دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

على وقع الخسائر وكورونا.. تركيا تحشد لمعارك جديدة في ليبيا ودعوات عربية لتدخل الأمم المتحدة

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – رغم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا التي تقاتل في ليبيا، فضلاً عن حالة تململ في صفوفهم، فإن ذلك لم يثني أنقرة عن إرسال المزيد منهم لدعم قوات فايز السراج في طرابلس، الأمر الذي فسره محللون بأنه تغطية لاخفاقات الأخيرة في مواجهة الجيش الوطني الليبي، الذي اتهم تركيا بالتحشيد لمعارك جديدة بعد قيادة ضباطها لهجمات أسفرت عن سيطرة قوات الوفاق على عدة مناطق، منها صرمان وصبراتة في وقت سابق.

أسر مجموعة من مقاتلي فصائل المعارضة السورية في ليبيا والخسائر البشرية في صفوفهم ترتفع

وتلقى التدخلات العسكرية التركية في ليبيا، انتقادات دولية وعربية واسعة، لا سيما مع تفشي وباء كورونا وما عقبه من دعوات أممية لوقف إطلاق النار، وإدخار الجهود لمكافحة انتشار الفيروس، في حين أكد المرصد السوري السوري لحقوق الانسان؛ الذي يهتم بالشأن السوري ويُعتمد بشكل واسع كمصدر للمعلومات الموثقة، أن أنقرة ماضية في إرسال المزيد من مقاتلي فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا إلى ليبيا، وكشف المرصد أن أعداد المقاتلين الذين وصلوا إلى ليبيا فعلياً بلغ 5300 سورياً، فيما وصل أكثر من 2100 مجنداً إلى معسكرات التدريب التركية تمهيداً لإرسالهم إلى طرابلس.
يأتي ذلك رغم الخسائر البشرية الكبيرة في صفوف هؤلاء في ليبيا، حيث تمكن الجيش الليبي من أسر مجموعة مؤلفة من 5 مقاتلين من على محاور طرابلس، كانوا قد خرجوا من منطقة “حوار كلس” في ريف حلب الشمالي ثم انتقلوا عبر مطار غازي عنتاب ومن ثم اسطنبول في تركيا وتم نقلهم عبر طائرات مدنية ليبية إلى مطار مصراتة، وسبق ذلك مقتل 9 مقاتلين في معارك على محاور عدة في الأراضي الليبية، وفقاً للمرصد نفسه، الذي كشف أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين السوريين الذين ترسلهم تركيا إلى ليبيا بلغ 199 مقاتلاً، ينتمون لفصائل “لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه.”

دعوات عربية لاحترام السيادة الليبية وتدخل الأمم المتحدة لوقف توريد الأسلحة والمقاتلين الأجانب إليها

الجيش الوطني الليبي من جانبه، وعلى لسان المتحدث باسمه، اللواء أحمد المسماري، كان قد اتهم تركيا، أول أمس، بحشد المزيد من العناصر للهجوم على ترهونة، مؤكداً وجود قيادة ميدانية تركية خاصة في مناطق بجنوب غربي البلاد، وأوضح أن من ضمن المعدات التي ترسلها تركيا إلى المنطقة طائرات (تشويش، استطلاع وهجومية) كما أضاف أن تركيا تستغل انشغال العالم بوباء كورونا، وترسل المزيد من المقاتلين السوريين والأسلحة إلى ليبيا.
ويثير التدخّل التركي العسكري في ليبيا انتقادات دولية متواصلة، آخرها كان البرلمان العربي الذي طالب تركيا باحترام السيادة الليبية ووقف توريد السلاح إليها والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي.
كما دعا الأمم المتحدة إلى “التحرك الفوري والعاجل لإيقاف نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا، ووضع آلية واضحة للمراقبة والعقوبات ضد الأطراف الممولة للصراع في ليبيا بالسلاح”. بحسب بيان صدر عنه أمس.

تركيا تزج بالمزيد من مقاتلي فصائل المعارضة السورية في ليبيا للتغطية على الخسائر والاستياء في صفوفهم

من جهة أخرى، برزت لدى بعض المقاتلين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، خلافات مع الضباط الأتراك الذين يشرفون على العمليات العسكرية هناك، وقادة قوات حكومة الوفاق، عكست حالة التململ والاستياء من قبل هؤلاء المقاتلين، خصوصاً بعد تخفيض رواتبهم، ومخاطر انتشار وباء كورونا بين المقاتلين، وسبق ذلك هروب بعضهم مع المهاجرين إلى أوروبا، وبحسب مصادر ليبية فإن اتساع الهوة وصلت إلى حد المناوشات بينهم وبين قوات الوفاق، في أعقاب انسحابات عشوائية لمقاتلي فصائل المعارضة السورية من محاور قتالية في محيط طرابلس، كما سجلت عدة محاولات هروب من قبل هؤلاء المقاتلين خلال الفترة الماضية، مما دفع بقوات حكومة فايز السراج لتشكيل فرقة عسكرية خاصة لملاحقة المقاتلين الأجانب إن حاولوا مغادرة طرابلس.

مراقبون: تحركات أنقرة توحي بتحضيرها لعملية عسكرية جديدة ضد الجيش الليبي مستغلة أزمة كورونا العالمية

وتزامن ذلك مع تبديل تركيا لعدد من ضباطها ومستشاريها العسكريين العاملين في ليبيا، حيث تحدثت وسائل إعلام تركية عن إعادة 50 مواطناً تركيا من طرابلس إلى تركيا، وسط الحديث عن قرب إرسال تركيا لدفعة جديدة من المجندين السوريين في المعسكرات التركية، فضلاً عن مستشارين وضباط أتراك إلى ليبيا، الأمر الذي يراه المراقبون محاولة تركية لتغطية إخفاق قوات حكومة الوفاق في جبهات القتال، فيما يرى خبراء أن التحركات التركية الأخيرة في ليبيا، وإرسالها المزيد المقاتلين والأسلحة، توحي بتحضيرها لعملية عسكرية جديدة ضد الجيش الوطني الليبي.
المشهد الليبي وفق الأحداث الميدانية لا يؤشر إلى وقف قريب لإطلاق النار، بل على العكس من ذلك يزداد تعقيداً، مع محاولة طرفي النزاع؛ رغم إعلانهما الموافقة على “هدنة كورونا”، لكسب الوقت واتساع رقعة سيطرتهما على المزيد من جغرافية البلاد، ويزيد من تعقيده الاستماتة التركية بإبقاء نفوذها وضمان سيطرة حلفائها في حكومة الوفاق على جزء من البلاد، للإبقاء على الاتفاقات التجارية والبحرية التي أبرمتها مع فايز السراج.

إعداد: رزان أيوبي