دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

طالبان والقاعدة وداعش .. تنظيمات متشددة تجمعها “الشريعة الإسلامية” وتفرقها “السياسية والديمقراطية”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تسعى حركة طالبان لإظهار نفسها على خلاف ما عرف عنها العالم في السنوات الأخيرة، وسط تساؤلات هل حقاً تغيرت الحركة المصنفة على قوائم الإرهاب لدى أغلب دول العالم، وما مدى ارتباطها بتنظيم القاعدة الذي كان زعيمه السابق أسامة بن لادن السبب في غزو الولايات المتحدة الأمريكية لأفغانستان عام 2001.

ومع ترقب دولي من أن يعود التطرف إلى أفغانستان مرة أخرى، سيطرت حركة طالبان وبسرعة خاطفة وفي كثير من الأحيان دون قتال على أفغانستان، الأمر الذي أدى لانهيار الدولة القائمة منذ نحو 20 عاماً بمساندة الولايات المتحدة، وفرار الرئيس أشرف غني مع اقتراب طالبان من كابل.

هل تخدع طالبان العالم .. وما مدى ارتباطها بالقاعدة ؟

ورجحت تقارير إعلامية بأن طالبان تخدع العالم، وأن ميولها لتنظيم القاعدة وتشددها لم يتغيرا حتى بعد 20 عاماً من سقوط حكمها على يد الامريكيين بعد أحداث الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001، فيما اعتبرت تقارير أخرى أن طالبان “فهمت اللعبة الإقليمية جيداً” هذه المرة و هي تنوي التخلص من الارتباطات بتنظيم القاعدة (عدو أمريكا الأول) للحصول على اعتراف ومساندة دولية لتثبيت حكمها وتقبل العالم لها.

وتخشى أوساط خبيرة بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة، من أن تعود طالبان إلى “التطرف” خصوصاً مع كشف تقارير إعلامية عن خطوات “متطرفة” لمسلحي الحركة في المدن الأفغانية التي سيطرت عليها، ويدور الحديث عن إعدامات ميدانية للمعارضين والإعلاميين الذي لم يتمكنوا من الهرب، إضافة لبدء التنظيمات الراديكالية بالظهور والانتعاش في أفغانستان بعد سيطرة طالبان، ومنه تنظيم داعش في ولاية “خرسان” الذي تبنى الهجمات على مطار كابل في وقت سابق من الأسبوع الماضي والذي أدى لمقتل 170 شخصاً بينهم 13 جندياً أمريكياً.

طالبان وداعش .. أوجه الشبه والاختلاف

وعلى الرغم من أن طالبان كررت مرات عدة من أنها تغيرت وأنه على العالم الاعتراف بها، وأنها ستشكل حكومة وطنية تجمع كافة الشعب الأفغاني وسيتم السماح للمرأة بالعمل والتعلم والمشاركة في الحياة السياسية “وفق الشريعة الإسلامية”، إلا أن ذلك لم يمنع العالم من الانتظار إلى “تحويل الحركة أقوالها لأفعال”.

يقول الخبراء في مجال التنظيمات المتشددة، بأن طالبان وتنظيم داعش خرسان متشابهان في الوجه والمضمون، حتى مع إظهار طالبان العداء لتلك الجماعة، مشيرين في الوقت ذاته أن هناك خلافات بينهما، وأشارت تلك الأوساط إلى أنه من الفروقات بين التنظيمين المتشددين، أن طالبان تتشكل من قبائل البشتون ويبلغ عددهم نحو 27 مليون شخص، ويشكلون نحو 40 بالمئة من الشعب الأفغاني، وتسعى لإقامة ما تسميها “إمارة إسلامية”.

بينما تنظيم “داعش خرسان” فهو امتداد لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو مايعرف به الآن “داعش”، وهو ينوي إقامة “دولة إسلامية” على ما يدعيه “نهج الخلافة الراشدة”.

ويشير الخبراء أن طالبان قد تكون تعلمت من دروس الماضي، حيث أن التمسك بالتطرف لن يوصلها لأهدافها بإقامة ما ترغبه “إمارة إسلامية”، ويجب أن تكون منفتحة على القوى الإقليمية والدولية وتحظى تلك الأطراف بعلاقات جيدة معها لاستمرار حكمها. بينما “تنظيم داعش خرسان” فكونه امتداد لتنظيم داعش فهو يرى بالأطراف الإقليمية والدولية “أعداء” ويتمسك بمحاربتهم تحت ما يسميه “الكفر و الردة” وإلخ ..

طالبان وداعش.. العقيدة والولاء والسياسة والديمقراطية

أما من الناحية العقائدية و الولائية، فإن طالبان بايعت سابقاً أمراء وقيادات تنظيم القاعدة وأظهرت الولاء لهم، ومن غير المعروف بعد أن هذه المبايعات والولاءات لاتزال قائمة أم أنها زالت مع مرور السنوات وبعد مقتل أسامة بن لادن. فيما يرى داعش خرسان في قادة وأمراء طالبان والقاعدة “كفار و مرتدين وخارجون عن الملة” ويجب “قتلهم”.

ومن الناحية السياسية والديمقراطية، فطالبان أبدت استعدادها لمشاركة كافة شرائح المجتمع الأفغاني بالتشارك في حكومة وطنية مع مشاركة للمرأة بشرط ارتداء الحجاب، بينما داعش لا يعترف بشيء أسمه الديمقراطية والتشاركية ومشاركة المرأة في الحياة التعليمية والسياسية، ويعتبر ذلك “حراماً”، ويدعي بأن هذه الأساليب “أساليب الغرب والكفار” ولا بديل عن “الشرائع الإسلامية”. وذلك بحسب الخبراء.

طالبان وداعش .. التشابه الوحيد

ويمكن أن تتشابه حركة طالبان مع تنظيم “داعش” بحسب الخبراء من ناحية واحدة، وهي أنها “تنظيمات جهادية تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية عبر الجهاد المسلح”.

فهل حقاً تغيرت طالبان بعد 20 عاماً من سقوط حكمها في أفغانستان على يد الأمريكيين، أم أنها تدعي ذلك لحين الحصول على اعتراف دولي وتثبيت حكمها بأفغانستان وتقبله من العالم وخاصة من دول الجوار، أم أن تلك التنظيمات ستتحد مرة أخرى وتضع العالم أمام تهديد إرهابي جديد ؟.

إعداد: علي إبراهيم