دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ضابط سابق في الجيش التركي يصف استقالة الجنرالات ” بالخطير”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قدم ضابط تركي كبير سابق تفسيراً لما يحدث داخل المؤسسة العسكرية، واصفا إياه بـ”الشيء الخطير”، الذي أدى إلى امتعاض بين كبار الضباط ظهر أخيرا في استقالة جماعية لعدد من الجنرالات، ووضع الجيش التركي مجددا في دائرة الجدل السياسي.
ويقول الكولونيل خالص تونجي، الملحق العسكري السابق في سفارة تركيا في أثينا، الذي ترك الجيش عام 2016، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “أردوغان استغل محاولة الانقلاب الفاشلة والصراع مع حركة فتح الله غولن كواجهة فقط، لكن الهدف كان السيطرة على المؤسسة العسكرية”.
ويضيف تونجي “في عام 2010، كان رئيس المجلس العسكري يجلس بجوار أردوغان على رأس الطاولة، أما الآن فينفرد أردوغان الرئيس ذو الصلاحيات الواسعة برئاسة المجلس، ليدل ذلك على مدى التحول الذي حدث داخل الجيش مع المحاولات المستمرة لتحجيمه”.
“كما استخدم أردوغان قضية أرغينيكون الشهيرة التي اتهم فيها كبار الجنرالات ومئات الضباط والمثقفين ورجال الأعمال بالتخطيط لانقلاب على السلطة في تركيا، وجد الرئيس التركي في الانقلاب الفاشل في يوليو عام 2016 فرصة لإعادة تنظيم هيكل الجيش وهو يدرك جيدا أنه إذا كان لديك الأغلبية في هذا المجلس، فإنه يمكنك فعل كل شيء تقريبا في تركيا”.
وانعقد مجلس الشورى العسكري في مطلع آب/أغسطس الجاري لبحث أمر الترقيات، وصادق أردوغان على قراراته قبل أيام.
وطالت انتقادات الاجتماع نفسه الذي لم يستغرق سوى ساعة واحدة، رغم أن هذا الاجتماع يستغرق في العادة من 6- 8 ساعات لبحث الترقيات بشكل مفصّل.
ومن بين الجنرالات المستقيلين، الجنرال أحمد أرجان تورباجي، المسؤول عن العمليات العسكرية في إدلب، ومساعده، أما بقية الضابط فيعلمون في أماكن حساسة مثل محافظتي فان وهكاري، التي تشهد عمليات ضد حزب العمال الكردستاني، وفي محافظتي كيليس وأضنة الحدوديتين مع سوريا.

الولاء ولا الكفاءة

ويقول تونجي إن بعض الجنرالات احتجوا على طريقة التعيينات في المناصب العليا والترقيات، بشكل يوحي باستهداف هيكلية الجيش القائمة على الجدارة والأقدمية، وذلك بعد أن جرى نقلهم من الوحدات الميدانية في سوريا إلى وظائف داخل تركيا.
والاستقالة الجماعية “غريبة وغير طبيعية” في عرف الجيش التركي، بحسب الضابط السابق الذي يقول: “شيء غريب حقا. لقد رأيت حركات معارضة ضد أردوغان في الأوساط المدنية لكن داخل الجيش. هذا غريب”.

عمليات إدلب

والجنرالات المستقيلون حديثا كانوا يقودون وحدات عاملة في سوريا، وذلك يشير إلى الخبرة العملياتية الكبيرة التي يتمتعون بها، وبالقطع هم غير راضين عن الاستراتيجية التي يجري تطبيقها هناك.
والأهم في ذلك أن تلك الاستقالات تزامنت مع تطورات خطيرة في إدلب، بعد محاصرة الجيش السوري لقوات تركية في نقطة مورك العسكرية التي تشير إلى أن قرارات خاطئة قد اتخذت، بالإضافة إلى تقديرات عسكرية بأن أنقرة لن تستطيع الإبقاء على المناطق التي سيطرت عليها في سوريا سابقا، بحسب تونجي.
ويشير الصحفي التركي جومالي أونال إلى أهمية توقيت الاستقالات، التي جاءت بعد انهيار الجبهة في إدلب وذهاب أردوغان في زيارة مفاجئة إلى موسكو لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة بعد تهديدات روسية بمواجهة القوات التركية هناك.
ويقول أونال لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعتقد أن الجيش لا يريد صراعا مع روسيا في سوريا ولا يريد المضي قدما في الاستراتيجية الحالية، وهم ممتعضون من دعم أردوغان للميليشيات المسلحة والمتطرفة التي تحاول روسيا القضاء عليها”.
ويضيف: “نقل هؤلاء الجنرالات من الميدان وإسناد وظائف أقل داخل تركيا لهم ربما يكون سببا. لكن أعتقد أن السبب الحقيقي هو معضلة إدلب”.