أوغاريت بوست (مركز الأخبار)- استبعد السياسي غياث نعيسة أن تفتح معركة إدلب باب الحل السياسي في سوريا، ورأي أن تركيا تسعى إلى نفوذ طويل الأمد في سوريا من خلال إدلب، الأمر الذي لا يروق لروسيا.
مع تصاعد دخان الحرب في سماء مناطق “خفض التصعيد” يزداد المشهد السوري الميداني والسياسي قتامة وضبابية، نظراً لتداخل العديد من المسارات السياسية والعسكرية أبرزها مسار المحور الضامن (روسيا وتركيا إيران) الذي لا يقل ضبابية عن المشهد.
وتعقيباً على الموضوع طرحت أوغاريت بوست جملة تساؤلات على الدكتور غياث نعيسة، المنسق العام لتيار اليسار الثوري السوري. في مسعى إلى تبديد جزء من دخان الحرب المخيم على المشهد السياسي.
واضح من معارك إدلب وريف حماة، أن هنالك تفارق محتد في سوريا بين مصالح كل من روسيا وتركيا، حيث أن تركيا لم تحترم التزاماتها فيما يخص ما يسمى بالمناطق العازلة، واستمرت في تأكيد نفوذها وحضورها في إدلب وريفها وريف حماة، ما شكل مبرراً للنظام وروسيا لشن حملتهما العسكرية الجارية، بقصد إضعاف الفصائل المسلحة التابعة لتركيا وقضم مزيد من الأراضي.
تركيا تريد أن يكون لها وجود ونفوذ طويل الأمد في سوريا. وروسيا لا يناسبها ذلك لا من طرف تركيا أو حتى إيران، لأنها تعتبر سوريا ساحتها الأساسية لنفوذها في شرق المتوسط. ورغم هذا التنافس الحاد بينهما لكني اعتقد بأن لا مصلحة لكل من تركيا وروسيا للوصول إلى نزاع مفتوح بينهما، بل من مصلحتهما تنظيم هكذا تنافس. فالمصالح المشتركة العسكرية والاقتصادية والجيوسياسية بينهما كبيرة.
من جهة أخرى، أعتقد أن كلاً من الولايات المتحدة وروسيا، الدولتين الأعظم في العالم، تعملان على تقليم أظافر “الدول الإقليمية” مثل إيران وتركيا (باستثناء إسرائيل) وتقليص تخوم سياساتها المستقلة والتوسعية. وهذه واحدة من نقاط التفاهم الأمريكي-الروسي.
لا أعتقد أن معركة إدلب ستفتح باب الحل السياسي في سوريا، لأن الدول المتدخلة في بلادنا لم تتوصل بعد إلى تفاهمات فيما بينها حول شكل وآلية هذا الحل، وهي تعمل كل من جهتها، على تحسين أوراق نفوذها في بلادنا على حساب دماء السوريين.
فلا يهم أي منها مصالح الشعب السوري، ولا حريته ولا مستقبله. بل تعنيها مصالحها ونفوذها في بلادنا، فحسب. إلى أن يستعيد السوريون، ولا سيما قواهم الديمقراطية، زمام المبادرة في تقرير مصير شعبنا ورسم مستقبله، فإن الضواري الدولية والإقليمية ستفعل ذلك على حساب مصالح شعبنا. مما سيزيد من الكارثة ومعاناة الشعب السوري.
بالنسبة للدول الكبرى والإقليمية، فإن إدلب ليست سوى ساحة للي الاذرع فيما بينها، كل منها يريد نفوذاً أكبر، وطبعاً يرغبون بمنع هجرات واسعة إلى أوربا. وكل منها يحاول استنزاف الطرف الآخر، أيضاً.
بالنسبة لي القوى المسلحة المقاتلة كلها، ليس سوى قوى الثورة المضادة، وهي حرب الموت فيها مجاني، ولا تخدم مصالح الشعب السوري. المهمة الأساسية الأولى للديمقراطيين هي وقف الحرب في عموم سوريا، ومن ثم عودة اللاجئين والنازحين وإطلاق المعتقلين والمخطوفين، وفتح سياق لتغيير سياسي ديمقراطي جذري في بلادنا، على أنقاض الدكتاتورية، وإخراج المحتلين والميليشيات الطائفية بكل أنواعها . الكارثة الكبرى التي يعانيها بلدنا وشعبنا تتطلب حشد طاقات كل السوريين الديمقراطيين في وجه الطغاة والمحتلين والظلاميين.
فادي حسن