دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“عملية القامشلي”.. كيف وصلت القوات الأمريكية “للشمري” وماذا كان يفعل بمناطق سيطرة قوات الحكومة السورية ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم يكن القيادي البارز لتنظيم داعش الإرهابي الذي قتل في مناطق خاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية في شمال شرقي البلاد على يد القوات الأمريكية معروفاً على الساحة الإعلامية، حتى لسكان القرية التي كان يسكنها، حيث وصل قرية “ملوك سراي” جنوب القامشلي قبل أكثر من عامين شخص يدعى “راكان الشمري” الملقب “أبو حائل”، أتى مع أغنامه وانخرط بين الناس.

من هو “الشمري”.. وبداية قدومه لقرية “ملوك سراي”

وفي تقرير لموقع “الحرة” كشفت عن كيفية وصول القوات الأمريكية إلى “الشمري” واغتياله في مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية وروسيا، وهي أولى العمليات العسكرية للجيش الأمريكي بهذه المناطق منذ بداية الصراع في سوريا.

وأشار التقرير إلى أن “الشمري” وبقصد التخفي سكن بمزرعة بالقرب من القرية لمدة عام ونصف، بعدها انتقل إلى العيش بمنزل داخلها، وهو المنزل الذي قتل فيه ليلة الخميس بعملية إنزال جوي للتحالف الدولي.

ونقلت “الحرة” عن “مسؤول في القيادة المركزية”، إن “الشمري” كان مسؤولاً عن تسهيل عمليات تهريب الأسلحة، وأن العملية التي استهدفته “دقيقة واستخدمت فيها مروحيات”.

كما تقول مصادر أخرى أن شخصاً آخر اصيب مع “الشمري” يعتقد أنه مساعده، مع اعتقال شخصين آخرين من داعش، وأكدت المصادر المسؤولة أن القوات الأمريكية نفذت العملية بشكل منفرد دون مساندة من الحلفاء والشركاء.

مقتل قياديين آخرين للتنظيم بعد الشمري

وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان بعد ساعات أقل من 24 ساعة من مقتل “الشمري” أنها قتلت قياديين آخرين من التنظيم الإرهابي بضربة شمال سوريا، والقتلى هم كل من “أبو هشام الأموي” نائب والي سوريا، ومسؤول كبير آخر في التنظيم.

والقيادي “الشمري” هو من قرية التويمين على الحدود السورية-العراقية جنوب منطقة تل حميس، وهي المنطقة التي تقيم فيها قبيلة شمر، وسبق أن شهدت البلدة بعضاً من نشاط داعش في الأسبوعين الآخرين لكن القوات الأمنية تعاملت معها.

كيف وصلت القوات الأمريكية للشمري ؟

ونقلت “الحرة” عن أحد المصادر، أن الشمري وصل إلى منطقة في جنوب القامشلي ومطارها بمسافة لا تقل عن 20 كيلومتراً وهي خاضعة لسيطرة “الدفاع الوطني”، ويسكن في المنطقة التي جرت فيها عملية الإنزال “أبناء قبيلة الطي بكافة فروعها”، ويقول المصدر أنه كون المنطقة خصبة وهي مقصد لرعاة الأغنام جاء “الشمري” لهذه المنطقة وبحث عن الأغنام ليظهر نفسه أنه راعي غنم.

ورجحت المصادر أن عملية اغتيال الشمري جاءت بعد العملية الأمنية لقوى الأمن الداخلي في مخيم الهول، حيث تم الاضطلاع على رسائل بينه وبين أقرباء له كانوا في الخيم وتم القبض عليهم، وهو الخيط الذي أوصل الأمريكيين له.

اشتباك بين التحالف وقوات الحكومة خلال عملية الإنزال

وتشير المصادر إلى أنه خلال عملية اغتيال “الشمري” تم إطلاق عيارات نارية من قبل نقطة عسكرية لقوات الحكومة السورية على الطائرات الأمريكية، ما دفع بالتحالف بتوجيه نداء استسلام لكل من يتواجد بالنقطة، ولفتت إلى أن ضابط برتبة ملازم وعناصر آخرين اصيبوا خلال الرد على عملية الإنزال، وتؤكد المصادر أن “الشمري” كان على علاقة مع ضباط قوات الحكومة السورية جنوب القامشلي.

وأكدت المصادر أن سيارتين من نوع بيك آب نقلت جثة الشمري بعد مقتله لجهة غير معلومة، ولفتت المصادر إلى أنه خلال العملية تم اعتقال قيادي في جماعة مسلحة تدعى “أنصار الأمن العسكري” يدعى علي الحنوش وعنصرين آخرين مع من “الدفاع الوطني”.

أولى العمليات للتحالف ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية

وتأتي هذه العملية الجديدة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي في شمال وشرق سوريا، بعد عمليات التمشيط والتفتيش التي حصلت في مخيم الهول، حيث ألقي القبض حينها على أكثر من 200 إرهابي ومتورط مع التنظيم مع العثور على وثائق تدل على تعامل خلايا التنظيم مع جهات خارج المخيم، ومن بينها من هم ضمن مناطق سيطرة القوات التركية، إضافة إلى العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

يشار إلى أن هذه العملية هي رقم 13 للتحالف الدولي في شمال شرقي سوريا، منذ شهر آب/أغسطس الماضي، والتي تستهدف قيادات لتنظيم داعش الإرهابي، إضافة لعمليات أخرى طالت رأس التنظيم “أبو بكر البغدادي” وخليفته “أبو ابراهيم القرشي” ضمن مناطق سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، وغيرهم من قيادات من تنظيم “القاعدة” شمال البلاد.

وتقول الأمم المتحدة أن عدد مقاتلي “داعش” بين سوريا والعراق يصل إلى 10 آلاف، وأن هذا التنظيم الإرهابي لا يزال “يهدد السلم والأمن الدوليين، رغم هزيمته الإقليمية، والخسائر التي منيت بها قيادته”.

إعداد: علي إبراهيم

المصدر: الحرة + أوغاريت بوست