أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط الحديث عن اتفاق نووي جديد بين القوى العالمية الكبيرة وعلى رأسها أمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى، لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وما يقال أنه تقدم في والمفاوضات، نفذ الجيش الأمريكي بأوامر مباشرة من الرئيس جو بايدن، ضربات استهدفت منشآت بنية تحتية تستخدمها جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني.
“ضربات لحماية القوات الأمريكية”.. هل تتحول هذه العمليات لحرب بين الطرفين ؟
وعلقت “القيادة المركزية للجيش الأمريكي” إن مثل هذه الضربات تهدف لحماية القوات الأميركية من هجمات الجماعات المدعومة من طهران.
ويدور الحديث عن امكانية أن تتطور عمليات الاستهداف المتبادلة بين القوات الأمريكية و “الثوري الإيراني” والمسلحين التابعين له إلى حرب بين الطرفين على الأراضي السورية.
بينما استبعد آخرون أن تتطور عمليات الاستهداف المتبادلة بين الطرفين لحرب مفتوحة على الأراضي السورية، ولكنها ترسل رسائل واضحة من واشنطن لطهران أن استهداف مصالحها في شمال شرق سوريا.
ضربات موسعة على مواقع إيرانية بعد هجمات على قواعد للتحالف
وخلال الساعات الـ24 الماضية، تبادلت القوات الأمريكية و “الحرس الثوري” ومسلحين تابعين له بريف دير الزور، عمليات القصف على مواقع بعضهما البعض، وأعلن مسؤولان أميركيان، أن القوات الأميركية ردت على هجوم صاروخي شنته مجموعات مسلحة إيرانية في سوريا، ورجحا أن الهجوم أوقع خسائر بشرية في صفوف هؤلاء.
ولفتا إلى أن هدف الجيش الأميركي في الأساس كان ضرب 11 من 13 مخبأ في المجمع لكنه تراجع عن ذلك بعدما شوهدت مجموعات من الناس قربها، مضيفين أن التقييم الأولي يشير إلى أنه لم يقتل أحد في العملية من المدنيين.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق من يوم الأربعاء، بمقتل 6 أشخاص وإصابة آخرين في ضربات جوية أميركية استهدفت مستودعات ومعسكرا للفصائل الإيرانية بدير الزور، وذلك باستهداف طال منشآت بنية تحتية تستخدمها مجموعات مسلحة “للحرس الثوري”.
سبق هذه الضربات استهداف فصائل مسلحة إيرانية قاعدة للتحالف الدولي في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، ردا على تدمير مواقع لتلك الفصائل، وبحسب ما أفادت تقارير إعلامية فإن قذيفتين صاروخيتين سقطتا على القاعدة، وأن مصدر هذه القذائف مناطق خاضعة لسيطرة القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها شمال دير الزور.
قيادات إيرانية تخلي مواقعها بتدمر خوفاً من الاستهداف
وفي السياق، أخلت قيادات للمجموعات المسلحة التابعة “للحرس الثوري الإيراني” مواقعها العسكرية في مدينة تدمر بريف حمص، وذلك خوفاً من عمليات استهداف جديدة من قبل القوات الأمريكية والتحالف، ووفقاً للمرصد السوري فإن القيادات اتخذت من القصر العدلي وفيلا الكويتي مقابل القصر العدلي مواقع جديدة لها.
وجاءت عمليات الإخلاء للمجموعات المسلحة الموالية لإيران عقب اجتماع التحالف الدولي بقيادات من جيش مغاوير الثورة في منطقة التنف، حيث اجتمعت قيادات التحالف مع قيادات مغاوير الثورة و ممثلين ووجهاء من مخيم الركبان ضمن منطقة الـ55 كيلومتر قرب الحدود السورية مع العراق والأردن.
إيران تنفي تعرض مواقعها لاستهداف
بدورها علقت وزارة الدفاع الأمريكية على عمليات الاستهداف الأخيرة، وقالت أن واشنطن على علم بالتقارير عن تبادل إطلاق نار جديد في سوريا، بعد إعلان الجيش الأمريكي عن سلسلة ضربات جوية ضد منشآت تستخدمها الجماعات المتحالفة مع إيران في سوريا.
بدورها قالت وزارة الخارجية الإيرانية، أن تلك المواقع المستهدفة ليست تابعة لقوات إيرانية، ووصف المتحدث باسم الخارجية تلك الضربات بأنها “تنتهك السيادة السورية”.
يشار إلى أن المناطق الممتدة بين مدينتي البوكمال والميادين بريف دير الزور الشرقي، تخضع لسيطرة القوات الإيرانية ومجموعات مسلحة موالية لها سورية وغير سورية، ومنها “حزب الله اللبناني/العراقي” و لواء الفاطميون وآخرون من أفغانستان وباكستان، إضافة لمجندين سوريين، ووفق التقديرات الأمريكية يبلغ عدد هؤلاء المسلحين نحو 15 ألف مقاتل.
وللقوات الأمريكية حالياً 24 قاعدة وموقع عسكري بحسب تقارير إعلامية أمريكية، أكبرها قاعدة حقل العمر النفطي و كونيكو وقاعدة التنف وسط سوريا ضمن منطقة الـ55 كيلومتر على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي، وبحسب الراوية الأمريكية فإنها لها 900 جندي فقط على الأرض للتنسيق والقتال مع قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن التقديرات تقول أن للقوات الأمريكية أكثر من ألفين جندي في شمال سوريا.
إعداد: ربى نجار