أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كثير من المرات تحدثت المملكة الأردنية عن “مساعي لضرب أمنها القومي” عبر جماعات لمحت أنها مرتبطة “بإيران” وذلك عبر تهريب المخدرات وتجارتها العابرة للحدود، والمسلحين الذين يتسللون من الأراضي السورية وباتوا يهربون حتى الأسلحة والمتفجرات، وهو ما لم تعد المملكة تتقبله على الإطلاق، خاصة بعد التأكد من أن دمشق لن تستطيع فعل أي شيء لإيقاف الفلتان والفوضى على الحدود.
“تطور لافت”.. اشتباكات وغارات جوية
وخلال الفترة الماضية حذر الأردن كثيراً من مخاطر تهريب المخدرات إلى أراضيه وجعلها مركز عبور لدول الخليج إضافة لتسلل جماعات مسلحة وبحوزتها أسلحة ومتفجرات، يتم تهريبها عبر طرق ووسائل متعددة منها عبر الطائرات المسيرة.
فيما شكلت الاشتباكات التي اندلعت بين الجيش الأردني ومجموعات مسلحة حاولت عبور المملكة من الأراضي السورية “نقطة تحول” في عمليات التهريب، حيث شهدت مناطق حدودية يوم الاثنين اشتباكات استمرت بأكثر من 10 ساعات، انتهت ليل الإثنين، بإعلان المملكة القبض على 9 مهربين وضبط 4 ملايين حبة “كبتاغون” وأسلحة وذخائر وصواريخ وتدمير سيارة محملة بالمتفجرات.
والمواجهات التي استمرت لأكثر من 10 ساعات انتهت ليلة الاثنين بإعلان الأردن إلقاء القبض على 9 مهربين وضبط 4 ملايين حبة “كبتاغون” وأسلحة وذخائر وصواريخ وتدمير سيارة محمّلة بالمتفجرات.
“ضحايا مدنيون بالغارات الأردنية”
تلا ذلك، قصف جوي للجيش الأردني عبر الطائرات الحربية، حيث أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بان 4 أشخاص قتلوا بينهم سيدة وطفلين، في غارات جوية نفذها الطيران الحربي الأردني مساء الاثنين، استهدفت مزرعة في بلدة ذيبين بريف السويداء الجنوبي، بالقرب من الحدود السورية الأردنية، ما أدى إلى تدمير المزرعة بشكل كامل ونفوق عدد كبير من المواشي.
كما قتل شخص آخر في الغارات الجوية الأردنية، استهدفت مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد
وشهدت المواقع والمزارع التي تعرضت للضربات الجوية حركة نزوح المدنيين بشكل مؤقت باتجاه القرى المجاورة الأكثر أمناً.
“بنك الأهداف من مهربين ألقي القبض عليهم”
وحصل الجيش الأردني على بنك أهداف لمواقع تواجد المزارع المستهدفة بعد قيامه أمس باعتقال مهربين أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الأردنية ومصادرة أسلحة كانت بحوزتهم.
وكان المرصد السوري أشار إلى أن الطيران الحربي الأردني نفذ سلسلة من الغارات الجوية استهدفت منطقة تنطلق منها عمليات تهريب تجار المخدرات المقربين من “حزب الله” اللبناني والأجهزة الأمنية السورية، حيث استهدفت مواقع في كل من “مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد، وقرب قرية الشعاب، ومزرعة في منطقة ذيبين قرب الحدود السورية الأردنية، وموقع قرب قرية المتاعية في ريف درعا”.
“مخطط لاستهداف الأمن الوطني الأردني”
بدوره كشف “مصدر عسكري أردني” عن “مخطط لاستهداف الأمن الوطني”، كما جاء في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية، حيث أن هذه التصريحات سبقت الغارات الجوية التي طالت المناطق السورية.
فيما أكدت وكالة “رويترز” أن المناطق المستهدفة تقع بالقرب من الحدود مع الأردن، ونقلت الوكالة عن “مخابرات إقليمية” أن الضربات استهدفت “مخابئ لمهربي المخدرات المدعومين من إيران”.
المصادر قالت للوكالة أيضا إن “القصف استهدف منازل كبار تجار المخدرات ومزارع أظهرت معلومات المخابرات أنها مخابئ آمنة للمهربين المدججين بالسلاح الذين استخدموا أيضا مسيرة لإسقاط شحناتهم”.
انتشار الجماعات الإيرانية جاء بعد “التسويات والمصالحات” بالجنوب
وسمحت الاتفاقات والتسويات التي عقدتها قوات الحكومة السورية في محافظتي السويداء ودرعا، من انتشار مجموعات مسلحة موالية لإيران وحزب الله اللبناني، وسبق أن أكدت المملكة أن تواجد مثل هذه القوات والمجموعات المسلحة بالقرب من أراضيها يشكل خطراً كبيراً على امنها القومي، ولمحت مرات عدة إلى امكانية أن تلجأ للعمليات العسكرية داخل الأراضي السورية لحماية أمنها القومي، وعدم تحول المناطق الشمالية الأردنية على الحدود مع سوريا إلى ساحة صراع إسرائيلي إيراني يؤثر على الأمن المحلي.
ودائما ما تحمّل عمّان مسؤولية عمليات التهريب للمجموعات المسلحة التي “تدعمها قوى إقليمية” في إشارة مبطنة إلى إيران، بينما قالتها مرات عدة صراحة بأن “حزب الله والفرقة الرابعة” المواليتان لإيران هما وراء عمليات التهريب التي تجري بغطاء من قبل الحكومة السورية.
الأردن: نحارب عصابات وقوى تحاول تهريب المخدرات والأسلحة
يشار إلى أن الجيش الأردني كان أعلن في بيان الاثنين، أن عشرات المتسللين من سوريا عبروا الحدود بمنصات للصواريخ.
وأكد أنه يشنّ حرباً ضد العصابات والقوى التي تحاول تهريب المخدرات والأسلحة إلى أراضيه، مشددا على أن قواته تواجه قوة تريد أن تستهدف أمن واستقرار المتجمع الأردني بمنطقة الحدود الشمالية.
وقاد الأردن عمليات التطبيع وعودة سوريا للجامعة العربية والمساعي الحثيثة للحلول السياسية، من بينها مقاربة “خطوة مقابل خطوة”، وزار مسؤولو المملكة مرات عدة البلاد لبحث مسألة تهريب المخدرات وضرورة عمل دمشق على ضبط دمشق للحدود ومنع تسلل المسلحين، إلا أن دمشق لم تقدم أي خطوات بشأن ذلك بل تزايدت عمليات التهريب، مما جعل الأردن يهدد بشن عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية لتحييد الخطر الذي يهدد أمن المملكة.
إعداد: علي إبراهيم