“ضربات غير مسبوقة”.. الولايات المتحدة تعلن تنفيذ ضربات ضد أهداف إيرانية في شرق سوريا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شنت القوات الأمريكية ضربات عسكرية على أهداف إيرانية وصفت “بالأعنف” منذ بداية عمليات الاستهداف المتبادلة بين قوات التحالف والمجموعات المسلحة الموالية لإيران، وذلك في إطار تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، والتي بدأت منذ صبيحة ال7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ضربات أمريكية عنيفة على مواقع إيرانية

ورداً على استمرار الهجمات والقصف الصاروخي وعبر الطائرات المسيرة التي تشنها المجموعات المسلحة الموالية لإيران، كما تقول واشنطن، شن الجيش الامريكي فجر الاثنين، ضربات جوية على موقعين “للحرس الثوري الإيراني” في شرق سوريا، وذلك للمرة الثالثة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وسط الحديث عن مقتل نحو 10 عناصر من المرتبطين بإيران، وإصابة آخرين، فيما وصفت هذه الضربات بالأعنف منذ بداية التصعيد.

وتعليقاً على ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن قوات بلاده نفذت “ضربات دقيقة اليوم (الاثنين) استهدفت منشآت في شرقي سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومجموعات مرتبطة بإيران، في رد على الهجمات المستمرة ضد جنود أميركيين في العراق وسوريا”.

“الضربات جاءت رداً على استفزازات إيرانية”

وفي بيان لقائد القيادة المركزية الأمريكية، مايك كوريلا، جاء فيه أن الهجمات التي نفذتها القوات الأمريكية هي رد على استفزازات المستمرة من قبل “الحرس الثوي الإيراني” والجماعات المسلحة المرتبطة به في العراق وسوريا، مشيراً إلى أن القيادة الأمريكية نفذت ضربات ضد منشآت بالقرب من مدينتي البوكمال والميادين”، وشدد على أن واشنطن ستواصل بكل حزم وقوة الدفاع عن نفسها ومواطنيها وأفرادها ومصالحها.

وفي السياق، نقلت قناة “فوكس نيوز” عن مسؤول بالبنتاغون قوله: إن “6 أو 7 مسلحين موالين لإيران قتلوا في موقع قصفته الطائرات الأميركية شرقي سوريا”. وذكر المصدر ذاته أن انفجارات استمرت نحو ساعتين في أحد الموقعين المستهدفين.

“منشآت تخزين وقيادة وتحكم” من بين الأهداف

من جانبه، ذكر مسؤول دفاع أميركي، أن أحد الهدفين كان منشأة لتخزين الأسلحة. وأضاف أن الهدف الآخر كان منشأة “قيادة وتحكم”، بحسب وكالة “رويترز”، وأوضح أن الولايات المتحدة تجري مراجعة لمعرفة ما إذا كانت الضربتان تسببتا في مقتل أو إصابة أي فرد من الجماعات المتحالفة مع إيران.

إسرائيل تهاجم مواقع سورية 48 مرة

أما الجانب الإسرائيلي، فقد نفذ منذ مطلع العام 2023، 48 استهدافا للأراضي السورية، دمرت بشكل جزئي وكامل نحو 102 هدف ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، 35 استهداف جوي، و13 بري، تسببت بمقتل 96 من العسكريين بالإضافة لإصابة 112 آخرين منهم بجراح متفاوتة.

ووثق المرصد مقتل 24 عسكريا بالقصف الإسرائيلي منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، كما قتل 14 من العسكريين السوريين بينهم 4 ضباط، 10 من المجموعات المسلحة التابعة لإيران من جنسية غير سورية، فيما فقد مدنيين اثنين حياتهما وأصيب آخرون ودمرت منشآت ومواقع وآليات جراء الاستهدافات الإسرائيلية.

وصعدت إسرائيل من استهدافاتها البرية والجوية بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث شنت خلال الفترة الماضية 17 هجوماً، 11 منها عبر الطائرات الحربية و6 عبر القصف الصاروخي، طال بعضها مطاري دمشق وحلب الدوليين اللذان لا يزالان خارج الخدمة.

هجمات مستمرة على قواعد التحالف

وخلال الساعات الـ24 الماضية، نفذت مجموعات مسلحة موالية لإيران عمليات استهداف عدة طالت قواعد التحالف الدولي في شمال شرق سوريا، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن طيران مسير تابع للمسلحين الإيرانيين هاجمت قاعدة “خراب الجير” للتحالف في مدينة الرميلان بريف الحسكة، وسط معلومات مؤكدة عن تمكن التحالف من إسقاط المسيرة.

وفي إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنه منذ تاريخ الـ19 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، جرى استهداف قواعد التحالف الدولي 33 مرة، 6 منها على قاعدة التنف – 7 على قاعدة حقل العمر النفطي – و 5 على حقل كونيكو للغاز – 1 على القاعدة الأمريكية في روباربا بريف المالكية “ديرك” – 6 على قاعدة “خراب الجير بالرميلان” – 6 على قاعدة الشدادي – و 1 على قاعدة تل بيدر – 1 على قاعدة قسرك.

وعززت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير من تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا والعراق، في ظل تصاعد احتمالات اتساع دائرة الحرب في قطاع غزة وتداعياتها وامكانية فتح جبهات جديدة، وتصاعد الهجمات من قبل جماعات مسلحة تابعة لإيران وحزب الله على قواعد التحالف، وذلك كون دول التحالف “تدعم إسرائيل في الحرب ضد غزة”، وفق بيانات هذه الجماعات.

 

إعداد: ربى نجار