دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“صفعة قوية بوجه دمشق”.. مشايخ العقل في السويداء تقف بجانب المحتجين وتؤيد الحراك الشعبي ومطالب الشعب

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية ومعاودة انخفاض سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، لاتزال الاحتجاجات الشعبية في السويداء ودرعا جنوب سوريا مستمرة، حيث تخطت اسبوعها الأول، مع استمرار الإضرابات الشاملة، ومنع المؤسسات الحكومية من فتح أبوابها.

الدعم الكبير الذي تلقته الاحتجاجات الشعبية في السويداء من مشيخة العقل الثلاثة، الشيخ حكمت الهجري و الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، وتأكيدهم على دعم ومساندة والانضمام إلى هذه الاحتجاجات حولتها إلى “انتفاضة حقيقية” وفق ما وصفتها أوساط سياسية سورية، مشددين على أن رفع سقف المطالب إلى “إسقاط النظام” يؤكد ذلك.

مشايخ العقل نشروا بياناً مشتركاً حددوا فيه 6 مطالب للحكومة السورية، وهي إجراء تغيير حكومي وتشكيل حكومة جديدة، و التراجع عن كل القرارات الاقتصادية الأخيرة، مع محاربة الفساد والضرب على ايدي المفسدين، إضافة إلى ممارسة المؤسسة الأمنية والشرطة دورها، والمحافظة على وحدة الأراضي السورية وإعداد دراسة تشغيل معبر حدودي لمحافظة السويداء.

متابعين للشأن السوري أكدوا أن وقوف المشايخ الثلاث مع الاحتجاجات الشعبية زادت من ثقة المواطنين بإجراء تغيير وشددت على الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق المطالب، مع أنها تشكل “صفعة قوية” في وجه الحكومة السورية، التي كانت تعول في السابق على وقوف مشايخ العقل لجانب السلطة في دمشق.

وحذر ناشطون وسياسيون من أن مواقف المشايخ الثلاث من السلطة الحاكمة في دمشق يضعهم في مواجهة مباشرة معها، كما وضعوا احتمال بأن تتخذ الحكومة السورية “طرق وأساليب ملتوية” في مواجهة السلطة الدينية في السويداء من خلال استهداف المشايخ كما حصل مع الشيخ الهجري الأب بداية 2011، وذلك عندما لفق حادث سيارة راح ضحيتها الشيخ الهجري الأب.

وخلال مشاركته في إحدى التظاهرات بريف محافظة السويداء، دعا الشيخ حمود الحناوي، إلى أن يكون الوطن سوريا فوق كل اعتبار، مؤكداً أنهم دعاة سلام ومحبة وكرامة وأمن ووطنية واحترام لإرادة الشعب السوري.

وسبق أن رفض الشيخ حكمت الهجري، وساطة محافظ السويداء، بسام بارسيك، لإنهاء الاحتجاجات الشعبية، حيث انتهى الاجتماع بين الطرفين في دار بلدة “قنوات” شمال السويداء، وعرض المحافظ جملة من الحلول لاقت رفضاً من قبل الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، الذي اعتبر أن المسألة لا تحتاج لوساطات ولا اتصالات.

كما أكد “الهجري” أن مطالب الشارع معروفة ولا داعي لشرحها، وأنه لن يكون هناك أي تواصل مع أحد قبل تحقيق مطالب الشارع.

الاحتجاجات الشعبية في السويداء، أدت لاشتعال الشارع في مدن سورية أخرى، حتى في العاصمة دمشق، رغم القبضة الأمنية الشديدة هناك، حيث خرجت تظاهرات في مدينة جرمانا، مع انتشار عبارات مناهضة للحكومة السورية وتدعو “لإسقاط النظام” في شوارع الضمير.

كذلك دعوة ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات بمدن دير الزور والبوكمال والميادين بمحافظة دير الزور، مع استنفار أمني كبير لقوات الحكومة السورية والإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لهم لمنع أي احتجاج شعبي، مع تهديد واضح وعلني باستهداف كل من يخرج للشارع للتظاهر.

الأمر نفسه في حلب، حيث شهدت أحياء حلب المدينة، الفردوس والسكري وصلاح الدين، احتجاجات قبل أيام، وسط استنفار أمني تنديداً بالأوضاع المعيشية الصعبة وقرارات الحكومة الاقتصادية الأخيرة.

فيما قالت مصادر محلية لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن مواطنان اثنان فقدا حياتهما جراء استهدافهما من قبل القوات الأمنية الحكومية في حي الفردوس، ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن القوات الأمنية أمرت المساجد بالمناداة على الأهالي في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والراشدين، للالتزام بمنازلهم وعدم إجبار القوات الأمنية على استخدام السلاح.

كما عبرت أطراف سياسية سورية عدة منها في الإدارة الذاتية والمعارضة، دعمها ومساندتها للاحتجاجات الشعبية في السويداء، وفي سياق ذلك، أبدى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي، دعمه للاحتجاجات السلمية في السويداء، مشيراً إلى المواقف الوطنية في رفض أهالي السويداء “الاحتلال التركي”.

وقال “عبدي” في تغريدة على موقع “إكس”، إن الشعارات المرفوعة في السويداء تعبير عن حيوية الشعب الذي يسعى إلى استعادة الهوية الوطنية السورية، وإنهاء الاحتلال والمعاناة، موضحاً أن الشعارات التي يرفعها المحتجون تؤكد على ضرورة الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة المستمرة.

وكانت الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية عبروا عن دعمهم للاحتجاجات الشعبية في السويداء، ووقوفهم إلى جانبها ومطالبها.

والأمر كذلك للجهات المعارضة في الشمال الغربي، مع خروج تظاهرات مؤيدة للحراك السلمي في السويداء، والتأكيد على وحدة المصير والمواقف.

ومع استمرار الأزمة الاقتصادية ومعاودة الليرة انخفاضها أمام الدولار بعد تحسن جزئي، يتوقع مراقبون بمواصلة السوريين للتظاهرات المناهضة للسياسات والقرارات الحكومية الأخيرة، وضرورة التحرك سريعاً لوضع حلول اسعافية وإلا فإن البلاد باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى لقيام “ثورة جوع”.

 

إعداد: علي إبراهيم