دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“فرصة أخيرة ودعوى لتسويات جديدة”.. معلومات عن اجتماع بين رئيس المخابرات السورية بالمعارضة الموالية لتركيا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ذكر خلال الأيام الماضية التي تلت عودة سوريا إلى مقعدها إلى جامعة الدول العربية إن هذه العودة “مشروطة”، وأن العرب وضعوا “شروطاً على الرئيس الأسد” لتقوم الدول العربية بالتطبيع الكامل، خاصة بعد حديث وزير الخارجية المصري قبل أيام بأن عودة دمشق للجامعة العربية لا يعني بالضرورة “التطبيع الكامل”.

وبحسب ما يقال فإن دمشق في وضع أما الاختيار بين تلبية شروط العرب للمصالحة والتطبيع الكامل، أو استمرار العلاقات على ما هي عليه اليوم أو ربما تصل إلى مرحلة الانقطاع مرة أخرى كما حصل بداية 2011.

لهذا يفضل العرب عودة سوريا

وتشدد أوساط سياسية على أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية أفضل للعرب من تعليق عضويتها، حيث بات لهم أن يضغطوا على دمشق كي تقوم بحل العديد من المعضلات منها “تجارة المخدرات العابرة للحدود” و “تطبيق القرار الأممي 2254 بشان التسوية السياسية السورية”، إضافة “لعدم انزلاق دمشق بشكل أكبر نحو الحضن الإيراني ما يعزز وجود طهران في بقعة مهمة من الوطن العربي”، ناهيك عن تحول سوريا لمركز تتواجد فيها عشرات الآلاف من العناصر الإرهابية والمتطرفة ومن جنسيات مختلفة باتت تهدد الأمن القومي العربي.

موقع فرنسي: لوقا اجتمع مع المعارضة السورية الموالية لتركيا

وفي هذا السياق وفي تقرير لموقع “إنتيليجينس أون لاين” الفرنسي، كشف عن “مباحثات بين رئيس المخابرات السورية والمعارضة الموالية لتركيا” جرت في حلب، وسط الحديث عن “شروط للمصالحة”.

وبحسب ما ذكر الموقع الفرنسي، فإن حسام لوقا رئيس المخابرات العامة السورية الذي رافق وزير الدفاع محمود عباس إلى موسكو للمشاركة في الاجتماع الرباعي على مستوى وزراء دفاع البلدان (روسيا وإيران وتركيا وسوريا” في 25 نيسان الماضي، التقى بعد يومين بالمعارضة الموالية لتركيا لوضع “شروط المصالحة”.

وذكر الموقع الفرنسي أن المحادثات في روسيا تركزت على إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة، إضافة إلى عودة اللاجئين الذي كان مطلباً تركياً، و الانسحاب العسكري التام للقوات التركية وإعادة فتح الطريق M4 الاستراتيجي، والتي كانت من مطالب دمشق.

وتضع دمشق شروطاً على تركيا للصلح معها أيضاً “مكافحة الإرهاب ووقف الدعم عنه” إضافة إلى “عدم التدخل بالشؤون الداخلية للبلاد”، إضافة لما ذكر.

لوقا مكلف بقيادة “التسويات” الجديدة”

وقال الموقع الفرنسي أيضاً أن لقاءات بين المخابرات السورية برئاسة لوقا والتركية برئاسة هاكان فيدان جرت خلال الاجتماع الرباعي في روسيا، بالتزامن مع الاجتماع الذي عقد بين وزراء الدول الأربعة، وسط إبداء هذه الأطراف استعدادهم للجلوس مرة أخرى، لكن بشكل أكثر تكتماً وسرعة.

وأشار الموقع أن رئيس المخابرات السورية العامة حسام لوقا كُلِّف بالفعل بقيادة مفاوضات ما تعرف بعمليات “المصالحة” المحلية في عام 2021، وهي المحادثات التي أدت بشكل أساسي إلى استسلام العديد من المعارضين بضغوط من تركيا، والآن، هو أيضاً مسؤول عن إعادة تفعيل مسار المصالحات.

“شروط المصالحة”.. هزيمة جديدة في ظل تهديدات بانسحاب تركي

وذكر الموقع أنه بعد عودة لوقا إلى دمشق في الـ25 من نيسان/أبريل الماضي، كان لوقا في حلب للقاء المعارضين المدعومين من جهاز المخابرات التركي، حيث قدم لهم شروطاً للمصالحة لا تختلف كثيرا عن الشروط التي سبق وقبلها هؤلاء حينما كانوا يسيطرون على غالب الأراضي السورية. في إشارة إلى عمليات “المصالحة والتسويات” التي جرت خلال الأعوام الستة الماضية.

وخلال تلك التسويات والمصالحات التي جرت في الجنوب والغوطة وحمص وغيرها، اضطرت فصائل المعارضة لتسليم مناطقهم والهجرة منها؛ لكل من رفض الخضوع لهذه التسويات وتسليم سلاحه، وجرى نقلهم إلى الشمال السوري، وفق صفقات استلام وتسليم بين روسيا وتركيا وإيران في إطار مسار “آستانا”.

وبحسب ما أكده الموقع الفرنسي، فإن رئيس المخابرات السورية أكد للجهات المعارضة بأن هناك “انسحاباً محتملاً” للقوات التركية من سوريا، وقال “تركيا التي كانت تساعدكم ستغادر الأراضي السورية.. يجب عليكم معرفة ذلك وسنمنحكم فرصة لإجراء تسوية”.

“تقليص الوجود الإيراني ومكافحة المخدرات”.. لوقا نقل مطالب الرياض لدمشق

وأشار الموقع إلى أن لوقا سافر إلى السعودية في كانون الثاني/يناير و آذار/مارس الماضي إلى السعودية، حيص استغلت الرياض هذه الزيارة لتمرير طلب “تقليص النفوذ والوجود الإيراني في سوريا” إضافة إلى “مكافحة الإرهاب” وإيصالها للسلطة في دمشق، دون ذكر تفاصيل أخرى.

ولطالما عبرت أوساط سياسية معارضة عن خشيتها من سرعة عودة العلاقات بين دمشق والدول العربية، خصوصاً بعد استعادة دمشق لمقعدها بالجامعة، وسط مطالب بضرورة تطبيق القرار 2254 في سوريا كحل للأزمة، فيما اعتبرت أوساط أخرى أن عودة العلاقات العربية مع الأسد هي “قتل للثورة” و “خيانة”، في ظل خشية من عودة سيناريو المصالحات والتسويات مرة أخرى في الشمال السوري.

 

إعداد: ربى نجار