أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – وسط الحديث عن إمكانية وجود “صفقة” جديدة بين روسيا وتركيا في سوريا، بعد الانسحاب التركي من نقاط المراقبة في أرياف إدلب وحلب وحماة، ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، استبعد محللون سياسيون سوريون أن تكون هناك صفقة بين موسكو وأنقرة على حساب الأراضي السورية، مشيرين إلى أن تلك النقاط التي تنسحب منها تركيا “ساقطة عسكرياً”.
ومنذ نحو 20 يوماً، تقوم القوات التركية بسحب قواتها من نقاط المراقبة في “مورك وشيرمغار ومعر حطاط وقبان الجبل”، حينها تساءل الكثيرون عن المقابل التي حصلت عليه تركيا من هذه الخطوة، وهل باعت أنقرة من جديد المعارضة السورية لروسيا؟ .
هذه التساؤلات وغيرها طرحتها شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، على ممثل حزب سوريا المستقبل في أوروبا طالب إبراهيم.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي دار بين “اوغاريت بوست” وممثل حزب سوريا المستقبل في أوروبا طالب إبراهيم :
1 – ما الغاية من سحب تركيا لنقاط المراقبة في منطقة خفض التصعيد، وهل باعت تركيا فصائل المعارضة ؟
النقاط العسكرية التي تنسحب منها تركيا اليوم، هي نقاط ساقطة عسكرياً بالمفهوم العسكري، لأنها مطوقة بجيش النظام، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تركيا تنفذ بنود تم الاتفاق عليها مع روسيا، بعد تفاهمات الآستانا، وبعد المفاوضات التي جمعت الطرفين.
النقاط التي تحدثت عنها روسيا بصوت عال، عبر وزير خارجيتها، والذي كرر مراراً وتكراراً، أن من واجب تركيا تنفيذ ما اتفق عليه، الانسحاب من النقاط العسكرية التي وقعت تحت سيطرة النظام، وفصل الفصائل الجهادية عن غيرها.
وتركيا تبيع وتشتري في المعارضات السورية، السياسية والإعلامية والعسكرية، سابقاً والآن ولاحقاً. ومفهوم التجارة التركية في المعارضة السورية، يوضّحه الاستثمار بالمرتزقة السوريين، في ليبيا وفي الأزمة الأرمينية والآذرية.
2- هل هناك صفقة روسية تركية، تقتضي بأن انسحاب تركيا من نقاط المراقبة، يقابله سيطرة على أراضي سورية جددة؟
لا أعتقد ذلك، لا يمكن أن تقدم روسيا أراضي لتركيا في إدلب، لأن خط مناطق النفوذ توقف تقريباً في حدود الطريق الدولية. ولا يمكن أن تقدم لها أراض في شمال وشرق سوريا، لأن ذلك يعتبر تعد روسي على مناطق نفوذ ليست روسية. وروسيا عاجزة عن إعطاء ما ليس لها في تلك المناطق. صفقة تبادل أراضٍ في مناطق شمال وشرق سوريا تحتاج لتفاهمات مع أمريكا.
3- لماذا قد تتورط روسيا في صفقات مقايضة مع تركيا في سوريا، وتركيا ليست في موقف قوي بعد الضغوط الدولية؟
الجواب في السؤال ذاته، لن تتورط روسيا في منح أراض سورية جديدة، لتركيا المأزومة، لأنها غير مجبرة. روسيا حققت انتصارات عسكرية في سوريا، وتعتبر أن المعارك الكبيرة في سوريا انتهت. وهي تحاول الانتقال إلى الخطوة الثانية في معاركها اليوم، عبر إعادة تأهيل النظام، وقد تحتاج إلى تركيا في فترة قادمة فيما يتعلق بهذه المسألة. سيما أن عمليات التنسيق لضامني الاستانة مهمة لاستكمال التهدئة داخل هذا التحالف المؤقت، وضمن موازين القوى المدرجة.
4- إلى أين تتجه الأوضاع في سوريا، وهل يمكن التعويل على الدور الروسي والتركي لحل الأزمة؟
تتجه الأوضاع في سوريا إلى المزيد من الفعل السياسي، قد يزيد حراك الفعل السياسي، قدوم رئيس جديد في أمريكا، وتغيير مجموعة من السياسات الأمريكية والاستراتيجيات في المنطقة.
ويعرف الروس كما يعرف الأتراك، أنهم عاجزون عن تحديد مستقبل سوريا منفردين، والجميع ينتظر الموقف الأمريكي.
حوار: فادي حسن