قتلت القوات العسكرية الأردنية 27 مهرب مخدرات سوري الأسبوع الماضي، في حادث دموي غير معتاد.
أعلن المتحدث العسكري الأردني يوم الخميس أن 27 سوريًا كانوا يحاولون تهريب المخدرات عبر الحدود إلى الأردن قتلوا في معارك مع قوات المملكة الهاشمية. كان الجنود يعملون بموجب قواعد اشتباك معدلة أعلنها اللواء يوسف الحنيطي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية، بعد مقتل ضابط في معركة بالأسلحة النارية مع مهربين سوريين في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال اللواء ناجي المناصير قائد القيادة الشرقية لقناة المملكة الأردنية الهاشمية، إن “قواعد الاشتباك تغيرت وسيطلق الجيش النار على كل من يجرؤ على الاقتراب من الحدود الأردنية”.
أعلن الجيش منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، ووفقًا لقواعد الاشتباك الجديدة، لا يُسمح لأحد بدخول هذه المنطقة الفاصلة بين البلدين.
وأثار مقتل النقيب محمد ياسين موسى الخضيرات، الذي قُتل قبل أسبوعين في تبادل لإطلاق النار مع المهربين، باب النقاش حول تجارة تهريب المخدرات التي يقوم بها مسلحون قادمين من سوريا. كما كشفت عدم وجود تنسيق أمني بين البلدين على الرغم من الدفء الأخير في العلاقات بين عمان ودمشق. اتهم الأردن عناصر سورية بالتعاون مع الميليشيات الإيرانية وفرقة النخبة الرابعة المسلحة بقيادة اللواء ماهر الأسد شقيق الرئيس.
وقال اللواء (متقاعد) في سلاح الجو الأردني مأمون أبو نوار أن “الأردن فعل الشيء الصحيح. لقد اتخذوا القرار الصحيح بتغيير قواعد الاشتباك بهدف اكتشاف المهربين والتعامل معهم في مرحلة مبكرة. هناك منطقة محظورة بين البلدين لا يسمح لأحد بدخولها”. وقال إن الأردن الآن قادر على اكتشاف أي مهرب يدخل إلى تلك المنطقة والتعامل معه بمجرد دخوله إلى هذه المنطقة.
وقال أبو نوار إن الجيش الأردني يمتلك أجهزة مسح إلكترونية قوية زودتها به الولايات المتحدة. كما أن لديها طائرات هليكوبتر وطائرات بدون طيار تستخدم معدات الكشف عن الحرارة بالإضافة إلى الرؤية الليلية لتتمكن من تحديد المتسللين. وأوضح أنه “من خلال نظام الكشف هذا، يمكنهم ردع المهربين أثناء تواجدهم في الأراضي السورية والدفاع عن الحدود”.
ويعاني الأردن من ارتفاع معدلات تهريب المخدرات من سوريا بهدف الوصول إلى دول الخليج. وبحسب مدير إدارة مكافحة المخدرات حسن القضاة “تم القبض على ما مجموعه 6196 شخصًا في قضايا تعاطي المخدرات وتجارة المخدرات وتورط 19000 شخص في 12815 قضية مخدرات” في الأردن بين كانون الثاني 2021 و أيلول 2021.
واتهم اللواء إبراهيم الجباوي المنشق عن الجيش السوري حزب الله والفرقة الرابعة والميليشيات الخاضعة لسيطرتهما بإنتاج ملايين حبوب الكبتاغون.
وأشار إلى أن حزب الله يصدّر تلك المخدرات إلى دول عربية، خاصة الخليجية. وأوضح أن “من المعروف أن الأردن أحبط عشرات المحاولات لتهريب المخدرات والأسلحة جميعها من الفرقة الرابعة برئاسة ماهر الأسد والتي تجلب أموالاً طائلة” للمهربين.
وفي أيلول الماضي، استضاف الحنيطي وزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب في عمان. وركزت المناقشة على تأمين الحدود بين البلدين والوضع في جنوب سوريا وجهود مكافحة الأنشطة الإرهابية ووقف تهريب المخدرات عبر الحدود.
كاتب العمود الأردني ماهر أبو طير نقل عن مصادر عسكرية أردنية تحديد المناطق الحمراء التي يتمركز فيها تجار المخدرات. وطالب السلطات السورية بمحاربة عصابات المخدرات.
وصرح أبو طير للصحيفة أن “الدولة السورية غير قادرة على السيطرة على أراضيها ولهذا السبب يستطيع هؤلاء المهربون إنتاج وتصدير هذه المخدرات إلى الأردن ولبنان والعراق والأهم إلى دول الخليج”.
وقال إن تجار المخدرات يعملون مع كبار المسؤولين في الدولة السورية الذين يحمونهم، مضيفًا: “هذا يقودنا إلى الاعتقاد بوجود قوى كبيرة وغامضة داخل سوريا أو ربما حتى أطراف أخرى داخل تجارة المخدرات الإقليمية الأكبر وحتى المجموعات خارج سوريا”.
وقال إن الخطر الذي يمثله ذلك على الأردن لا يمكن تجاهله. وهذا سيغرق الأردن بالدمار بسبب الإدمان. كما أن التهديد وقتل الجنود الأردنيين يعني تجاوز الخطوط الحمراء.
واضاف “الحدود الشمالية والشمالية الشرقية للأردن أصبحت خطيرة للغاية. تتحدث المعلومات الأمنية من الجانب الآخر من الحدود عن عصابات متطرفة للغاية مرتبطة بميليشيات في دول أخرى، وهذا يعني كلا من عصابات المخدرات والجماعات المسلحة”.
وأوضح أبو طير أن “من يدعم هذه الجماعات وأنشطتها في هذا الوقت، بما في ذلك إعطائها أسلحة ومعدات متطورة مثل الرؤية الليلية، يجبر الأردن على ردع هذه الجماعات دون أي تردد في الدفاع عن جنود الأردن والمواطنين”.
المصدر: صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية
ترجمة: أوغاريت بوست