دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

في ظل مخاوف من انتشار وباء كورونا.. القوات التركية تستمر بقطع المياه عن الحسكة، وتحذيرات من “كارثة إنسانية”

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – سلطت تقارير إعلامية ومنظمات دولية الضوء على قطع القوات التركية والفصائل الموالية لها، المياه عن مدينة الحسكة وماحولها، وذلك رغم الحاجة الماسة للمياه في تلك المناطق في إطار التدابير الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا.

وحذرت منظمات إنسانية من بينها “هيومن رايس ووتش” من “كارثة إنسانية” جراء قطع القوات التركية والفصائل الموالية لها للمياه عن مايقارب المليون نسمة في الحسكة، بعد وقف ضخ المياه من محطة “علوك” بريف مدينة رأس العين شمال المحافظة.

كارثة إنسانية تلوح في الأفق

ونبه خبراء في مجال مواجهة الأوبئة من أن قطع المياه عن محافظة ذات التعداد السكاني الكبير، ينذر بوقوع كارثة إنسانية، خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية، مشيرين إلى عدم وجوب ذلك في الوقت الذي يطبق فيه حظر التجوال في تلك المناطق، وملازمة الناس بيوتهم منذ أكثر من 9 أيام، في إطار الإجراءات المتخذة من قبل الإدارة الذاتية لمواجهة تفشي الوباء.

مطالبات للسلطات التركية بفتح المياه

بدورها طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، للمرة الثالثة، تركيا باستئناف تشغيل محطة مياه “علوك” بريف الحسكة، لضمان إمداد المياه لمناطق الإدارة الذاتية، وقالت المنظمة في تقرير لها، أن تقاعس أنقرة في إمداد مياه كافية للمناطق المكتظة بالسكان يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها من انتشار فيروس كورونا.

وسبق أن أصدرت منظمات دولية العديد من البيانات التي طالبت فيها تركيا بعدم استخدام المياه كسلاح للحصول على مكاسب سياسية وعسكرية، خاصة وأن المناطق التي تعتمد على مياه “محطة علوك” فيها تعداد سكاني كبير، ومخيمات تضم لاجئين وعائلات تنظيم داعش.

نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايس ووتش”، ندد بالإجراءات التركية بقطع المياه عن الحسكة، وقال “في خضم وباء عالمي يثقل كاهل أنظمة حكم وبنى تحتية متطورة، تقوم السلطات التركية بقطع المياه عن المناطق الأكثر ضعفاً في سوريا”.

مطالباً تركيا بإعادة ضخ المياه للمدينة وما حولها. لعدم وقوع كارثة إنسانية لن يستطيع المجتمع الدولي تحملها، خاصة إذا تفشى فيروس كورونا فيها.

الإدارة الذاتية تواجه صعوبة في تأمين المياه

وتواجه الإدارات المحلية في الحسكة صعوبة بالغة في تأمين مياه الشرب الكافية للمواطنين، وأعلنت الإدارة الذاتية سابقاً انها تعمل على تأمين مصدر مياه آخر للحسكة. وذلك لوقف الاعتماد على محطة علوك.

ولكن تأمين أي محطة ضخ أخرى قد يحتاج إلى سنوات عديدة خصوصاً في ظل إغلاق معبر اليعربية مع العراق بقرار من مجلس الأمن، والذي كانت تعتمد عليه الإدارة الذاتية بوصول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية إلى مناطقها.

فضلاً عن أن النقص الكبير في المياه الصالحة للشرب في البنى التحتية لمدينة الحسكة وأريافها، وإيجاد آبار للمياه النقية والصالحة للاستخدام البشري صعب جداً، بعد أن شهدت المحافظة سنوات من الجفاف قبل عام 2011.

محطة علوك المصدر الأساسي للمياه في الحسكة

وبنت الحكومة السورية قبل عام 2011 محطة ضخ المياه في قرية علوك بريف رأس العين، بعد أن كانت المياه التي تضخ لمحافظة الحسكة من سد تشرين جنوب المدينة غير مؤمنة بالكامل، ويغذي المحطة أكثر من 20 بئراً للمياه النقية جرى حفرها خلال مشروع استغرق مايقارب الـ3 سنوات، حتى تم إمداد المدينة والبلدات والنواحي التابعة لها بالمياه الصالحة للشرب.

ويرى سياسيون محليون، “أن الأمر لا يتعلق فقط برغبة تركيا بالحصول على مكاسب سياسية وعسكرية من قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، بل المسألة تتجاوز ذلك إلى محاولة تعطيش السكان هناك وجعل المنطقة غير قابلة للحياة”.

إعداد: علي إبراهيم