دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“طالت بنى تحتية ومنشآت حيوية”.. تقرير يكشف “حصيلة العمليات العسكرية الجوية التركية” بمناطق الإدارة الذاتية

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – منذ الثالث والعشرين من الشهر الجاري عاودت القوات التركية عمليات القصف على مناطق شمال شرقي سوريا والتي طالت البنى التحتية والمنشآت والمرافق العامة من آبار نفطية ومحطات توليد الطاقة ومعامل ومصانع ومحطات وقود ومستشفيات ونقاط أمنية تربط بين المدن الرئيسية، وذلك بعد جولة استهداف سابقة في بدايات تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أسفرت عن خسائر كبيرة وصلت إلى 80 بالمئة من البنى التحتية.

هدوء في القامشلي وريفها.. والتصعيد مستمر شمال حلب

ومع هدوء نسبي منذ 3 أيام في مدينة القامشلي وريفها الشمالي والغربي، لاتزال عمليات القصف من قبل الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية له متواصلة في مناطق ريف حلب، عبر الطائرات المسيرة والمدفعية والصواريخ، حيث طال القصف خلال الساعات الـ48 الماضية أكثر من 10 قرى في ريف حلب الشمالي بأكثر من 150 قذيفة وغارة جوية عبر المسيرات، إضافة لقصف بالمسيرات طال حاجز أمني لقوى الأمن الداخلي في ريف مدينة منبج.

وأسفرت هذه العمليات العسكرية التركية لخسائر مادية كبيرة والتأثير على قطاعات مختلفة منها الطاقة والصحة والتعليم.

“مصنع أوكسجين ومركز غسيل الكلى خارج الخدمة”

وكانت مصادر مسؤولة محلية أكدت خروج “مصنع صناعة الأوكسجين الطبي الوحيد” في المنطقة والمتواجد في مدينة القامشلي عن الخدمة وذلك نتيجة هجمات تركية على المصنع قبل أيام، وهو ما سيؤثر على تزويد المستشفيات بالأوكسجين مع تأثر المئات من المرضى، ناهيك عن خروج مركز غسيل الكلى الوحيد في المنطقة الشمالية الشرقية عن الخدمة، وهو الذي كان يقدم خدماته للآلاف من المواطنين ويغنيهم عن السفر إلى العاصمة أو إلى الخارج.

وأحصى مركز الرصد والمعلومات، آخر الهجمات التي نفذتها القوات التركية في الفترة الممتدة ما بين الـ23 و الـ26 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وجاء في الحصيلة، أن الهجمات الجوية الـ74 طالت مدن القامشلي وعين العرب/كوباني وتل تمر والقحانية وعامودا والدرباسية والجوادية والمالكية، واستهدفت الهجمات المنشآت الخدمية والمرافق العامة والبنى التحتية.

“74 ضربة جوية أدت لتدمير 52 منشأة خدمية مدنية وخسائر بشرية”

الضربات الجوية التركية أدت تدمير جزئي وكلي لـ52 منشأة خدمية مدنية في عموم المنطقة الشمالية الشرقية، وأسفرت عن مقتل وإصابة 29 مدني في كل المناطق المذكورة.

ولفتت الإحصائية إلى أن الهجمات الجوية التركية تزامنت مع تصعيد للفصائل المسلحة التي تطلق على نفسها “المقاومة الإسلامية” على قواعد التحالف الدولي في المنطقة.

وبينت الحصيلة أنه في اليوم الأول للهجمات – 23 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، هاجمت تركيا عبر 15 غارة جوية منشأتي عودة وسعيدة النفطيتين، ومنشأة خدمية للطاقة، ومصرف زراعي، معمل بلاستيك، خلف أضرار مادية وبشرية.

في الـ25 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، قصفت الطائرات التركية مدينة عين العرب/كوباني 7 مواقع خدمية حيوية من بينها مشفى كوفيد-19، إضافة إلى استهداف محطة الطاقة وخروجها عن الخدمة، مع معمل دهان و موقعين لشركة إنشاءات مدنية ما أدى لإصابة عنصرين.

أما في مدينة القامشلي، بلغ عدد الضربات فيها 31 ضربة جوية عبر الطائرات الحربية والمسيرة وتركزت على المراكز الحيوية والمنشآت الخدمية والصناعية ومنها محطة “سادكوب” للمحروقات، ومستودع للمواد الاستهلاكية ومنشأة صناعية وشركة بناء ومطبعة سياف، التي فقد شاب حياته يوم الجمعة إثر تعرضه لإصابات جراء القصف عليها، إضافة إلى محطات وقود والسوق الشعبي ومطاحن ومعمل للمنظفات، خلفت أضرار مادية كبيرة إلى جانب فقدان 8 مدنيين حياتهم وإصابة 14 آخرين.

وفي عامودا، فقد استهدفت الطائرات التركية بـ3 ضربات طالت الممتلكات المدنية ومراكز زراعية، وهي صالة أعراس ومعمل زيتون ومفرزة للحبوب مما خلف أضراراً مادية.

وفي الـ26 من كانون الأول/ديسمبر الجاري، واصلت الطائرات الحربية والمسيرة التركية استهداف البنى التحتية من جديد، إضافة إلى النقاط الأمنية التابعة “لقوى الأمن الداخلي” في كل من القامشلي وكوباني وعامودا ما أدى لإصابة 3 عناصر أمن، مع استهداف منازل المدنيين في منطقة الدرباسية وخلفت أضرار مادية.

“النقاط الأمنية بين المدن الرئيسية تحت النار”

وذكرت الإحصائية، بتعرض نقطة أمنية “للأسايش” لقصف من طائرة مسيرة تركية بالقرب من قرية هرم شيخو وضربة جوية على شركة إنشاءات وضربة على معمل البرغل في بلدة “كرباوي” مع قصف حاجز “نعمتلي” للأسايش” واستهداف طال حي علايا السكني في مدينة القامشلي.

فيما تسبب القصف التركي على مدينة عين العرب في التاريخ نفسه، بأضرار مادية، طال النقاط الأمنية والمنشآت الخدمية.

كذلك مدينة تل تمر، تعرضت لاستهداف بطائرة مسيرة طال قرية الطويلة بالريف الغربي للمنطقة دون أي أضرار، مع صوامع الحبوب في منطقة الجوادية.

تعتبر جولة التصعيد العسكري الجوي التركي هذه؛ هي الثانية من نوعها منذ شن تركيا “لعملية عسكرية جوية” في أوائل تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وأسفرت وفق بيانات رسمية لدمار كبير في البنى التحتية والمنشآت الحيوية والمرافق العامة وصل إلى 80 بالمئة منها، مع فقدان العشرات من المدنيين حياتهم وإصابة آخرين من بينهم 29 من قوى الأمن الداخلي باستهداف مركز أمني لهم بريف مدينة المالكية، والنقطة كانت تابعة لقوى مكافحة المخدرات.

“دون موافقة التحالف وروسيا.. الطيران التركي لا يمكنه التحليق”

وتخضع سماء مناطق شمال شرقي سوريا للسيطرة الأمريكية (التحالف) والروسية، حيث أن المسؤولين المحليين والأوساط السياسية تحمل الطرفان اللذان هما “ضامني وقف إطلاق النار في 2019” مسؤولية السماح للطائرات التركية الحربية والمسيرة بالتحليق في هذه الأجواء.

فيما كان القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قال في تصريحات تلفزيونية، أن الموقف الأمريكي من الهجمات التركية غير كافي لردع أنقرة عن مواصلة حربها على المنطقة. في نبرة تحمل تنديداً بالموقف الخجولة للتحالف إزاء ما تتعرض له المنطقة والقوات الشريكة في مكافحة الإرهاب من هجمات للقوات التركية.

إعداد: ربى نجار