أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – سلطت تقارير إعلامية الضوء على صراع بين أجنحة عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، مع تداخل الجانب الاقتصادي بالسياسي في مشهد سيكون له على الأغلب تداعيات كبيرة على تماسك “النظام في سوريا”، في ظل التوتر مع روسيا وسنوات الحرب والضغوط الدولية.
وبحسب المصادر الإعلامية، فإن الخلاف بين “محمد مخلوف” وهو خال الرئيس السوري المقيم في روسيا، وعقيلته أسماء الأسد وأقربائها من آل الأخرس، للسيطرة على مفاصل الاقتصاد السوري، في ظل الحديث عن أن الصراع بين الأطراف بات خارج السيطرة، بدرجة بات الأسد عاجزاً عن إيقافه أو ضبطه.
صراعات قديمة ومتجددة
وأشارت المصادر إلى أن الخلافات بين عائلة الأسد للتحكم بمفاصل الدولة تعود للسبعينيات القرن الماضي، ولكن جرى احتوائها في عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، لتعود وتظهر من جديد بعد بداية الأزمة السورية والحرب في البلاد منذ أكثر من 9 سنوات، ويقول محللون أن هذا الصراع هو سبب انهيار الاقتصاد السوري.
وبحسب المصادر، فإن الخلافات بدأت تتفاقم عندما تم اكتشاف شحنات مرسلة مؤخرا إلى مصر من المفروض أنها تحوي علب حليب، ليتبين لاحقا أن تلك العلب معبأة بمواد مخدرة، واللافت أن علامة الشحنة تحمل اسم شركة تعود إلى رجل الأعمال رامي مخلوف، الذي قال بدوره “أن مؤامرة تحيك ضده” ملمحاً لوقوف أسماء الأسد ورائها للانتقام منه وضرب تجارته.
دعم آل مخلوف للأسد
وتعد عائلة مخلوف أحد أقطاب الاقتصاد في سوريا، وقد منحت في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد امتيازات هائلة واستثنائية في مجالات مختلفة منها الطاقة والعقارات والاتصالات والمواد الغذائية، حتى أن كل الأعمال التجارية في سوريا تكاد تمر عبر هذه العائلة.
وكان الأسد الأب يراهن على عائلة زوجته أنيسة مخلوف في دعم الابن بشار وضمان شبكة حاضنة له، وقد لعب آل مخلوف دوراً رئيسياً في دعم الأسد خلال سنوات الأزمة، ليس فقط ماليا حيث وجهت اتهامات لمحمد مخلوف وابنه رامي بالترتيب لصفقات أسلحة بين سوريا وروسيا ودفع ثمن هذه الأسلحة أو مبالغ نقدية “على الحساب”.
وجراء هذا الدعم تعرضت عائلة مخلوف لعقوبات أوروبية وأميركية.
وفي السنوات الأخيرة بدأ يتسرب الفتور للعلاقة بين الرئيس والعائلة لاسيما مع ابن الخال رامي مخلوف، في ظل اتهامات للأخير ورجال أعمال آخرين يدورون في فلكه بتهريب عشرات المليارات من الدولارات إلى الخارج، والتهرب الضريبي.
تحجيم “رامي مخلوف”.. وشكوك روسية
وقالت أوساط سياسية متابعة، أن حملة الحكومة على أموال مخلوف، ليست لمكافحة الفساد “هذا العنوان زائف”، إنما الحقيقة هي حرب نفوذ اقتصادي بين عائلة مخلوف والأخرس، لافتين إلى أن انفجار الوضع بين العائلتين حصل بعد وضع “أسماء الأسد” يدها على شركات اتصالات وجمعيات خيرية لآل مخلوف، بهدف تحجيم “رامي” والحجز على امواله بتهمة التهرب الضريبي ومكافحة الفساد، الأمر الذي دفع “آل مخلوف” للاستنجاد بروسيا، عبر كشف ملفات فساد “الأسد وزوجته”.
ونوهت المصادر إلى أنه في الفترة الأخيرة صب التركيز الإعلامي الروسي على الفساد في عائلة الأسد والحكومة بشكل عام، ووصفت وكالة الأنباء الفيدرالية الروسية الأسد “بالضعيف”، واتهام المسؤولين الحكوميين “باستغلال المساعدات الروسية لأغراض شخصية”.
ويقول محللون إن هجوم الصحافة الروسية على الأسد ومقربين منه لا يمكن أن يجري دون غطاء من الكرملين، وأنه بمثابة تحذير له ولأركانه، خصوصاً بعد شعور روسي أن الفساد في سوريا وعدم قدرة الأسد على إدارته، سيؤدي إلى فقدان الانجازات التي حققتها روسيا في سوريا، وسط إدراك الكرملين أن الاسد لايمكنه القيام بالإصلاح ومن الصعب بقاءه وبالتالي التعويل عليه.
إعداد: ربى نجار