يشعر مسؤولو الدفاع بالقلق من أن تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا قد تعطل جهود إسرائيل لدرء الترسخ الإيراني في سوريا والمنطقة.
كان المسؤولون الإسرائيليون يتابعون عن كثب تقدم روسيا في اتجاه أوكرانيا، وكذلك رد فعل الغرب عليها، خوفًا من أن يكون لها تداعيات خطيرة على جهود إسرائيل لإبقاء إيران ووكلائها الإقليميين تحت السيطرة.
تحاول إسرائيل تجنب أي تصريحات أو أفعال قد تزعج روسيا، لدرجة أنه طُلب من كبار مسؤولي الدفاع عدم التعليق علنًا على الوضع في أوكرانيا. مصدر القلق الرئيسي لمؤسسة الدفاع هو عرقلة العلاقات الإسرائيلية الروسية الحساسة بشأن سوريا، حيث ورد أن الجيش الإسرائيلي يعمل بانتظام ضد القوات المدعومة من إيران، وهي جماعة حزب الله اللبنانية.
فيما يتعلق بالقوة العسكرية، يدرك مسؤولو الدفاع الإسرائيليون بوضوح أن لروسيا اليد العليا، ولكن من وجهة نظر اقتصادية، قد ينهي الرئيس فلاديمير بوتين الحرب بعد تعرضه لعقوبات قاسية.
في ظل هذه الظروف، من المرجح أن يغير بوتين سياسته بشأن العمليات الإسرائيلية في سوريا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. في محاولة لاستعادة مكانته، يمكن لبوتين أن يتحرك للحد من قدرة إسرائيل على العمل ضد الترسيخ الإيراني في إطار آلية تفادي التضارب بين إسرائيل وروسيا في سوريا.
ويقدر المسؤولون الإسرائيليون أيضًا أن روسيا قد تقرر نقل أسلحة أكثر تقدمًا إلى سوريا ودول أخرى في المنطقة بهدف تحقيق عائدات من صفقات الأسلحة الكبيرة، مع خلق توازن جديد للرعب في مواجهة القوات العسكرية الغربية في منطقة الشرق الأوسط.
مصدر قلق آخر لإسرائيل هو أن روسيا قد تستخدم أنظمة متقدمة لتعطيل أنظمة التوجيه عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وإجراءات الحرب الإلكترونية الأخرى والهجمات الإلكترونية لتعطيل الناتو أو العمليات الغربية في البحر المتوسط، حسبما قال مسؤولون كبار. وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تقييد حرية الجيش الإسرائيلي في العمل أو تعطيل التكنولوجيا العسكرية والمدنية في إسرائيل.
بينما لم يطرأ أي تغيير على سياسة روسيا حتى الآن، يقول كبار المسؤولين إن ذلك قد يتغير في المستقبل القريب. قد يكون البيان الروسي يوم الجمعة يعيد التأكيد على أن موسكو لا تعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي تم ضمها بعد حرب الأيام الستة عام 1967، علامة على تحول وشيك في نهج بوتين تجاه النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا.
قد يؤدي التطور الأخير في أوكرانيا أيضًا إلى تقريب روسيا من إيران في هذا الوقت الحساس، وفقًا للتقدير الإسرائيلي. قال دبلوماسيون شاركوا في المحادثات في الأيام الأخيرة إن المفاوضات في فيينا بين طهران والقوة العالمية بشأن البرنامج النووي الإيراني شارفت على الانتهاء.
حتى وقت قريب، كانت إسرائيل تعتقد أن روسيا لم تكن مهتمة برؤية وجود إيراني أكبر في سوريا – بوابة حاسمة إلى البحر الأبيض المتوسط من وجهة نظر بوتين – حيث تريد موسكو أن تلعب دورًا رئيسيًا في إعادة إعمار البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب.
الآن، يقول مسؤولو الدفاع إنهم قلقون من أنه كجزء من محاولة تقريب إيران من روسيا، سيمنح بوتين طهران مزيدًا من الحرية للعمل في سوريا – أكثر بكثير مما تود إسرائيل رؤيته.
المصدر: صحيفة الهآرتس الاسرائيلية
ترجمة: أوغاريت بوست