايين السوريين ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع تزايد معاناة الملايين من السوريين جراء استمرار إغلاق المعابر الحدودية مع البلاد وشح وصول المساعدات الإنسانية، بدأت تحركات دولية لتمديد الآلية المعمول بها لإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين و فتح معابر أخرى، بعد أكثر من سنة ونصف من اقتصار وصول المساعدات الدولية عبر معبر واحد.

وخلال جلسة لمجلس الأمن قبل سنة ونصف، نجحت روسيا والصين في فرض سياستها على دول الأعضاء بالمجلس، باقتصار وصول المساعدات الإنسانية إلى السوريين عبر معبر “باب الهوى” بريف إدلب، من أصل 4 معابر، تم إغلاق 3 منهم، بضغوطات وتهديدات من قبل موسكو وبكين بإيقاف إمداد السوريين بالمساعدات الدولية.

الأمم المتحدة تحذر من “كارثة إنسانية” في سوريا

“كارثة إنسانية تهدد حياة ملايين السوريين” بهذه العبارة حذرت الأمم المتحدة، بعدم النجاح بتمديد الآلية المعمول بها لاستمرار إيصال المساعدات الدولية المقدمة للشعب السوري، في ظل بات أكثر من 85 بالمئة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة استمرار الصراع على السلطة وعدم وجود أي بوادر لحلول سياسية.

وحذر كبار المسؤولين في الأمم المتحدة، من “كارثة إنسانية كبيرة” سيتعرض لها السوريون في شمال غرب البلاد، إذا لم تنجح المؤسسة الأممية في تمديد عمليات الإغاثة الإنسانية عبر الحدود الشهر القادم.

ونقلت وكالة “رويترز” للأنباء عن نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية المعني بالملف السوري مارك كتس، قوله “ستقع كارثة إذا لم يتم تمديد العمل بقرار مجلس الأمن.. الناس سيعانون”، وأشار إلى أن المؤسسة الأممية تتوقع أن ” يجعل المجلس احتياجات المدنيين في المقدمة.. في شمال غرب سوريا البعض من أشد الناس حاجة على مستوى العالم”.

معبر واحد.. لن يقي السوريين من المجاعة

وتقتصر الجهود الدولية على إيصال المساعدات الأممية إلى سوريا من خلال معبر “باب الهوى” بريف إدلب، التي تسيطر عليه القوات التركية وفصائل المعارضة. هذا الأمر يقف عائقاً في وصول المساعدات الإنسانية إلى بقية السوريين المحتاجين خاصة في منطقة الإدارة الذاتية، التي لم تحصل على أي مساعدات إنسانية منذ إغلاق المعابر، على الرغم من أنها تستضيف مئات الآلاف من النازحين واللاجئين الفارين من هول الحروب سواءً السوريين أو العراقيين.

القسم الأكبر من المساعدات تسرق.. من المسؤول ؟

كذلك كشفت تقارير إعلامية، عن عمليات سرقة كبيرة لتلك المساعدات التي تصل إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى”، حيث يعمل بعض التجار الذين يتعاملون مع قيادات في فصائل المعارضة، على سرقة أقسام كبيرة من تلك المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مضاعفة.

وأشارت تلك التقارير إلى أن القسم الأكبر من تلك المساعدات لا تصل إلى مستحقيها، وبالتالي استمرار معاناة السوريين المحتاجين والذين يقدر عددهم بأكثر من 13 مليون إنسان.

واشنطن تقدم 240 مليون دولار كدعم للسوريين

الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، بدأت بخطوات لعلها تنجح في فتح المزيد من المنافذ الحدودية مع سوريا، لإيصال المساعدات إلى أكبر قدر ممكن من السوريين المحتاجين.

وخلال زيارة لها إلى شمال غرب سوريا وتحديداً معبر “باب الهوى”، قالت سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، “هذا هو شريان حياتهم” في إشارة إلى المعبر، وأضافت “على مدى عام ونصف استطاع بعض أعضاء مجلس الأمن بشكل مخجل إغلاق معبرين آخرين إلى سوريا”. وذلك في إشارة واضحة إلى روسيا والصين.

وتابعت قائلة “باب الهوى هو بالفعل كل ما تبقى.. إذا تم إغلاقه ستكون هذه قسوة لا مبرر لها”.

وأعلنت المسؤولة الأمريكية عن مساعدات إضافية للسوريين بقيمة 240 مليون دولار، سواءً للشعب أو الدول المستضيفة لهم، وقالت توماس جرينفيلد، إنها ترغب أيضا في العمل مع روسيا على “إيجاد سبل لتوصيل المساعدات عبر خطوط التماس مع المناطق الخاضعة للحكومة السورية”.

وقالت أن هناك أكثر من 13 مليون سوري بأمس الحاجة لهذه المساعدات، ويجب أن يحصلوا عليها، مشيرة إلى أن تعداد السوريين المحتاجين اليوم يضاهي عدد سكان نيويورك وواشنطن ولوس أنجلوس مجتمعين.

واستنكرت المسؤولة الأمريكية إغلاق المعابر الدولية في سوريا، وصفت ما حدث سابقاً في مجلس الأمن من إغلاق المعابر “بالأمر المخجل”.

وتشدد أوساط متابعة، أن بقاء إيصال المساعدات الإنسانية للسوريين من خلال معبر واحد، لن ينهي الأزمة المعيشية في البلاد، كون هناك الملايين من المحتاجين في مناطق سيطرة الحكومة والإدارة الذاتية بحاجة ماسة لهذه المساعدات التي يجب أن تصل إليهم في القريب العاجل، وعدم تسييس الأطراف الدولية للملف الإنساني في سوريا.

إعداد: علي إبراهيم