أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد أشهر من غيابها عن الساحة الإعلامية والدولية، عاد الشمال السوري (مناطق الإدارة الذاتية) للواجهة من جديد، وذلك من خلال تهديد تركي بشن عملية عسكرية كرد على “تفجير اسطنبول” الذي وقع في ساحة التقسيم يوم الأحد الماضي، والتي سرعان ما اتهمت أنقرة قسد والإدارة الذاتية به، الطرفان اللذان نفيا ذلك، وأكدا أن اتهامات تركيا باطلة وعبارة عن “فيلم درامي فاشل”.
بيان “القنصلية الأمريكية” هل هو “ضوء أخضر” ؟
ولعل ما زاد من تكهنات أن تشهد هذه المناطق التي سبق وأن شهدت عمليات عسكرية تركية في 2018 و 2019، عملية عسكرية جديدة البيان الذي صدر عن “القنصلية الأمريكية في أربيل” عاصمة إقليم كردستان العراق، والذي دعت فيه القنصلية الرعايا الأمريكيين إلى عدم السفر إلى شمالي سوريا والعراق، كون هناك تقارير واسعة ومفتوحة تشير إلى عمل عسكري تركي وشيك.
بيان القنصلية الأمريكية، الذي قيل بعد نشره بساعات إن وزارة الخارجية الأمريكية تنصل منه واعتبرته “تهويل مبالغ فيه” اعتبرته أوساط سياسية ومتابعة بمثابة “ضوء أخضر أمريكي” لتركيا بشن عمليات عسكرية في سوريا، خاصة وأن تقارير إعلامية أكدت أن الرئيس التركي حمل معه ملف تفجير اسطنبول واتهام قسد إلى قمة اندونيسيا وناقش ذلك مع قادة العالم إضافة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن.
“ضربات جوية دون تدخل بري”
بيان القنصلية الأمريكية اعتبرته آراء أخرى بأنه قد يكون على تنفيذ عمليات عبر الطائرات المسيرة أو الحربية في شمال سوريا دون التدخل براً، كون ذلك سيخدم تنظيم داعش الإرهابي والمنظمات المتطرفة الأخرى في سوريا التي عادت لنشاطها بشكل كبير خلال العام الجاري، فيما أكد آخرون أن واشنطن وحتى روسيا لاتزالان على موقفها من عدم السماح لأنقرة بشن عمل عسكري، والتصريحات التركية محاولة جس نبض ولعبة سياسية قبيل اجتماعات آستانا لمحاولة فرض الحصول على مكاسب من موسكو وطهران في الاجتماع المرتقب.
الإدارة الذاتية تحذر من “حرب طويلة الأمد”
بدورها حذرت الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا من “حرب طويلة الأمد” ولا “يحمد عقباها” في حال تنفيذ تركيا لتهديداتها وشنت عمليات عسكرية جديدة في مناطقها، مؤكدة في حقها بالدفاع والمقاومة في وجه أي هجوم، ودعت المجتمع الدولي وخاصة ضامني وقف إطلاق النار في المنطقة روسيا والولايات المتحدة لإبداء موقفها من التهديدات التركية.
وقالت الإدارة الذاتية إن تركيا تخلق الذرائع والحجج وحبك المؤامرات ورسم سيناريوهات بعيدة عن الواقع والحقيقة، لشن هجمات على مناطقها، ولفتت إلى أن هذه الحجج التركية “لم تعد تنطلي على أحد، كالتفجير الذي حصل في إسطنبول والذي راح ضحيته عدد من المواطنين الأتراك وتسويقهم الإعلامي المباشر بتوجيه أصابع الاتهام إلى مناطق الإدارة الذاتية، في الوقت الذي نفت فيه كل المؤسسات أية علاقة لها بهذه الجريمة واستنكارهم لها، إلا أن النظام التركي يصر على تلفيقاته وأكاذيبه التي باتت مكشوفة للجميع بأنها خطة مدبرة من قبله وأجهزته الاستخباراتية”.
قسد: ليس هناك ما يشير لتغييرات ميدانية
المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، آرام حنا، قال في تصريحات إعلامية، قال أنه ليس هناك ما يشير لتغييرات ميدانية على الأرض، كما تبدو كل المعطيات مشابهة لتلك التي أفشلت مساعي تركيا مسبقا، وأضاف أن هناك “تهويل إعلامي”، مؤكدا بأن قواتهم كانت ولا تزال وستبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة كل الأخطار المحدقة ضمنها الهجمات التركية التي اعتبرها “تدعم الإرهاب”، وشدد على دفاعهم عن الأراضي السورية وعن شعوبها.
واعتبر حنا أن التحالف الدولي لن يفسح المجال للسيطرة على المزيد من الأراضي السورية التي ستغدو مرتعاً للإرهاب والتنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها كما يجري في مدن مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض. حسب قوله، وذكر أنه من المهم أن يتم النظر بواقع المناطق المذكورة والأخذ بعين الاعتبار تصدر “جبهة النصرة” للمشهد الميداني فيها مما يحتم عليهم التحرك فوراً والقضاء على الخطر المتجدد فوراً.
التطورات الأخيرة تسبق الجولة الجديدة “لآستانا”
وسبق أن أكدت قسد أن “خطط تركيا بنشر جبهة النصرة وتنظيمات القاعدة في شمال سوريا” هدفه لاستخدامهم في أي هجوم جديد على المنطقة الشمالية الشرقية.
وتتزامن هذه التطورات العسكرية والسياسية مع قرب انعقاد جولة جديدة من مسار “آستانا” بين روسيا وتركيا وإيران بشان الملف السوري، ومن المعتاد أن تصعد الأطراف المتدخلة بالأزمة السورية الأوضاع قبيل أي اجتماع لهم.
إعداد: علي إبراهيم