أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – كشفت مواقع إخبارية ووسائل إعلام مختلفة، عن عقد قادة في فصائل تابعة للجيش الوطني اجتماعاً في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا يوم الأربعاء الماضي، حضره كلا من سيف أبو بكر قائد “فرقة الحمزة”، ومحمد الجاسم المعروف باسم “أبو عمشة” قائد فرقة “السلطان سليمان شاه”، إلى جانب حسام ياسين قائد “الفيلق الثالث”، وفهيم عيسى قائد “هيئة ثائرون للتحرير”، حيث يُتهم عدد من هؤلاء القادة المشاركين في الاجتماع بارتكاب عمليات اغتيال وجرائم قتل في مناطق شمال غرب سوريا.
حيث نقلت وسائل الإعلام عن مصادر عسكرية معارضة أن الاجتماع أكد على توحيد فصائل “الجيش الوطني” ضمن غرفة عمليات مشتركة، وإلغاء جميع حواجز المنطقة وتسليمها للشرطة العسكرية، مع تسليم كافة المعابر لفريق عمل اقتصادي متفق عليه.
وأكدت المصادر، ابتعاد فصائل “الجيش الوطني” عن التنسيق مع أي جهة خارجية إلا بالعودة للجانب التركي، كما اتفق المجتمعون على انسحاب “هيئة تحرير الشام / جبهة النصرة” بشكل كامل من مناطق عدة بريف حلب.
وخلال حوار خاص مع الكاتب والسياسي السوري المعارض، علي الأمين السويد، ، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول الهدف الحقيقي من اجتماع قادة فصائل المعارضة في غازي عنتاب جنوب تركيا، وهل خطة أنقرة دمج فصائل “الجيش الوطني” في كيان موحد ممكنة أم ستلاقي فشلاً كبيراً.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ علي الأمين السويد:
هل اجتماع غازي عنتاب الذي ضم قادة من فصائل المعارضة يهدف فعلاً لإعادة هيكلة “الجيش الوطني”، أم أن هناك خطط تركية أخرى؟
قبل أي حديث عن اجتماع قادة فصائل في غازي عنتاب يتوجب علينا أن نحدد التالي:
أولا ـ قامت تركيا بضم الشمال السوري بشكل غير معلن وهي تنتظر الوقت المناسب لإظهار ذلك باعتبار أن الوقت قد فات لإعادة العجلة إلى الوراء، تماما كما حدث عندما تم اقتطاع لواء إسكندرون. وتكون بهذه الخطوة قد نفذت المرحلة الثانية من مشروع تنفيذ الميثاق الملي التركي القاضي بضم الشمال السوري والعراقي لتركيا.
ثانيا – الفصائل المرتزقة ليست فصائل تابعة للمعارضة السورية، ولنكن أكثر دقة: ليس هنالك فصائل سورية مقاتلة تنتمي للثورة السورية في شمالي حلب ومنطقة إدلب وما حولها، وما يوجد هي فصائل مجرمة عميلة للاحتلال التركي.
وعلى هذا فاجتماع فصائل ما يسمى بالجيش الوطني التابع لتركيا انما هو “جهد” تركي لتغطية احتلالها برداء ظاهره سوري. وهو ليس بذي أهمية على الاطلاق لأنه يشبه اجتماعات استانا وسوتشي حيث لا يعلم السوريون أي شيء عن المؤتمر الذي يحضرونه، وينحصر دورهم في التوقيع على النسخ الروسية والتصفيق لأردوغان. فما تريده تركيا، تفعله بإصدار الأوامر وليس بالاتفاق أو التعاون مع أحد من السوريين.
ويعتبر هذا الاجتماع الخطوة الثانية لإعادة ترتيب المنطقة المحتلة بعد الخطاب الذي ألقاه عبد الرحمن مصطفى رئيس ما يسمى بالحكومة المؤقتة والذي وعد فيها بإعادة ترتيب أوضاع الشمال السوري على أسس جديدة.
كيف تنظر إلى مشاركة قادة في “الجيش الوطني” متورطين بجرائم قتل وانتهاكات واسعة كأبو عمشة وقائد فرقة الحمزة في اجتماع “غازي عنتاب”؟
الجميع يعلم بأن النظام التركي هو الراعي الأول للإرهاب والإرهابيين. وهو من سهل دخول إرهابيي الدواعش والقاعدة والتركستان والأوزبك وحراس الدين والأخوان المسلمين إلى سوريا. وبعد القضاء على كانتون داعش تم قتل البغدادي وخلفاءه في المناطق التي تحتلها تركيا وتدعي أنها مناطق آمنة. والنظام التركي جلب قطاع الطرق وتجار المواشي والأحذية وجعل منهم قادة عسكريين يتحكمون في مصائر الناس فقتلوا، واغتصبوا، وسجنوا، وعذبوا دون رادع، بل وبتشجيع من تركيا وحماية منها.
لذلك من الطبيعي أن تقوم تركيا بدعوة هؤلاء المرتزقة للاجتماع معها والتعاون معهم فالطرفين من طينة واحدة.
هناك أخبار تتحدث عن تهديدات تركية للفصائل المشاركة في الاجتماع، بإدخال “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة” كبديل لهم، ما رأيك بذلك؟
من الطبيعي جداً أن تقوم تركيا بتهديد الفصائل المرتزقة بعضها ببعض بغية تنفيذ مآربها.
والحقيقة أن تركيا لم تكتف بالتهديد وإنما أدخلت “هتش” إلى المناطق التي تحت سيطرة المرتزقة، ثم أخرجتها شكلاً وأبقت على جهازها الأمني نشطاً في عفرين حيث يقوم باختطاف من تغضب عليه تركيا أو يقتل من لا ترغب تركيا في حياته.
هل المخطط التركي بإعادة دمج الفصائل في قيادة واحدة سيلاقي فشلاً كبيراً نتيجة حالة الانقسام والتناحر داخل “الجيش الوطني” وظهور ما يسمى أمراء الحرب؟
ليس من المؤكد بأن هذه الفصائل التي اعتاد قادتها وعناصرها على السرقة والتعفيش والعبث بحياة المواطنين ستنصهر في بوتقة تنظيم عسكري جديد. ومن المؤكد بأنها ستقتل كلما تعرضت مصالحها بالمتمثلة بالسرقة وابتزاز المواطنين للخطر. فهذه الفصائل مزيج غير متجانس لا يمكن جعله متجانساً مهما كلف الأمر. فالتخلف و عبادة المال والتسلط هو دين هؤلاء المرتزقة.
حاوره: يعقوب سليمان