كان قبول بطاقات مير المصرفية سيسهل مدفوعات السائحين الروس داخل الفنادق والمنتجعات المصرية.
أوقفت مصر خططًا لتطبيق نظام بطاقات الدفع مير الروسي في منتجعاتها وفنادقها وسط مخاوف من عقوبات أمريكية محتملة، وفقًا لمصدر بأكبر بنك مملوك للدولة في مصر.
قال مصدر من البنك الأهلي المصري لـ “المونيتور”: “إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على روسيا أجبرت صناع القرار المصريين على التخلي عن دعمهم لنظام مير”.
وقال المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الزيادة الأخيرة في التدفقات السياحية إلى مصر شجعت المسؤولين المصريين لعكس خطط ربط مخطط مير بنظام بطاقة “ميزة” المحلي في مصر.
وقال مصدر مصرفي آخر لبوابة مصراوي الإخبارية المحلية الشهر الماضي إن مصر قلقة أيضًا من أن استخدام نظام الدفع الروسي قد يقوض مفاوضاتها الحالية مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض لدعم اقتصادها وسط نقص حاد في العملة الأجنبية. تعد الولايات المتحدة أكبر كتلة تصويت فردية في صندوق النقد الدولي.
كان البنك المركزي المصري يعتزم في الأصل تطبيق نظام مير في أيلول، ولكن تم تعليق الخطط بعد خروج العديد من البنوك التركية من النظام الروسي بسبب تهديد الولايات المتحدة بفرض عقوبات. حذرت وزارة الخزانة الأمريكية من أن البنوك التي تتعامل مع مدفوعات مير تخاطر بدعم جهود روسيا للتهرب من العقوبات الغربية بسبب حرب أوكرانيا. يمكن أن تشمل العقوبات منع استخدام الدولار الأمريكي.
مير هو مخطط دفع يعمل بشكل مستقل عن النظام المالي الغربي، مما يسمح للبلدان بالتعامل مع البنوك الروسية خارج نظام المدفوعات بين البنوك سويفت والسماح للمواطنين الروس بإجراء معاملات رقمية.
سيسمح قبول مصر لبطاقات مير للسائحين الروس بالدفع بالروبل والوصول إلى أجهزة الصراف الآلي وبالتالي تسهيل معاملاتهم ومدفوعاتهم داخل الفنادق والمنتجعات المصرية.
تعد مصر من بين أفضل خمس وجهات سياحية للسياح الروس. يشكل الروس والأوكرانيون 40٪ من المصطافين في مصر، لكن أعدادهم انخفضت بشكل كبير منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط.
السياحة هي واحدة من مصادر العملات الأجنبية الرئيسية في مصر. حققت مصر 13 مليار دولار من عائدات السياحة في عام 2021.
قال فخري الفقي، رئيس لجنة الميزانية والتخطيط بمجلس النواب، إن البنك المركزي المصري كان يعمل منذ ستة أشهر لربط مير بشبكة ميزة المحلية في مصر. وقال إن ذلك سيعزز السياحة الروسية و “سيساعد مصر أيضًا على دفع ثمن السلع الروسية مثل القمح بالروبل بدلاً من الدولار الأمريكي”.
يعتقد مدحت نافع، الخبير الاقتصادي، أن استخدام الروبل سيعطي مصر ميزة، لأن القاهرة مستورد رئيسي للقمح الروسي. وقال لـ “المونيتور”: “لكن احتمال مواجهة العقوبات الأمريكية سيمنع البنوك المصرية من التحرك نحو اعتماد نظام مير الروسي لتعزيز السياحة”.
وبلغ التبادل التجاري بين مصر وروسيا 4.7 مليار دولار في 2021 ارتفاعا من 4.5 مليار دولار قبل عام.
وبحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجلت مصر زيادة بنسبة 85.4٪ في عدد السياح هذا العام، حيث زار 4.9 مليون سائح البلاد في النصف الأول من عام 2022، مقارنة بـ 2.6 مليون العام الماضي.
وأرسلت أوروبا الشرقية أكبر عدد من السياح إلى مصر في عام 2021 بنسبة 50.6٪، يليها الشرق الأوسط بنسبة 18.9٪، وأوروبا الغربية بنسبة 16.4٪، وإفريقيا بنسبة 7.1٪.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست